ما هى الأسباب التى تجعلك عرضة للامراض النفسية ؟؟
يشتاق كل منا لادراك الاجابة عن هذا السؤال ...
وخاصة للحذر واتخاذ الحيطة من هذا المرض ...
يقول علما ءالنفس: إن هناك ظروفا ومواقف تقرب الإنسان العادي إلى المرض النفسي ، متى ما كان هذا الإنسان لديه الاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض
هذه الأمور هي :
1. الحياة الرتيبة والملل ، كثير من الناس يسخر حياته للعمل ويجعل متعته فيه ، وعندما يتقاعد أو لايكون لديه عمل كالإجازات والعطل يصاب بهم شديد لأنه يجد متعته في العمل ، أما المتعة فلا يحسب لها حسابا ، فيعتقد هذا الإنسان أن المرء يجب ألا يضيع وقته بدون فائدة وهذا تفكير خاطئ فوقت الإنسان يجب أن يمضيه في العمل والمتعة ، لأن الأوقات التي يتمتع فيها الإنسان تشحذ نشاطه فيستجمع قواه و طاقته التي استهلكها في عمله لتعود مرة أخرى أكثر حيوية و نشاطاوإنتاجا.
2. الانعزال عن الناس :إن الإنسان مدني بالطبع كما قال ابن خلدون: فهو لايستطيع أن يعيش وحده مهما حاول ،بل إنه إذا عاش وحده فإنه هيأ نفسه للمرض النفسي وصار قريبا منه ، الناس يساعدبعضهم بعضا في التغلب على مايواجههم من مشكلات ، فإذا كان الإنسان لديه صديق صدوق فهذه تجارته في الحياة ، لأن من يقدم لك النصيحة الصادقة النابعة من تجربة وخبرةكمن يقدمها لك على طبق من ذهب ، وكثير من الناس يجدون الحلول لمشاكلهم لدى من يثقون فيهم من أقاربهم وأصدقائهم العقلاء أو المختصين بعلم النفس
3. الفراغ: إذا وجد الإنسان نفسه فارغا بدون عمل كان قريبا من المرض النفسي ، فالإنسان يفترض فيه أن تكون حياته مليئةبالنشاط والحيوية ولا مجال فيها للفراغ المدمرالذي يفتح له أبواب الشر ويجعله يفكرفي ارتياد أماكن مشبوهة تعمل على تدميره
4. عدم الإفصاح والتنفيس عن الانفعالات النفسية : فبعض الناس كتوم لايدرى مافي داخله , من هنا كانت المرأة أكثر صحة نفسيةمن الرجل لأنها تعبر عما في نفسها بالدموع يقول بعض العلماء: إن عمر المرأة أطول من عمر الرجل بعشر سنوات على الأقل لأن المرأة تعبر عن انفعالاتها فتخف حدة التوتروالغضب ، وتعود إلى وضعها الطبيعي...
