حق المرأة على زوجها في الإسلام ـ من حق المرأة على زوجها، أن يعاشرها بالمعروف، وأن يرفق بها، ويُحسن إليها في طعامها وكسوتها ومسكنها ـ قدر استطاعته ـ، وأن لا يُقبِّح .. وأن لا يَهجرَ خارجَ البيت، وأن يعدلَ بين نسائِه إن كان من أهل التعدد.
قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف (النساء:19)
وقال تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة (النساء:3)
وقال تعالى: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً( النساء:129)
وفي الحديث: عن معاوية بن حيدة، قال: قلت يا رسول الله ما حقُّ زوجةِ أحدِنا عليه؟قال:"أن تطعمَها إذا طَعمتَ، وتَكسوها إذا اكتسيتَ، ولا تَضربْ الوجه، ولا تُقبِّحْ، ولا تهجرْ إلا في البيتِ"
(رواه أبو داود، والطبراني، والحاكم، صحيح الجامع 3149)
وعنه قال: قلت يا رسول الله نساؤنا ما نأتي منهنَّ وما نذر؟ قال:"ائتِ حرثكَ أنَّى شِئت، وأطعمها إذا طعِمتَ، واكسها إذا اكتَسَيْتَ، ولا تُقبِّح الوجهَ، ولا تضرب"
(أبو داود، وأحمد، السلسلة الصحيحة: 687)
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله:"كفَى بالمرء إثماً أن يُضيِّعَ من يَقوت" أي من يُعيل من النساء، والأبناء، وغيرهم ممن يدخل في رعايته
(صحيح الترغيب والترهيب)
وعن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي، قال: قال النبي:"اللهم إني أحَرِّجُ حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة"
(صحيح الجامع)
وعن عمرو بن الأحوص الجشمي، أنه سمعَ النبَّي في حَجَّة الوداع، يقول بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه ووعظ، ثم قال:"ألا واستوصوا بالنساءِ خيراً، فإنما هنَّ عوانٍ عندكم ليس تملكون منهنَّ شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة، فإن فعلْنَ فاهجروهن في المضاجِع واضربوهن ضَرباً غيرَ مُبرِّحٍ، فإن أطعنَكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقَّاً؛ فحقكم عليهن أن لا يُوطِئن فرُشَكُم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهُنَّ عليكم أن تحسنوا إليهنَّ في كسوتِهِنَّ وطعامهِنَّ"
(رواه الترمذي وقال حسن صحيح)
وقال:"إن اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاهُ؛ حَفِظَ أم ضيَّعَ، حتى يسألَ الرجلَ عن أهلِ بيته"
(صحيح الترغيب والترهيب)
2ـ لا بد من سَدَادِ المهرِ كامِلاً المُعجَّل منه والمؤخر.
عن ميمون الكردي، عن أبيه قال سمعتُ رسولَ الله يقول:"أيُّما رجلٍ تزوَّج امرأةً على ما قلَّ من المهرِ أو كثُرَ، ليس في نفسه أن يؤدِّيَ إليها حقَّها؛ خدَعها، فمات ولم يؤدِّ إليها حقَّها؛ لقي اللهَ يوم القيامة وهو زانٍ"
(صحيح الترغيب والترهيب)
وعن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله:"إنَّ أحقَّ الشروطِ أن يوفَّى به، ما استحلَلْتم به الفروجَ"
(متفق عليه)
وعن ابن عمر:"أن رسول الله نهى عن الشِّغار، والشغار: أن يزوِّجَ الرجلُ ابنتَه على أن يزوجه الآخر ابنتَه وليس بينهما صداق"
(متفق عليه)
وعنه مرفوعاً:"إن أعظمَ الذنوبِ عند الله رجلٌ تزوَّجَ امرأةَ، فلما قضى حاجته منها طلَّقها وذهبَ بمهرها، ورجلٌ استعملَ رجلاً فذهبَ بأجرته، وآخَرُ يقتلُ دابةً عبثاً"
(أخرجه الحاكم، السلسلة الصحيحة)
3ـ للمرأة حق النَّفقةِ والسَّكَن طيلة فترة عِدَّة الطلاق.
عن فاطمة بنت قيس، قالت: أتيتُ النبيَّ فقلت: أنا بنت آل خالدٍ، وإنَّ زوجي فلاناً أرسلَ إليَّ بطلاقي، وإنِّي سألتُ أهلَهُ النفقةَ والسكن، فأبوا عليّ، قالوا: يا رسولَ الله إنه قد أرسلَ إليها بثلاثِ تطليقات، قالت: فقال رسول الله:"إنما النفقةُ والسكنُ للمرأة إذا كان لزوجها عليها الرَّجعةُ"
(أخرجه النسائي، وأحمد، السلسلة الصحيحة)
4ـ الصبر على المرأة، وعدم الإسراعِ في اللجوءِ إلى الضرب أو الطَّلاقِ!
