تابع (حرمة البيوت فىالاسلام ووجوب الاستئذان قبل الدخول فيها ) الاستئذان من داخل الاسرة _ يدعم بناءها ) لقدحفظ الله سبحانه وتعالى على البيوت حرمتها وحفظ على الاسرة أسرارها وخصائصها وحرم على من هم خارجون عنها أن يدخلوا عليهم بغير اذن . وشرع للا سرة فى داخل بيتها أسمى الخصال وسن لها أدبا عاليا هو أعظم الاداب فليس لكائن من كان من أفراد الا سرة البالغين أن يقطع على الاخر خلوته ولا أن يقف على شىء من خاصة أموره التى يحرص على سترها ولو كان هذا الشخص هو أباه أو أمه أو ابنه أو أخته الا أن يكون ذلك با ذنه لان الاسلام يحرص على أن يعمق فى النفوس المعانى السامية فلكل انسان ما يخفيه ولكل امرىء ما يخصه ومن حقه أن ينال ما يحتا جه من الراحة والهدوء وألا يحول بينه وبين ذلك انسان مهما قويت الروابط به . ولذا أوجب على المسئولين فى هذه الاسر أن يؤاخذوا الاطفال وأن .
يعمقوا فى. نفوسهم هذه المعانى فلا يقتحمون على ذويهم الخلوات والحجرات حتى تكون تربيتهم تربية كا ملة مهذبة منذ النشأة الاولى وها هو قول الله تبارك وتعالى يرشدنا الى ذلك : ( يا أيها الذين ءامنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد ضلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الايا ت والله عليم حكيم ) (واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستئذنوا كما استئذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم حكيم ) سورة النور الاية (58 ) (59) ولعلنا ندرك أن الله عز وجل وجه خطابه فى هذه الايات للمؤمنين والمؤمنات معا الا أن القران الكريم ظاهره يخاطب الرجال على علة التغليب كذلك نجد الامر فىقوله : ( ليستأذنكم ) فى ظاهره موجه الى المملوكين والاطفال وهم غير مكلفين ولكنه فى الحقيقة موجه الى أرباب الاسر ومن عليهم الرعاية والعناية والمسئولية , ليرتفعوا بالمستوى الاخلاقى والتربوى للناشئة حتى يشبوا وقد تعلقت فى نفوسهم المعانى الحضارية للتربية الاسلا مية . فا لله سبحانه وتعالى قد أمرهم بأن يأخذوا الاطفال الصغار والكبار وكذلك المملوكين من العبيد والا ماء الذين يقومون بخد متهم فى بيوتهم سواء كانوا صغارا أو كبارا على خصلة الاستئذان على ذويهم وأرباب أسرهم ... والله أعلى وأعلم ... وللحديث بقية ان شاءالله تعالى