الحياء والخجل بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد عبدك ونيبك ورسولك وعلي آله وأصحابه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معا نتعرف علي معني الحياء والخجل
الحياء غير الخجل ، فالأول محمود والآخر مذموم
أشار ابن منظور في تعريفه للخجل لغة بقوله : خجل
قال الفراء
الخَجَل : الاسترخاء من الحياء ، ويكون من الذُّلِّ ، رجل خَجِل وبه خَجْلة,أَي حياء ، والخَجَل : التحيُّر والدِّهَش من الاستحياء
وقال الليث
الخَجَل أَن يفعل الإِنسان فعلاً يَتَشَوَّر منه فيَسْتَحي
وقال ابن شميل
خَجِلَ الرجلُ إِذا الْتَبَسَ عليه أَمرُه
وقال ابن سيده : الخَجَل أَن يلتبس الأَمر على الرجل ، فلا يَدْري كيف المَخْرج منه ، يقال : خَجِلَ فما يَدْري كيف يصنع ، وخَجِل بأَمره : عَيَّ
وقال أَبو عمرو : الخَجَلُ الكَسَل , والتواني عن طلب الرزق ، قال : وهو مأْخوذ من الإِنسان الخَجِل يبقى ساكناً لا يتحرك ولا يتكلم ، ومنه قيل للإِنسان : قد خَجِل إِذا بقي كذلك
ويعرف محمد نجاتي :الخجل اصطلاحا بقوله : " حالة انفعالية يشعر فيها الإنسان بالخوف والخجل من فعل ما هو مذموم ومستقبح
و يعرفه عبد الرحمن النملة بقوله : الخجل من خلال هدي الإسلام
يعني : حالة انفعالية تنمُّ عن حياء مفرط يدعو إلى الحيرة والاضطراب ، وهو أمر مذموم يدل على الضعف .. ، فيه إعاقة عن تحقيق الطموحات سواء على المستوى التعليمي أو المهني
أما الحياء فهو خصلة محمودة ، وهو خلق يعصم المرء من الوقوع في المعاصي والآثام ، و" هو بالمد وهو في اللغة : تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ، وقد يطلق على مجرد ترك
الشيء بسبب ، والترك إنما هو من لوازمه ، وفي الشرع خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق
ووردت أحاديث ترغب فيه منها ما رواه عن أَنَسٍ قالَ
قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : [ ما كَانَ الفُحْشُ في شَيْءٍ إلا شَانَهُ ، وَماَ كَانَ الْحَيَاءُ في شَيْءِ إلا زَانَهُ ] أو كما قال عليه الصلاة والسلام
وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قالَ : قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم
"الْحَيَاءُ مِنَ الإيمان ، وَالإيمان فِي الْجنّةِ ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاء ،وَالْجَفَاءُ فِي النّارِ ] ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام
مما سبق يتضح لنا الفرق بين الخجل
المذموم والحياء المطلوب
وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وأصحابه