والتنفيس الانفعالي أسلوب من أساليب العلاج النفسي
، لذا فإنه إذا أساء إليك شخص ما فيجب عليك أن تناقش هذا الأمر معه أو مع من تثق به من أصدقائك لأن كتمان الانفعال معناه دمار للنفس ، من مظاهر كتم الانفعالات حديث الشخص أثناء النوم
5. عندما لايكون الانسان راضيا عن عمله ،ورضا الإنسان عن عمله أساس من أسس الصحة النفسية ، لأن العمل يملآ فراغ الإنسان ،ويشعره بقيمته عند الناس مما يرفع من مستواه الإيجابي عن نفسه ويحقق له السعادة ،ونحن نلاحظ بعض الناس الذين يتقاعدون عن عملهم وتزول عنهم الأضواء فلا أحد يسأل عنهم نجدهم فريسة للملل والاكتئاب ، كما أن الإنسان الذي لايتفاعل مع عمله ولايبدع فيه نجده دائما ملولا متبرما وكما يقول المثل العامي: ( نفسه في خشمه) عندها يكون هذا الإنسان فرصة لشبح الإصابة بالأمراض النفسية
6. التطرف والمثالية : لاأحدكامل في هذه الحياة والكمال من صفات المولى- سبحانه وتعالى- ، وكلنا لنا أخطاء قدتكون صغيرة وقد تكون كبيرة وليس العيب أن تخطيء إنما العيب أن تستمر على الخطأولاتستفيد من أخطائك ، أما إذا رمنا المثالية والكمال فإننا نعرض أنفسنا للأمراض النفسية لأننا دائما سنحاسب أنفسنا عن كل زلة أو خطأ مهما كان تافها كما أن النقد الجارح باستمرار قديؤدي إلى المرض النفسي كالرهاب الاجتماعي ، كما أننا إذا أردناالغير أن يكونوا مثاليين فهذا لايمكن وقديتفرق الناس من حولنا ونخسر بذلك أعزالأصدقاء وخسارة الأصدقاء أعظم من خسارة الأموال ، لأن الصديق إذا خسرته لن يعودأما المال فيمكن أن يعود بتغيير نشاطك التجاري
7. عندما نعاني من المشاكل الزوجية : علاقة الزوج بزوجته عنصر مهم في استقرار الحياة النفسية ومتى ما كثرت المشاحنات والمشادات الكلامية كنا بذلك كمن يفتح الباب على مصراعيه لنصاب بالأمراض النفسية ،فامرأة متزوجة زوجها كثير السفر وعندما يسافر تصاب بالأرق وعدم النوم والقلق ثم تحول ذلك إلى أصابتها بالخوف المرضي فصارت تخاف من الصراصير ، وتنتج المشكلة الزوجية من سوء فهم لمراد أحد الزوجين مثلا عندما يقول الزوج لزوجته سوف نذهب هذا اليوم لزيارة أهلي ، وترد الزوجة بأنها متعبة ولا تستطيع الذهاب هذااليوم، وتقترح على زوجها تأجيل الزيارة ليوم آخر ، ولكن الزوج غير المتفهم لظروف زوجته يزمجر ويغضب ويعتقد أن زوجته لاتريد الذهاب لأهله ، فتبدأ لمشكلة
8. عندما تنقلب الوسيلة إلى غاية : الإنسان يكد ويكدح فيحصل على المال ليكون هذا المال وسيلة لسعادته في الدنيا والآخرة وهذه هي الغاية من جمع المال، ولكن المشكلة عندماتنقلب هذه الوسيلة إلى غاية ويكون الإنسان همه الوحيد جمع المال على حساب راحته وأعصابه ، ويصبح الحال حينئذ أن المال أصبح مصدر شقاء لهذا الرجل ولعائلته وأضرب على ذلك مثلا أن بعض الأغنياء يقتر على عائلته ولاينفق عليهم بسخاء ، بل إنهم يفتقرون إلى أبسط الأشياء وهو مشغول عنهم في مؤسسته أو شركته ، فلم يكن هذا المال الذي يملكه هذا الإنسان مصدر سعادة له ولأولاده بل مصدر تعاسة وشقاء
والخلاصة....
أنه مامن شخص في هذه الحياة إلا ويكون معرضا لكل ماسبق ذكره أو بعضا من هذه المواقف، وليس معنى ذلك أن كل محبط ممكن أن يصاب بالمرض النفسي أو كل من شعر بالفراغ فهو عرضة للإصابة بالمرض النفسي ، إنما هذه العوامل السابقة تتفاعل مع استعداد الشخص للمرض النفسي كأن يكون في أسرته اثنين أو ثلاثة مصابين بمرض نفسي ، فالوراثة مع البيئة المحبطة أو الضاغطة تسبب الأمراض النفسية...
وقانا الله وإياكم منها
*منقول بتصرف من/كتاب الطب النفسي معناه وأبعاده للدكتورمحمد محمد خليل ص135-140