عن المقدام بن معدي كرب، أن رسولَ الله قامَ في الناسٍ فحمدَ اللهَ وأثنى عليه، ثم قال:"إن اللهَ يوصيكم بالنساء خيراً، إن اللهَ يوصيكم بالنساء خيراً؛ فإنهنَّ أمهاتُكم، وبناتُكُم وخالاتُكم، إن الرجلَ من أهلِ الكتابِ يتزوجُ المرأةَ وما يعلقُ يداها الخيطَ، فما يرغبُ واحدٌ منهما عن صاحبه حتى يموتا هرماً"
(أخرجه الطبراني، السلسلة الصحيحة)
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله:" لا يَفرَكُ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر"
(مسلم)
وعن سمرة، قال: قال رسول الله:"إن المرأةَ خُلِقَت من ضِلعٍ، وإنَّك إن تُرِدْ إقامةَ الضلع تكسرها، فدارِها تعِشْ بها"
(رواه أحمد، وابن حبان، والحاكم، صحيح الجامع)
وعن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله "إن المرأةَ خُلِقت من ضِلعٍ، لن تستقيم لك على طريقةٍ، فإن استمتعتَ بها استمتعت بها وبها عِوَجٌ، وإنْ ذهبتَ تُقيمها كسرتَها، وكَسْرُها طلاقُها"
(مسلم)
وعن عائشة، قالت: قال رسول الله:"إن النساءَ شقائِقُ الرجال"
(رواه أحمد، صحيح الجامع)
وعن إياس بن عبد الله، قال: قال رسول الله:"لا تضربوا إمَاء الله". فجاء عمر إلى رسول الله، فقال: ذئِرن النساء على أزواجهنَّ، فرخَّص في ضربهنَّ، فأطافَ بآل رسول الله نساءٌ كثير يشكون أزواجَهنَّ، فقال رسول الله :"ولقد أطاف بآل بيت محمد نساءٌ يشكون أزواجهنَّ ليس أولئكَ بخياركم"
(رواه أبو داود، والحاكم، وابن ماجه، صحيح الجامع)
وعن عبد الله بن زُمعَةَ، قال: قال رسول الله :"يعمدُ أحدُكم فيجلدُ امرأتَه جلْدَ العبدِ، فلعلَّه يُضاجِعُها في آخرِ يومه!!" (متفق عليه)
وعن سعد بن أبي وقاص، قال: لما كان من أمرِ عثمان بن مظعون الذي كان من تركِ النساء، بعث إليه رسول الله ، فقال:"يا عثمان إني لم أومَر بالرهبانيَّة؛ أرغبتَ عن سُنتي؟!" قال: لا يا رسول الله، قال:"إن من سُنتي أن أصلي وأنامَ، وأصومَ وأَطعَم، وأنكِحَ وأطلِّقَ، فمن رَغِب عن سُنتي فليس مني، يا عثمان إن لأهلك عليك حقَّاً، ولنفسكَ عليك حقَّاً"
(أخرجه الدرامي، السلسلة الصحيحة)
وعن أنس، أن نفراً من أصحاب النبي، سألوا أزواج النبي عن عمله في السِّرِّ، فقال بعضهم: لا أتزوَّجُ النساءَ، وقال بعضهم: لا آكلُ اللحم، وقال بعضهم: لا أنامُ على فراشٍ، فحمدَ الله وأثنى عليه، فقال:"ما بالُ أقوامٍ قالوا كذا وكذا؟ ولكني أُصلي وأنام، وأصومُ وأفطر، وأتزوَّجُ النساءَ، فمن رغب عن سُنَّتي فليس مني" (مسلم)
5ـ من كان من ذوي التعدُّدِ يجب أن يعدلَ بين نسائه .. وهذا من حقهن عليه.
