بمناسبة عيد استقلال الجزائر 5 جويلية 1962 بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
3 تموز/يوليو 1954م: استقلال الجزائر بعد 132 عاماً من الاستعمار
تعرف
الثورة الجزائرية باسم"ثورة المليون شهيد"، وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد
الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير
الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار
شرس وطويل استمرّ أكثر من 130 عاماً.
انطلقت
الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية في الاول من نوفمبر - تشرين الثاني 1954
الذي يصادف عند الأوروبيين يوم "عيد جميع القديسين" معلنةً قيام الثورة
بعد حوالي 130 سنة من الاستعمار الفرنسي للبلاد.
وقد
بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة
وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي
ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد.
ومع
انطلاق الرصاصة الأولى للثورة، تمّ توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل
توقيع "الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني" وجاء فيه: "أن الهدف من
الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني في إطار الشمال الأفريقي وإقامة الدولة
الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء
الإسلامية".
ودعا
البيان جميع المواطنين الجزائريين من جميع الطبقات الاجتماعية وجميع
الأحزاب والحركات الجزائرية إلى الانضمام إلى الكفاح التحريري ودون أدنى
اعتبار آخر.
وتمّ تشكيل الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني من تسعة أعضاء..
وقبل
الدخول في تفاصيل هذه الثورة يمكن القول إنها لم تكن وليدة أول نوفمبر
1954.. بل كانت تتويجاً لثورات أخرى سبقتها، ولكن هذه الثورة كانت أقوى
تلك الثورات، وأشملها، وتمخضت عن إعلان استقلال الجزائر بعد ثمانية أعوام
من القتال الشرس، ويمكن تقسيم عمر الثورة إلى أربع مراحل:
المرحلة
الأولى (54-56): وتركز العمل فيها على تثبيت الوضع العسكري وتقويته، ومد
الثورة بالمتطوعين والسلاح والعمل على توسيع إطار الثورة لتشمل كافة أنحاء
البلاد.
أما ردة فعل المستعمر الفرنسي فكانت القيام بحملات قمع واسعة للمدنيين وملاحقة الثوار..
المرحلة
الثانية (56 - 58): شهدت هذه المرحلة ارتفاع حدة الهجوم الفرنسي المضاد
للثورة من أجل القضاء عليها.. إلا أن الثورة ازدادت اشتعالاً وعنفاً بسبب
تجاوب الشعب معها، وأقام جيش التحرير مراكز جديدة ونشطت حركة الفدائيين في
المدن.