2011-07-09, 06:28 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 2065 | نقاط : 2650 | العمر : 27 | السمعة : 3 |
| | موضوع: الخاتمة حسنها وسوؤها - أولاً: حسن الخاتمة الخاتمة حسنها وسوؤها - أولاً: حسن الخاتمة إنَّ لخاتمة العبد في هذه الحياة الدنيا شأنٌ عظيم وَخَطْرٌ جليل، وذلك لأنَّ ما بعدها متوقفٌ عليها، حيث يكون جزاء العبد وعاقبتُه بحسب خاتمته حُسْنًا أو سُوءًا، كما جاء في الحديث الصحيح: «إنما الأعمال الخواتيم» رواه البخاري وغيره.
أولاً: حُسْنُ الخاتمة
حسن الخاتمة هي: . أن يُوفَّق العبد قبل موته للكَفِّ عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة
ومما يدل على هذا المعنى ما صحَّ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله بعبده خيرًا استعمله» قالوا: كيف يستعمله؟ قال: «يوفِّقه لعمل صالح قبل موته» رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك.
ولحسن الخاتمة علامات، منها: ما يعرفه العبد المُحتضر عند احتضاره، ومنها: ما يظهر للناس.
أما العلامة التي يظهر بها للعبد حُسنُ خاتمته فهي ما يُبشَّر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلاً منه تعالى،
كما قال جلَّ وعلا: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } [فصلت: 30].
وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم، وفي قبورهم، وعند بعثهم من قبورهم.
علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة،وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك، ونحن نورد هنا بعضًا منها، فمن ذلك:
* النطق بالشهادتين عند الموت: ودليله ما رواه الحاكم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة».
* ومنها: الموت برشح الجبين أي: يكون على جبينه عرق عند الموت. لِمَا رواه بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «موت المؤمن بعرق الجبين» رواه أحمد والترمذي.
* ومنها: الموت ليلة الجمعة أو نهارها. لقوله صلى الله عليه وسلم : «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر» رواه أحمد والترمذي.
* ومنها: الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله، أو موته غازيًا في سبيل الله، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البدن كالاستسقاء ونحوه، أو موته غرقًا.
* ومنها: الموت بسبب الهدم، لما رواه البخاري ومسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله».
* ومن علامات حسن الخاتمة: وهو خاص بالنساء: موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها، أو وهي حاملٌ. ومن أدلة ذلك ما رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبادة بن الصامت أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن الشهداء، فذكر منهم: «والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة» يعني: بحبل المشيمة الذي يقطع عنه.
* ومنها: الموت بالحرق وذات الجنب. ومن أدلته أنه صلى الله عليه وسلم عدَّد أصنافًا من الشهداء فذكر منهم الحريق، وصاحب ذات الجنب: وهي وَرَمٌ حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع. والحديث رواه أبو داود في «سننه».
* ومنها: الموت بداء السل، حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أنه شهادة.
* ومنها: الموت رباطًا في سبيل الله. لِما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقه، وأمِنَ الفتَّان».
ومِنْ أسعد الناس بهذا الحديث رجال الأمن وحرس الحدود وبرًّا وبحرًا وجوًّا على اختلاف مواقعهم إذا احتسبوا الأجر ووافتهم المنيَّة على ذلك.
* ومن علامات حُسن الخاتمة: الموت على عمل صالح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : «مَن قال: لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله خُتم له بها دخل الجنة، ومَن صام يومًا ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومَن تصدَّق بصدقة ختم له بها دخل الجنة» رواه الإمام أحمد وغيره.
أسباب حسن الخاتمة من أعظمها، أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه، ورأس ذلك وأساس تحقيق التوحيد، والحذر من ارتكاب المحرَّمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطَّخ به المرء منها، وأعظم ذلك: الشرك كبيره وصغيره.
يقول الربُّ جلَّ شأنه: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [النساء: 48].
* ومنها: أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.
* ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيَّته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك،
فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفِّق طالب الحق إليه، وأن يثبِّته عليه، وأن يختم له به.
|
| |