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله:"إذا كانت عند الرجل امرأتان، فلم يعدل بينهما، جاء يومَ القيامة وشِقُّهُ ساقِطٌ"
(رواه الترمذي، والحاكم، صحيح الجامع)
وعنه، قال: قال رسول الله:"من كانت له امرأتان، فمالَ إلى إحداهما، جاء يومَ القيامةِ وشِقُّه مائِلٌ"
(رواه أحمد، وابن ماجه، وأبو داود، والنسائي، صحيح الجامع)
وقال:" إن المُقْسطِين عند الله على منابرَ من نورٍ، عن يمين الرحمن، وكِلتا يديه يمينٌ، الذين يعدلون في حُكمهم وأهلِيهم، وما وَلُوا" (مسلم)
6ـ كم يمكثُ الرجلُ عندما يعُرِس على البكر، وكم يمكث عندما يُعرس على الثَّيِّب:
عن أنس، قال: قال رسول الله:" إذا تزوَّجَ البِكرَ على الثيِّب أقام عندها سبعاً، وإذا تزوَّج الثيِّبَ على البِكر أقامَ عندها ثلاثاً"، أي ثلاثة أيامٍ
(أخرجه البيهقي، السلسلة الصحيحة)
7ـ فضل الإحسان والإنفاق على الزوجة:
عن المقدام بن معد يَكرب، قال: قال رسول الله:" ما أطعمتَ زوجتَكَ فهو لك صدقةٌ، وما أطعمتَ ولدَك فهو لك صدقةٌ، وما أطعمتَ خادمَك فهو لك صدقة، وما أطعمتَ نفسكَ فهو لك صدقة"
(رواه أحمد، والطبراني، صحيح الجامع)
وعن عمرو بن أمية الضُمري، قال: قال رسول الله:" ما أعطى الرجلُ امرأتَه فهو صدقةٌ"
(رواه أحمد، صحيح الجامع)
وعن سعد بن أبي وقاص، أن رسولَ الله قال له:" وإنَّك لن تُنفقَ نفقةً تبتغي بها وجه اللهِ إلا أُجِرتَ بها حتى ما تجعلُ في فِيّ امرأتِكَ "
(متفق عليه)
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله :" خيارُكم خيارُكم لنسائهم"
(رواه ابن ماجه، صحيح الجامع)
وعنه، قال: قال رسول الله:" دينارٌ أنفقتَه في سبيلِ الله، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدَّقتَ به على مسكين، ودينار أنفقتَه على أهلِك؛ أعظمُها أجراً الذي أنفقتَه على أهلِك" (مسلم)
وعن ثوبان، قال: قال رسول الله :" أفضلُ دينارٍ يُنفقه الرجلُ دينارٌ يُنفقُه على عيالِه" (مسلم)
وعن عرباض بن سارية، قال: قال رسول الله :" إذا سقى الرجلُ امرأتَه الماءَ أُجِرَ "، فقمت إليها فسقيتها وأخبرتها بما سمعت
(أخرجه البخاري، والطبراني، السلسلة الصحيحة)
وعن عائشة، قالت: قال رسول الله:" خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي"
(رواه الترمذي، صحيح الجامع)
وعن ابن عباس، قال: قال رسول الله:" خيركُم ، خيركُم للنساء"
(رواه الحاكم في المستدرك)
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله:" أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهم خُلُقاً، وخِيارُهم خِيارُهم لنسائهم"
(رواه أحمد)
وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله:" كفى بالمرء إثماً أن يضيّعَ مَن يَقوت"
(رواه أحمد، وأبو داود، والحاكم، صحيح الجامع)
وعن عائشة رضي الله عنها أنها سئُلت عن النبي ما كان يصنعُ في بيته؟ قالت:" كان يكون في مهنةِ أهلِه ـ تعني في خدمة أهلِه ـ فإذا حضرَت الصلاةُ، خرجَ إلى الصلاة" (البخاري)
8ـ ومن حقِّها عليه، أن يعلمها الدين وأن لا يكتمها علماً نافعاً.
قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (طـه:132)
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله:" من كتمَ عِلماً عن أهله، أُلجِمَ يومَ القيامةِ لجاماً من نارٍ"
(صحيح الجامع)
وعن علي، في قوله تعالى: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا) ، قال: علِّموا أهليكم الخيرَ
(رواه الحاكم موقوفاً)
وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله:" لا تمنعوا النساءَ حظوظَهُنَّ مِن المساجِد، إذا استأذَنَّكُم"
(مسلم)
وعن مالك بن الحويرث، قال: أتينا رسولَ الله ونحنُ شبَبَةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلةً، وكان رسولُ الله رحيماً رقيقاً، فظنَّ أنَّا قد اشتقنا أهلَنا، فسألنا عن مَن تركنا من أهلِنا، فأخبرناهُ، فقال:" ارجعوا إلى أهليكُم؛ فأقيموا فيهم، وعلِّموهم، ومُرُوهُم فإذا حضرَت الصلاةُ فليؤذِّنَ لكم أحدُكم، ثم ليؤمَّكُم أكبرُكم"
(مسلم)
9ـ آدابٌ وحقوقٌ لها علاقة بالمعاشرة، لا بد من مراعاتها:
عن جابرٍ، قال: قدمتُ من سفرٍ، فأتيتُ النبيَّ فقال:" إذا أتيتَ أهلَك فاعمل عملاً كيِّساً ". فلما أتيتُ أهلي، قلتُ: إن النبيَّ قال:" إذا أتيتَ أهلَك فاعمل عملاً كيِّساً "، قالت: دونك
(السلسلة الصحيحة)
وعنه، قال: قال رسول الله:" إذا أطال أحدكم الغَيبَة، فلا يَطرقْ أهلَه ليلاً"
(متفق عليه)
وعنه، قال: كنا مع رسول الله في غزاةٍ، فلما قدِمنا المدينَة، ذهبنا لندخل فقال:" أمهلوا حتى ندخلَ ليلاً؛ كي تمتشط الشعثَةُ، وتستحِدّ المغيَّبَةُ "، قال: وقال:" فإذا قَدِمتَ، فالكَيْس الكيس"
(رواه مسلم)
وعن أنسٍ، قال:" كان النبيُّ لا يطرُقُ أهلَه؛ كان لا يدخل إلا غدوةً أو عيشة" (البخاري)
وعن ابن عمر، أن رسول الله أقبل من غزوةٍ فقال:" يا أيها الناس! لا تطرقوا النساءَ ليلاً، ولا تغتروهنَّ"
(السلسلة الصحيحة)
10ـ ومن تلك الآداب والحقوق: حسن الملاطفة، والملاعبة، وممارسة اللهو المباح .. وهذا من تمام حسن المعاشرة التي أمر اللهُ ورسولُه بها.
