2011-07-09, 07:18 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 2065 | نقاط : 2650 | العمر : 27 | السمعة : 3 |
| | موضوع: عااااد.. فهل اعود عااااد.. فهل اعود
فارَقْتُهُ مُنذُ أعوامٍ وآخرُ عهدي بـــهِ أنَّــهُ كانَ بِصَحَّتِـــهِ.. بِعُنْفُوانِ شَباااابِهِ..واندفااااعِ عزيمتهِْ.. كـانَ يُنَشِّطُ كَسَلي وَخُمولي ، بِنَشاطِهِ وإقبالِهِ عَلَى الخير... كانَ يَنْفُضُ عَنِّي غُبارَ التثاقلِ ، والتَّباطُؤِ بإسراعِهِ وإقبالِهِ عَلَى الطاعات... لَطــالَما أَخَــذَ بِيَديَ..نَحْـــوَ عالـــمٍ آخــر... لا يَمَـــلُّ وَلا يَضْجَرُ مِنْــــهْ.. لَكِنَّني في يَوْمٍ مـــا..استَبدَلتُهُ بِآخَـــرْ... مُريــحٍ..أوْ بمعنىً أصــحْ..كَسول.. كُلَّما أَرَدْتُ الإقبالَ عَلَى الخَيْرِِ..جَرَّني إلى هاوِيَــةِ الغَفْلَةِ فازدَدْتُ دَفناً تحتَ الغبــار..غبــارَ التكاسُلِ والغفلة.. ومَـــرَّتِ الأيامُ تَجُـــرُ مَـــنْ بَعدَها وَنَحـــنُ نِيام.. واليـــومَ ، وَبَعـــدَ أعوام... لَمَحتُــــهْ...لَـــم أتَعَرَّفُ إليـــهِ للوَهْلَةِ الأولى.. أمعنتُ النَظَرَ أَكْثَـــرَ فَأَكْثَـــرْ... لا زالــت ذاكرتي المُغبَرَّةُ لا تُسعِفُني... أَغمضْتُ عَينَـــيَّ فـــي محاولةٍ يائسةٍ للتذكُّـر.. نَعَـــمْ ، تذكَّرتُـــهُ ! إِنَّـهُ...! لَــ ــكِــ ــنْ .. مـــا الذي غَيَّـــرَهْ ؟! مـــا بالُـــهُ أَصبحَ مُصفَرّاً يابساً كأوراقِ الخريف ؟! لـــو أقبلتُ إليهِ أُمسكُهُ تفتَّتَ بيــنَ أصابعي لشدَّةِ جفافِهْ ! ظهـــرُهُ قَـــدِ اعـــوَجْ وَشـابَ شَعرُهُ ، وضَعُـــفَ بَصَرُهْ.. وكأنني قـــد فارقتُهُ منذ مائةِ عامٍ ، وَلَيسَ بِضعَةِ أعوام ...! أخافتني نظراتُهُ ؛ فَقَـــدْ كانَ ينظُرُ إلـــيَّ وكأنَني مَـــنْ ظَلَمَهُ ، مَـــنْ قتلَ لَهُ حبيباً ، مَـــنْ سَلَبَهُ عِــزَّهْ وَمُلْكَهْ...! تَقَدَّمتُ إِلَيْهِ بِكُلِّ مـــا أَمْلِكُ مِـــنْ مَشَاعِرٍ باردة.. قُلتُ لَــهُ..كيفَ حالُكَ يا فلان ؟ فطأطأ رَأْسَهُ.. لا أدري .. أحزناً..أم تعباً..!! وَسالَتْ عَلى خَدِّهِ دمعة .. أذابت بِحرارتِها الصَّقيعَ الذي يُعَشِّشُ بينَ جَنْبَيّ ، فقـــد شَعُـــرْتُ بحرارتهـــا... وَشَعُرْتُ بأن قلبيَ تعلَّقَ بها ، وَعقدتُ العزمَ ألَّا أتركَهُ حتى يبوحُ لي بما يثقلُ كاهلُهُ الهَرِمْ.. ألححتُ عليهِ بالسؤالِ ، حتـــى أجابني بما فَجَّرَ في فؤادِيَ الأشجان.. أتذكُرَ يومَ كذا ، يوم كُنَّـا ، وَيومَ كُنَّـا ؟!أتذكُرَ هِمَّتَنـــا ؟! أتذكُرَ عزيمتنا ؟! أتذكُرَ إقبالُنا على الله ؟!!! فأخذَ يسترجِعُ مِـــنَ الماضِــيَ صفحاتٍ كنتُ قد أطفأتُ نورَها بداخلي منذ مدة . فما زالت كلماتُهُ تخترقُ كُلَّ خليةٍ فيني .. تضئُ مِنِّــي كُلَّ ناحيةٍ مِـــنْ رُوحي.. شَعُرْتُ بـــي..كبيتٍ كبيرٍ من زجاج ، رائعِ البنيان ؛ لكنَّهُ مظلمٌ موحشْ ، فدخلَ إليهِ مَــنْ أنارَ كُلَّ مصابيحهُ فتحوَّلَ إلى جوهرةٍ وَسَطَ الظلام.. بكيتُ بكاءاً شديداً.. بكيتُ شوقاً إلـــى تلكَ الأيام.. بكيتُ خوفاً مِمَّـــا ارتكبتُ مِـــنْ آثام.. بكيتُ توبةً...بكيت عودةْ .. بكيتُ نيةً لنفضِ الغبارِ الذي كدستُهُ على بصري و فؤادي طويلاً.. ونِـيَّةً فـــي إحياءِ مـــا قـــد مَضَـــى... ها أنا ذا ، وذاكَ الرفيقُ الذي بغفلتي وذُنوبي شاخَ وَهَرِمْ.. ذاااكَ كـــانَ إيمانـــي...! مَـــنْ توقفتُ معهُ عندَ محطةٍ منذُ مدةٍ طويلة ، ثُـــمَّ تركته وذهبت .. فَظَلَّ ينتظرُ حَتَّـــى مَلَّ الانتظار.. فعادَ إلَـــيَّ فـــي هذهِ الأيامِ المباركةِ.. لَعَلَّ رحمةَ اللهِ تعيدنا للقاء... فَكانَ اللقاء... عاهدتُهُ علــى العودةِ بعزيمةٍ جديدة... وإقبالٍ شديد.. وصحبـــةٍ طيبـــة... لَعَلَّ الشبابَ يعودُ لَهْ... فَيَشُبُّ بشبابِهِ قلبي... فأحيا بهذا النورِ ما دُمْتُ حَياً.. فأمامي ظلمةٌ شديدة.. لا يملِكُ تبديدُها إلا إيماني... فانظر أخــي الكريم لإيمانِكْ... ولا تَتْرُكْهُ يَهْرُمْ.. فَتُلْقَى في ظلمةٍ أوَّلها قبرٌ ضَيِّقٍ ، وآخرها جَهَنَّمُ المظلمة.. وتسلَّح بهذا الصاحبِ الغالي... فما هِيَ إلا أيَّامٌ وَيُقبِلُ عليكَ من يَغُرُّكَ ويفتنكَ ويخدعكَ بما عندهُ مِنْ شهواتٍ وَلَهو.. تَحَصَّنْ مِنْهُ بالدعاءْ.. وَرَدِّدْ في نفسِكَ دوماً.. "يا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِيَ عَلَى دِينِكْ "
|
| |