كونا قدوة حسنة لابنائكما كونا قدوة حسنة!
تشير الأبحاث إلى أن سلوك الأبوين يؤثر فى أبنائهما أكثر من كلامهما. اقرئا لتعرفا كيف يمكنكما أن تكونا نموذجين إيجابيين يُقتدى بكما.
أغلب الآباء يفعلون كل ما بوسعهم لكى يكونوا آباء مثاليين ولا يدخرون جهداً من أجل إسعاد أبنائهم وتلبية كل احتياجاتهم بقدر المستطاع. لكن رغم أهمية وجودكما مع أطفالكما، إلا أن ذلك لا يكفى، فذلك فقط جزء من دور الأبوين. يجب أن يفكر الأبوان أكثر فيما يعلمانه لأطفالهما من خلال سلوكياتهما وتصرفاتهما لأن الأطفال عادةً يتأثرون بسلوكيات آبائهم وأمهاتهم أكثر من تأثرهم بكلامهم. منذ ولادة الطفل يبدأ فى الملاحظة والتعلم والاكتساب من والديه. غالباً ما لا يؤثر كلام الأبوين كثيراً فى سلوك الطفل وتصرفاته إن لم يكن الأبوان نفسيهما يفعلان ما ينصحان به الطفل.
تقول الأخصائية النفسية شيرين خليل أن الأبوين هما المعلم الأول للطفل، ولكن السؤال هو هل سيمثلان بالنسبة للطفل القدوة الحسنة التى يحتذى بها أم لا؟ الإنسان القدوة هو الشخص الذى ننظر إليه بتقدير، نستلهم منه الأشياء الجيدة ويكون لنا دافع، وكون الأبوين نموذجين إيجابيين أم لا أمر يعود لهما ولِكَم الوقت والجهد اللذين يكرسانهما في تربية أطفالهما. فعندما تكونا لطفلكما نموذجاً إيجابياً، فستساعدانه على الاختيارات المناسبة في حياته. الأطفال الذين لديهم أمثلة إيجابية في حياتهم غالباً ما يتفوقون في دراستهم ويتمتعون بتقديرهم لأنفسهم أكثر من غيرهم. توضح شيرين خليل قائلة: "إن وجود أبوين إيجابيين في حياة الطفل يساعده على معرفة إمكانياته، ويرفع من شعوره تجاه ذاته، كما يقوى ثقته بنفسه."
إليكما 4 طرق هامة لتكونا نموذجين إيجابيين بالنسبة لطفلكما.
1- كونا نموذجاً جيداً
• احرصا على أن تكون ردود أفعالكما مناسبة. إذا فقدتما أعصابكما سريعاً أو رفعتما صوتيكما، سيتعلم أطفالكما أن يفعلوا نفس الشئ، فحاولا أن تتحكما قدر الإمكان فى ردود أفعالكما. للأسف إن الآباء والأمهات لا يتصرفون دائماً بالشكل الأمثل وأحياناً يفقدون السيطرة على أنفسهم. إليك النصائح التالية:
- تجنبى الانفجار فى أطفالك عندما يسيئون التصرف. اذهبى إلى غرفة ليس بها أطفالك، اغلقى الباب وابقى بمفردك بضع دقائق. ستشعرين بتحسن بعد أن تلتقطى أنفاسك لبعض الوقت. فيما بعد عندما تهدئين، يمكنك التحدث معهم.
- استمعى لبعض الموسيقى لكى تهدئى.
- جربى مع أطفالك ما لا يتوقعونه. حاولى استخدام الدعابة عندما تعطين لأطفالك الأوامر أو التوجيهات، كما أن إجاباتك المرحة لأطفالك ستخفف من التوتر.
• أظهرا احترامكما للآخرين. انتبها للألفاظ التى تستخدمانها والأسلوب الذى تتحدثان به. احترما أطفالكما وتحدثا عن الآخرين بطريقة إيجابية. إذا استخدمتما باستمرار عبارات مثل "لو سمحت" و"شكراً"، فسيتعلم أطفالكما استخدامها أيضاً.