عن عائشة زوج النبي قالت: دخل الحبشةُ المسجدَ يلعبون، فقال لي:"يا حُمَيْراء أتحبين أن تنظري إليهم"؛ يعني إلى لعب الحبشَةَ ورقصِهم في المسجد، فقلتُ: نعم، فقام على الباب، وجئته، فوضعتُ ذقني على عاتِقه، فأسندتُ وجهي إلى خدِّه، قالت: ومن قولهم يومئذٍ: أبا القاسم طَيِّباً، فقال رسولُ الله:" حسبُكِ؟"، فقلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي، ثم قال:" حسبُكِ؟"، فقلتُ: لا تعجل يا رسولَ الله! قالت: وما لي حبُّ النظر إليهم، ولكني أحببتُ أن يبلغَ النساءَ مقامُه لي، ومكاني منه
(أخرجه النسائي، السلسلة الصحيحة)
وعنها رضي الله عنها، قالت:" أنها كانت مع رسولِ الله في سفرٍ، وهي جارية، قالت: لم أحمل اللحمَ، ولم أُبْدِنْ، فقال لأصحابه: تقدموا، فتقدموا، ثم قال: تعالي أسابقُك، فسابقتُه، فسبقتُه على رجلَي، فلما كان بعدُ، خرجتُ معه في سفرٍن فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقُكِ، ونسيت الذي كان، وقد حملتُ اللحمَ، وبدَّنتُ، فقلت: كيف أسابقك يا رسولَ الله وأنا على هذه الحال؟ فقال: لتفعَلِن، فسابقته، فسبقني، فجعل يضحكُ، ويقول: هذه بتلكَ السَّبقةِ"
(أخرجه النسائي، وأحمد والطبراني، وهو صحيح)
وعنها رضي الله عنها قالت: كُنتُ أشربُ وأنا حائضٌ، ثم أناولُه النبيَّ، فيضع فاهُ على موضِعِ فِيَّ، فيشرَبُ، وأتَعَرَّقُ العَرْقَ وأنا حائضٌ ثمَّ أناولُهُ النبيَّ، فيضعُ فاهُ على موضِعِ فِيَّ" (مسلم)
وعن جابر بن عبد الله قال: عن النبي قال:" كلُّ شيءٍ ليس من ذكر الله فهو لغوٌ، ولهو أو سهو إلا أربعُ خصالٍ: مشيُ الرجلِ بين الغرَضين، وتأديبُه فرسَه، وملاعبتُه أهله، وتعلُّم السباحةِ"
(أخرجه النسائي، والطبراني، السلسلة الصحيحة)
=========
وبعد: فإن الرابطة والوشيجة التي تجمع بين الزوجين، هي أسمى وشيجة ورابطة بعد وشيجة ورابطة العقيدة والدين، فليحافظا عليها بطاعة الله وطاعة رسوله r، فإن نزغ الشيطانُ بينهما وتنازعا في شيء، فيردا ما تنازعا فيه ـ برضى وطواعية واستسلام ـ إلى الكتاب والسنَّة، وهذا من لوازم الإيمان، كما قال تعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء:59)
وأقول كذلك: من لوازم نجاح الحياة الزوجية أن ينظر كل طرفٍ من الزوجين إلى ما له وما عليه من الحقوق والواجبات .. فالمشاكل غالباً ما تقع عندما ينظر كل واحدٍ من الزوجين إلى ما له من الحقوق .. من دون أن ينظر ما عليه من الواجبات، وما للطرف الآخر من حقوق!
(حقوق وواجبات شرعها الله للعباد للطرطوسي، بتصرف يسير)