ثبات المؤمنين في الدنيا والآخرة
عند السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي يا حي يا قيوم
قال الله تعالى: يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ } سورة إبراهيم
* يخبر الله تبارك تعالى: أنه يثبت عباده المؤمنين أي: الذين قاموا بما عليهم من الإيمان القلبي التام، الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثمرها
فيثبتهم الله في الحياة الدنيا، عند ورود الشبهات، بالهداية إلى اليقين وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة، على تقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومرادها
و في الآخرة عند الموت، بالثبات على الدين الإسلامي، والخاتمة الحسنة
وفي القبر عند سؤال الملكين، للجواب الصحيح، إذا قيل للميت: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
هداهم للجواب الصحيح، بأن يقول المؤمن: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبي
[ويضل الله الظالمين] عن الصواب في الدنيا والآخرة، وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا أنفسهم
وفي هذه الآية، دلالة على فتنة القبر، وعذابه، ونعيمه، كما تواترت بذلك الأخبار عن النبي صلي الله عليه وسلم في الفتنة وصفتها، ونعيم القبر وعذابه
ففي البخاري ومسلم وبقية الجماعة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فذلك قوله ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ )
وأما الكافر فإذا أدخل قبره أقعد، فقيل له من ربك؟ فلم يرجع إليهم شيئاً، وأنساه الله ذكر ذلك
وإذا قيل: من الرسول الذي بعث إليك؟ لم يهتد له، ولم يرجع إليهم شيئاً
فهذا معنى (وَ يُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ ويَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ الآخرة )
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة يا حي يا قيوم