• قوما بأعمال تطوعية. سيُعلم هذا أطفالكما أهمية العطاء ومساعدة الآخرين.
• خذا بعض الوقت لممارسة الرياضة والاسترخاء. إذا حرصتما على ممارسة الرياضة بانتظام وتخصيص وقت للاسترخاء، فغالباً ما سيتعلم أطفالكما ذلك أيضاً.
• خصصا وقتاً للقراء. سيعرف بذلك طفلكما أنكما تستمتعان بالقراءة وأنها جزء هام فى حياتكما. هذه طريقة فعالة لكى تجعلا طفلكما يحب القراءة لأنه سيقلدكما.
2- احرصا على الثبات فى تصرفاتكما
عندما تضعان قواعد معينة فى البيت، التزما بها. إن الأطفال يرتبكون عندما يقول والداهم فى يوم ما "لا" على شئ معين ثم يقولان "نعم" فى اليوم التالى على نفس الشئ. أيضاً إذا قلتما لطفلكما أنكما لا توافقان على شئ يقوله أو يفعله، لا يجب أن تقولا أو تفعلا أنتما هذا الشئ. على سبيل المثال، إذا قلتما لطفلكما أنه لا يجب أن يضرب أصدقاءه أو يصرخ فى أخيه أو أخته، ثم يقوم أحدكما بعد ذلك بضربه إذا أخطأ، فإن ذلك سيربك الطفل. تقول شيرين خليل أن الأبوين لا يجب أن يضربا أطفالهما، فهذا الأسلوب لا يعلم الأطفال شيئاً غير ردود الأفعال العنيفة وفقدان السيطرة على النفس.
3- تحدثا إلى أطفالكما عن مشاكلكما
كيفية تعاملكما مع المشاكل أمر هام للغاية. إذا كان أحدكما يمر بوقت عصيب أو يواجه مشكلة ما، فليتحدث مع طفلكما عنها بصدق على أن يضع فى الاعتبار سن الطفل وقدرته على استيعاب أمور معينة. تضيف شيرين خليل: "يجب أن يعرف الأطفال أن مثل هذه المشاكل هى أمر طبيعى فى الحياة. لا بأس أن يعرف أطفالكما أنكما أخفقتما فى أمر ما أو أنكما قد أخطأتما، فقد يسهل ذلك عليهم إخباركما عندما يخطئون هم أيضاً."
4- استمتعا بعادات طعام صحية
يجب أن يكون الأبوان قدوة لأطفالهما فى اتباع العادات الصحية السليمة فى الأكل لأن الأطفال يتأثرون بهذه العادات، فحاولوا قدر استطاعتكم أن تتناولوا الطعام سوياً كأسرة.
إن بناء عادات الطعام الصحية قد يكون أمراً صعباً للغاية بالنسبة للطفل إذا رأى أن تصرفات والديه متناقضة عما ينصحونه به، فحاولا قدر الإمكان الالتزام بما تنصحان به أطفالكما. أيضاً يجب أن تشجع الأم أطفالها على مشاركتها فى تحضير الطعام. إن ذكريات الأوقات السعيدة التى يقضيها أطفالك معك أثناء تحضير الطعام واجتماع الأسرة على مائدة الطعام هى من أولى التقاليد التى تحفر فى ذاكرة الطفل وتبقى معه مدى الحياة.
إليك بعض العادات الجيدة التى يجب أن تتبعانها لكى يقتدى بها أطفالكما:
- لا تدعوا أى وجبة من الوجبات الثلاثة تفوتكم.
- قللوا قدر الإمكان من المأكولات الجاهزة.
- أكثروا من شرب الماء.
- تناولوا عصائر طازجة أو لبن بدلاً من المشروبات الغازية.
- لا تلجئوا للأكل كوسيلة للتخلص من الضغوط العصبية.