عمل الخير يشفى من الامراض (حديث نبوى يؤكد ذلك)
أداء الأعمال الخيرة للغير بدون مصلحة منتظرة يعجل بشفاء المريض
صدق رسول الله e القائل:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
كشفت نتائج تحاليل للعاب الطلبة ولا سيما الذين شاركوا في خدمة الفقراء المرضى .. عن وجود زيادة واضحة في بروتين المناعةمن النوع "أ" وهو مضاد حيوي يلعب دوراً مهماً في تغلب الجسم على الميكروبات التي تصيب الجهاز التنفسي
مجموعة من الأبحاث الحديثة في علوم المناعة أكدت أن الاندماج في المجتمع وعمل الخير والعطاء والإيثار أكثر نفعاً لصاحبها من المؤدّي له ... وأن أداء الأعمال الخيرية أحد عناصر العلاج التي يصفها الأطباء للمرضى في المستقبل .
في دراسة لعالم الوبائيات الأمريكي " جيمس هاوس " بجامعة " ميتشجان " على1700 أمريكي عن تأثير العلاقات الاجتماعية على معدلات الوفاة .. أكد الدكتور " هاوس " أن مجرد كون الإنسان يعيش مع غيره من الناس يؤدي إلى زيادة معدل توقع الحياة بالنسبة له بدرجة واضحة , وخصوصاً بين اجتماعياً أو من يعيشون في ظل ظروف اجتماعية وضيعة قد تجاوز معدله أكثر من 250 % بالمقارنة بمن يعيشون حياة مستقرة اجتماعياً .
كما أظهر عدد آخر من البحوث نتائج مشابهة .. ففي دراسة دامت تسع سنوات أجرتها عالمة الوبائيات الأمريكية الدكتورة " ليزا بيركمان " بجامعة كاليفورنيا ..على سبعة آلاف حالة من المقيمين بإحدى القرى التابعة للولاية .. أكدت العالمة أن معدل الوفاة قد تضاعف بنسبة200 % بين غير المتزوجين , ولا سيما الذين عاشوا في عزلة عن الأصدقاء والأرقارب , وذلك مقارنة بمن استطاعوا الاندماج في المجتمع.
فقد تبيّن أن حث مريض الضغط النفسي على البذل والعطاء يساعده بالفعل في التغلب على مشكلته , ويمكن أن ينشأ هذا الشعور بالدفء العاطفي من إفراز مادة الأندروفين " التي يفرزها المخ عند الإحساس بالراحة النفسية .
ويؤكد العلماء أيضاً .. أن أعمال الخير والأفعال الطيبة يمكن أن تعود على الجهاز المناعي للجسم يعظيم الفائدة , حيث يرتبط الجهاز المناعي للجسم مع حالة استقرار النفس برباط وثيق .. إذ تربط الموصلات العصبية بين المخ ونخاع العظام .
كما يقوم الطحال أيضاً - عقب الارتياح النفسي بعمل الخير - بإنتاج خلايا مطلوبة لحماية الجسم ضد الغزو الميكروبي مثل مادة "تفتسين" ولذا فقد صار الاتجاه الحديث هو محاولة قيام المرضى بمساعدة الآخرين والعمل من أجلهم تحسيناً لأحوالهم النفسية, ومن ثم العضوية, وبالتالي تقوية قدرة الجهاز المناعي لديهم .
وعملاً بهذا الاتجاه ( هذا الاتجاه قد يكون فاتحاً لباب جديد في علم الطب يحاول أن يفسر علاقة جسم الإنسان وتفاعلات أجهزته مع متغيرات البيئة السلوكية وقد شهد العلم الحديث تجارب قريبة من هذا الاتجاه ولكن في اتجاه معاكس ,وهو ما يعرف بعمليات " غسيل المخ " الذي يتم من خلال الضغط الخارجي على الإنسان ونفسيته , ووضعه في ظروف نفسية وسلوكية تؤدي به إلى فقدان إرادته هذه التأثيرات قد تترجم إلى نوع من العمليات الإنزيمية بحيث يصبح الإنسان آلة صماء في يد من يصدر إليه التعليمات .. كما أن التربية العسكرية في بعض الأنظمة تفعل شيئاً من هذا القبيل, فضلاً عن أن عمليات "مسخ المخ " هذه قد يكون من نتائجها حدوث تغيرات فسيولوجية تؤثر على الجهاز العصبي ( طلب الدكتور دين أورنيسن " بجامعة " كاليفورنيا " من مريضين متخاصمين أن يقوم كل منهما بغسل ثياب الآخر, اعتقاداً منه أن مثل هذا العمل غير الذاتي له فوائده المؤكدة بالنسبة لكل منهم ) .. وكانت النتيجة إيجابية بالنسبة لهما بالتعجيل في شفائهما .
ولذا يؤكد الدكتور " أورنيسن " أن أداء الأعمال الخيرة للغير بدون مصلحة منتظرة يعجل بشفاء المريض , ويساعده على التئام جراحه النفسية والجسمية ,لأن الإيثار هو أمر له آثاره الإيجابية , تماماً مثل مراقبة النظام الغذائي
للمحافظة على الصحة