طال انتظار ماليزيا قبل أن تتمكن أخيراً من الحصول على أول لقب دولي في تاريخها الكروي، حيث تربعت على عرش اتحاد جنوب شرق آسيا في ديسمبر/كانون الأول 2010 فائزة بكأس سوزوكي، المعروفة سابقاً باسم كأس النمر.
فمنذ انطلاق هذه المسابقة الإقليمية في عام 1996 لم تذهب جائزتها الكبرى إلى ماليزيا مطلقاً، ولذلك أشعل هذا النصر الكبير حماس كرة القدم في طول البلاد وعرضها، وراح المشجعون يتغنون بصحوة نمر الملايو. وبلغ من شدة الفرحة بإنجاز المنتخب الوطني أن أعلن رئيس الوزراء داتؤ سري نجيب تون عبد الرزاق – الحاصل على ماسة آسيا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 2010 – عطلة رسمية في البلاد اليوم التالي لفوز المنتخب 4-2 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة على إندونيسيا.
وقد كان المدرب راجاجوبال كريشناسامي هو العقل المفكر الذي أحسن تدبير أمور الفريق الماليزي حتى تحقق له هذا النجاح العظيم. وكانت لمسات كريشناسامي واضحة منذ توليه مهام منصبه في يوليو/تموز 2009، حيث بدأت عناصر الفريق تنصهر لتشكل مجموعة متماسكة منضبطة، قادرة على خوض المنافسات وتقديم عروض مختلفة كل الاختلاف عن تلك العروض الكارثية التي قدمها المنتخب على أرضه في كأس آسيا 2007 AFC.
وبعد أن سطر صفحات من ذهب في تاريخ منتخب بلاده، منح المهاجم الدولي السابق موقع FIFA.com جزءاً من وقته ليتحدث عن معنى هذا النصر وأهميته، وعن آمال فريقه وأهدافه في السنوات القادمة.
FIFA.com: تهانئنا على الإنجاز الذي حققته ماليزيا بالفوز بكأس سوزوكي لأول مرة. لقد حققت بذلك فتحاً جديداً لكرة القدم الماليزية. فما هو تقييمك لهذا النصر؟
راجاجوبال كريشناسامي: كان نصراً لكل الشعب الماليزي وخاصة مشجعي كرة القدم. وقد بذل اللاعبون الشباب كل ما في وسعهم ليحققوه، ولذلك فإن هذا النصر يحمل لنا كلنا معاني خاصة.
هل يمثل هذا الإنجاز بداية جديدة لكرة القدم الماليزية، بداية يمكن أن تعيد البلد إلى سابق عهده عندما كان في سنوات الستينات والسبعينات من أكبر القوى الكروية في آسيا؟
نعم، لقد أنعش هذا النصر في كأس سوزوكي آمالنا وهو بالفعل يمثل بداية جديدة لكرة القدم الماليزية. ولكن الأمر سيستغرق حوالي 6 أو 7 سنوات لكي نعود إلى الساحة القارية وننافس صفوة المنتخبات الآسيوية.
هل سيساهم الفوز بكأس سوزوكي – ولو مساهمة جزئية – في إصلاح أحوال الدوري الماليزي؟ هل انتعش الدوري المحلي وأصبح يسير على الطريق الصحيح بعد انهياره في التسعينات؟
أعتقد ذلك. لقد تحسن الدوري الوطني خلال السنوات الأخيرة وبدون اللاعبين الأجانب في المنافسات الماليزية أصبح الدوري المحلي يمنح لاعبينا الشباب فرصاً أكثر للتطور والنمو.
كان منتخب ماليزيا من أكثر المنتخبات اتجاهاً للهجوم في كأس سوزوكي الأخيرة، وسجل لاعبه صافي سالي خمسة أهداف جاء بها على رأس هدافي البطولة. فهل كان تحسين الأداء الهجومي للفريق يمثل أولوية لك باعتبارك مهاجماً دولياً سابقاً؟
كانت الأولوية الأولى هي أن يلعب الفريق كوحدة واحدة، ولكننا ركزنا قليلاً بالفعل على الهجوم أثناء استعداداتنا، وأخضعنا المهاجمين لتدريبات إضافية على إنهاء الهجمات.
قبل الفوز بكأس سوزوكي سبق لك أن حصلت على الميدالية الذهبية كمدرب لفريق تحت 23 سنة في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا. فهل كان ذلك الفوز مع الشباب بمثابة قاعدة انطلقت منها لتحقيق النصر مع الفريق الأول؟
كان اللاعبون الذين شكلوا العمود الفقري لفريق تحت 23 سنة هم الدعائم الأساسية في الفريق الأول الذي فاز بكأس سوزوكي، فالفريق الوطني الحالي يعتمد كثيراً على جهود 13 لاعباً ممن شاركوا في تلك الدورة لألعاب جنوب شرق آسيا.
هل يمكن أن تذكر لنا أسماء بعض أهم اللاعبين الذين تركوا بصمة واضحة في مسيرة المنتخب الناجحة؟
على سبيل المثال لا الحصر، كان من بين نجومنا الصاعدين أصحاب المواهب في وسط الملعب مثل الكابتن محمد شفيق بن رحيم، وعمار روهيدان، وكونانلان سوبرامانيام، وكنداسا جوروسامي. وفي خط الدفاع لدينا محمد مسلم بن أحمد، ومحمد أسرار الدين، أما في الهجوم فهناك نورشاهرول طالاها.
لم يتأهل أي منتخب من اتحاد دول جنوب شرق آسيا ASEAN لكأس أمم آسيا AFC التي تجري منافساتها هذا الشهر، فهل يعني ذلك أن الفجوة بين منطقتكم وبين أفضل منتخبات آسيا تتسع؟ وإذا كان الوضع كذلك، فما الذي يمكن عمله لتضييقها؟
لكي نجعل المنتخب قادراً على المنافسة دائماً يجب أن نلعب بانتظام مع أفضل فرق آسيا وأوروبا، وأن نكون جادين في ذلك، يجب أن نحقق أقصى استفادة ممكنة من مواعيد المباريات الدولية كل شهر لنلتقي ودياً مع فرق جيدة لكي يرتفع مستوانا ونكتسب مزيداً من الخبرات.
ما هو الهدف التالي الذي تعمل من أجل تحقيقه مع منتخب ماليزيا؟
بعد الفوز باللقب الإقليمي هدفنا التالي هو أن يكون لدينا فريق قوي لكي نتأهل لبطولة كأس أمم آسيا القادمة بعد أربع سنوات.