أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
لسلام عليكم يقول جل شأنه وتبارك اسمه في سورة النمل وبالتحديد الآية رقم 44 : (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الغريب في الأمر لماذا أسلمت ملكة سبأ بعد أن قال لها النبي سليمان "إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ" ؟؟ بل لماذا بنى سليمان عليه السلام الصرح أصلا؟؟ . كما هو واضح أن المفسرين – جزاهم الله خيرا على ما اجتهدوا فيه من صالح قولهم - لم يوضحوا لنا لم أسلمت ملكة سبأ بعد رؤيتها الصرح ؟ بل العجيب منهم – ونحفظ لهم مكانتهم – أن سليمان صار أول من صنع النورة لإزالة شعر البنات!! بالعموم ليس مقامنا الآن في هذ الشأن .. إنما وجدناهم يقولون
اقتباس: [size=21]اقتباس: " فلما قيل لها هو صرح ممرد من قوارير استترت، وعجبت من ذلك واستدلت به على التوحيد والنبوة، فقالت : { رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى } فيما تقدم بالثبات على الكفر ثم قالت : { وَأَسْلَمْتُ مَعَ سليمان لِلَّهِ رَبّ العالمين } " اهـ و لكن هل كون الصرح من قوارير كاف لكي يؤمن الإنسان ؟ بداهة لا يؤمن الإنسان لوجود صرح عال ضخم مبني بطراز مختلف على مستوى عالى من التقدم ، مهما كانت درجة التقدم ، ولكن لماذا أسلمت الملكة إذن ؟ الظاهر يا أهلنا – والله أعلم – أن الأمر كما هو آت: قال هدهد سليمان عليه السلام في سورة النمل ( أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين، إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم، وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) والظاهر الجلي أن الملكة وقومها لا يعترفون بما لم يظهر لهم عيانا، فلكون الشمس من أكثر المعالم الدنيوية بروزا وظهورا، ومن أكثرها تأثيرا على حياة الناس الاجتماعية والاقتصادية، كان منهم أن عبدوا هذا الجُرم السماوي، لاعتقادهم بألوهيته وقوته – ولا يزال هذا الإعتقاد موجودا إلى الآن-، حتى أن أبينا إبراهيم عندما كان يُفاكر قومه تأملا في الكون، بدأ معهم بالكوكب – وهو الأكثر خفوتا والأقل وضوحا - ، فالقمر بازغا حتى إذا أفل، وانتهى بهم إلى الشمس البازغة، دعنا نتتبع هذه الآية من سورة الأنعام تأكيدا لـ ما أشرت إليه/ ( فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين، فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر، فلما أفلت قال يا قومِ إني برئ مما تشركون). دعنا نشر للآية مرة أخرى تأكيدا (فلما رأى الشمس بازغة قال هذه ربي هذا أكبر)، فمن الملاحظ أن أبينا إبراهيم زاد في الشمس تسمية لم تكن في الكوكب ولا في القمر، وهي (هذا أكبر)!، وهذه التسمية كانت ولا زالت تحججا يحتج بها أقوام ظلوا وعبدوا ما ظنّوه "الأكبر" بالمطلق، ( ذلكم بأنه إذا دُعي الله وحده كفرتم وإن يُشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير)..(عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال). عودة على بدء اختصارا وايجازا.. ملكة سبأ وقومها لم يعبدوا الله –ابتداء-، لأنهم لم يروه، وعبدوا الشمس لأنهم رأوها، فكانت الإشكالية ههنا، إنما نبي الله سليمان نبي موحى إليه وفطن لأمر الملكة، وعرف كيف يمكن له إقناعها، فما كان منه إلا أن بنى صرحا ممردا من قوارير تجري المياه من تحته، والظاهر أن القوارير ليس الزجاج فحسب، إنما هو زجاج بالغ الشفافية بحيث يُمكن رؤية القرار وما يستقر خلفه – ومن هنا جاءت التسمية "قوارير"- ، فلما قيل للملكة "ادخلي الصرح"، لم ترَ القوارير، إنما رأت كما لو كان الممر به ماء عميق "لجة"، فكشفت عن ساقيها خيفة البلل، إلا أنها تفاجأت بوجود حاجز "لم تره" منع ساقيها من الولوج في الماء، فهنا قال لها سليمان عليه السلام أنه صرح ممرد من قوارير، عندها فهمت الملكة الدرس النبوي العظيم، وهو أن "ليس كل ما لا يرى غير موجود" ، فهي وقومها كانوا يعبدون الشمس لأنهم رأوها، فأعلمها أن هناك إله خلق هذه الشمس لا نراه بأعيينا ولكنه موجود ونحس كلنا بوجوده وبفعله في الكون وهو المستحق الوحيد للعبادة هو الله الذي نسميه كل يوم "بالأكبر".! والله أعلم بمراده. ملحوظة: قد يتسائل أحدهم قائلا: على أقل تقدير يمكن للملكة رؤية "لمعان" القوارير لتدرك وجود الحاجز؟! والإجابة عن هذا السؤال تبدو يسيرة، فإذا علمنا أن نبي الله سليمان دعا ربه بأن يهبه مُلكا لا ينبغي لأحد من بعده (قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، إنك أنت الوهاب)، فسخر له الله الريح والشياطين من بناء وغواص يصنعون له ما يشاء ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الأصفاد)، ( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات). فكيف لهذا النبي المسخر له ما يشاء والمؤتى ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، ألاّ يستطيع بناء وتصنيع زجاج شفاف لا لمعان فيه! قطعا يستطيع.. والله أعلم.
