أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
اعلموا رحمنا الله وإياكم أنا لله عز وجل أثنى على المتهجدين في الليل فأحسن عليهم الثناء ووعدهم أحسن ما يكون من الوعد الجميل ورغب النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل وحث أمته عليه وهكذا العلماء رغبوا فيه وحثوا على قيامه ونَبُلَ عند جميع المسلمين من كان له حظ في قيام فنحن نبين لإخواننا ما فيه من الفضل العظيم والحظ الجزيل ليكون الراغب في قيام الليل على بصيرة من أمره يتاجر مولاه الكريم بعلم ويحسن الخدمة للمولى رجاء القربة منه فأما ما وصف الله عز وجل به المتقين من أخلاقهم الشريفة في الدنيا التي أعقبتهم عند الله عز وجل شرف المنازل في دار السلام فأثنى عليهم بما تفضل به عليهم ووفقهم له فله الحمد على ذلك قال الله عز وجل: (إن المتقين في جنات وعيون* آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين* كانوا قليلا من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون) فوصفهم جل ذكره بقلة النوم أنهم أكثر ليلهم قياما إلى السحر ثم أخذوا عند السحر في الاستغفار لما سلف منهم مما لا يرضيه وإشفاقا منهم على أعمالهم الصالحة ألا ترضيه أَفَتَرى الكريم لا يجيبهم بل يجيبهم وهو أكرم من ذلك ثم قال جل ذكره فيما وصف به عباده من الأخلاق التي شرفهم بها فقال: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا* وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما* والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) فوصفهم جل ذكره أنهم في مبيتهم في ليلهم ليس هم كغيرهم من سائر الناس وذلك أن أكثر الخلق يتلذذون بالنوم وهؤلاء استأثروا الخدمة لمولاهم الكريم ثم وصفهم جل ذكره في موضع آخر فقال: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) وقال الله عز وجل: (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) قال محمد بن الحسين تدبروا رحمكم الله ما تسمعون من مولاكم الكريم كيف يخبر بكثرة سجودهم وطول قيامهم وحسن خدمتهم من عظيم شأن الآخرة وشدة أهوالها وأن الغالب على قلوبهم شدة الخوف والوجل مع المسارعة فيما يرضيه وكذلك وصفهم في موضع آخر من كتابه فقال عز وجل: (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون* والذين هم بآبات ربهم يؤمنون* والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون* أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) وقال عز وجل: (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) فأخبر عز وجل عن تلاوتهم للقرآن في الليل تارة قياما وتارة لله سجدا. قال عبد الله بن المبارك فيما وصف به أهل التهجد في الليل فقال: قد حملوا الليل أبدانا مذللة……وأنفسنا لا دنيات ولا دون وراوحوا بين أقدام لهم صبر……وأوجه عفروا منها العرانين يطون في محكم الفرقان أمنته……وتارة سجدا لله يبكون تمري قوارع في القرآن أعينهم……مري المرايي أكف المستدرين وقال ابن المبارك أيضا: إذا ما الليل أظلم كابدوه……فيسفر عنهم وهم ركوع أطار الخوف نومهم فقاموا……وأهل الأمن في الدنيا هجوع (1) حدثنا بهذا أبو محمد عبد الله بن العباس الطيالسي قال سمعت محمد بن علي بن شقيق قال سمعت أبي يقول قال عبد الله بن المبارك، وذكر هذه الأبيات. (2) حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا مبارك بن فضالة عن الحسن في قول الله عز وجل: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) قال قليل من الليل ما ينامون: (وبالأسحار هم يستغفرون) قال مدوا الصلاة إلى الأسحار ثم أخذوا في الأسحار بالاستغفار. قال محمد بن الحسين وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على قيام الليل ورغب فيه أمته وأخبر أنه لا صلاة بعد صلاة القريضة أفضل من قيام الليل: الامام الاجري