والآن لنتتبع هذه الآيات (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين، قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم...قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من اللذين لا يهتدون..)
وقبل أن ندخل في نقاشها دعنا نسأل هذه الأسألة تأملا واختبارا لفهم صالحينا: 1-ما الغاية من "تنكير" العرش، وهل التنكير أي "التغيير قليلا في عرش الملكة" – على فهم صالحينا - ما يجعلها تهتدي، إذ لو كان المراد أن يبرزوا لها مقدرة سليمان لتركوا العرش – الذي أخذوه بلا إذن! - كما هو حتى تتأكد أنه عرشها فتعرف بمقدرة سليمان الجبارة . 2- ما الأمر "الذكي" و "المحنك" في قول الملكة في العرش "كأنه هو"، فالأمر بديهي أن يرد شخص بهذا الرد إذا إلتبس عليه الأمر ولم يكن متأكدا فيما يقوله ؟! نعود للآيات العظيمة: (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين)، أمهات التفاسير تشير إلى أن "يأتيني" في "يأتيني بعرشها" تعني "يُحضر لي"، والشيء الملفت أن القرآن العظيم يستعمل "أتى" بمعان متعددة، فلماذا انصرف المفسرون عن المعاني الأخرى للفظة، ولمَ استقروا على ما استقروا عليه من أن معنى يأتي هو يُحضر ويجلب؟! وماذا عندهم من البيّنة؟.. الأمر لا يعدوا كونه مجرد "رأي" يحتمل الصواب والخطأ! و-الله أعلم- أرى عدم صوابه. وهنا يلزمنا تقديم فهم آخر، فنقول والله أعلم بمراده: بداية يجب أن أنبه أني لا أنكر أن "أتى" يأتي بالمعنى الذي ظنه المفسرون ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين)، لكن نفس اللفظة والتركيبة تأتي بمعنى آخر في القرآن وأيضا في المعتاد المألوف من كلامنا وليس في غريبه!، فنحن كثيرا ما نستخدم "أتى فلان بـالشيء" أي "فعل الشيء"، وهاكم الدليل من القرآن، ففي سورة الأعراف الآية 66 ( قالَ إن كنت جئت بآية، قال فإت بها إن كنت من الصادقين)، كذلك في الآية 88 من الإسراء (قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)، كذلك في سورة البقرة ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين)، ففي هذه الآيات العظيمة لم يكن معنى الاتيان هو الإحضار بداهة، وزيادة على ما سبق نحن نكثر القول بهذه الجملة " أتيت بالشيء على أمثل وجه" أي قمت به وفعلته على أتم وجه، والأثبت والأصلح – كما أراه – أن سليمان عليه السلام قد طلب ممن كانوا معه أن يبنوا ويصنعوا له عرش كعرش الملكة وفي أسرع وقت ممكن، ولم يكن طلبه في أن يُحضر له عرش الملكة! فلو كان هذا فكأن كون الإنسان نبيا يعتبر كافيا في أخذ ممتلكات الناس بغير إذن – والممتلكات هنا العرش بأكمله!-! فإذا فهمنا الآية كما تقدم، وجب علينا تبيين كيف يمكن لهذا الفهم أن ينسجم مع باقي الآيات! دعونا نرى: (قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين، قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم)، وبعيدا عن شخصية الذي "عنده علم من الكتاب"، وعندما رأى سليمان العرش "مستقرا" جاهزا، قال هذا من فضل ربي، فما هو فضل الله على سليمان تزامنا بهذا الحدث؟! – طبعا علاوة على الفضل العام -. ألعله كان يشير لهذا الفضل (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب، والشياطينَ كل بناء وغواص)، فهذا ذكر "البناء" والبنائين عنده وهذا فضل من الله لاشك!.. (قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من اللذين لا يهتدون)، نعود لنرى فيما تقوله أمهات التفاسير في هذه الآية، فالتفاسير تشير أن سليمان عليه السلام أمر أتباعه أن ينكروا لها عرشها أي اجعلوا العرش منكراً مغيراً عن شكله كما يتنكر الرجل للناس لئلا يعرفوه، وذلك لأنه لو ترك على ما كان لعرفته لا محالة، وهذا الفهم غير مقبول لأنه مترتب على إحضارهم العرش و هم لم يحضروه، إذن يجب أن نفهم هذا الأمر على نحو آخر، ألا وهو أن يقال أن "نكروا" هنا يراد بها جعل عرشها نكرةً مقارنة بهذا العرش، فإذا رأت هذا العرش عرفت مقامها ومقدرتنا ومنزلتنا، فتترك الكبر و"تتفكر" ولا أقول "تصرح بإيمانها"، أما أن يقال نكروا بمعنى غّيروا فما المراد منه؟!، و ما الذي يجعلها تهتدي؟ّّ!، إذ لو كان المراد كما ظن المفسرون أن يبرزوا لها مقدرة سليمان لتركوا العرش – الذي أخذوه بلا إذن -! كما هو؛ حتى تتأكد أنه عرشها فتعرف بمقدرة سليمان الجبارة. لنر الآن في شأن الآية التالية ( فلما جاءت قيل أهكذا عرشك)، ولنتريث في فهم هذه الآية، فمن الملاحظ أن السؤال الموجه لها لم يكن ( أهذا عرشك)، وإنما (أهكذا عرشك) أي أهذا العرش شبيه بعرشك؟! – والكاف معروفة لدى أهل الإصطلاح بـ "كاف التشبيه"- فردت الملكة مؤكدةً للتشابه الذي يكاد يكون متطابقا، قائلة (كأنه هو) أي مشابه له بحيث أن من يراه يكاد يجزم أن هذا العرش هو عرش الملكة! "كأنه عرش ملكة سبأ" إلا أنه ليس هو! وبعد كل هذا التصغير من شأن ملكها ومقدرتها أمام "مُلك النبوة"، إلا أنها أبت وأصرت على ما كانت تعبد من دون الله ولم تعترف بنبوة سليمان (وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين)، وسليمان النبي كان على علم وفهم بحالها، ويعلم أنها لن تؤمن لمجرد إظهار "مُلك النبوة" أمامها ( وأوتينا العلم من قبلها)، والآن سيتبادر هذا السؤال: إذا كان سليمان على علم أن الملكة لن تؤمن بمجرد مشاهدتها "لمُلك النبوة"، فلماذا صنع وبنى عرش ينكر عرشها ولماذا فعل وفعل؟؟! الظاهر أن النبي سليمان على ما أوتي من "علم النبوة" أدرك وأراد أن يجتمع للملكة شيئان حتى تقر بإسلامها ، الأول هو اندهاشها بما عنده من مُلك النبوة- ولم يكن بحال ليتحداها به-، والثاني مباغتتها- على اندهاشها- بقوة وبلاغة الحجة في إثبات وجود الله ولو لم تره!، فإذا اجتمع هذان الشيئان، كان له مما أراد. والمباغتة بقوة الحجة و بلاغتها تظهر في هذه الآية (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وقد تقدم شرحها في بداية الموضوع.
لفتة: قرأت لـ أحد الأخوة في أحد المنتديات قولا في معنى "الصرح" اللساني حيث قال: اقتباس: اقتباس: لأن هذه الجزئية تكون فى صميم الموضوع إذا صحّ فهمنا هذا، إذ أن ذلك يدعونا إلى إعادة النظر في فهم كلمة "الصّرح" التي وردت في سورة النمل... فقد كانت ملكة سبأ ممن يعبدون الشمس - كما صرّحت الآيات الكريمة-.... وهذا يشير إلى احتمال أنّ قوم بلقيس كانوا يهتموّن بالفلك أيضا....و لقد وجدنا ملكة سبأ تصرّ على دينها حتى عندما تجلّت أمامها معجزة إحضار العرش، فكان لا بد من مناقشتها في عقيدتها وتعريفها بحقيقة الشمس والأفلاك التي تعبدها.... و من هنا يحتمل أن يكون دخولها "الصرح" هو دخولٌ إلى مرصد زجاجي ضخم من أجل تعريفها بواقع الأفلاك ومناقشتها في عقيدتها و هى المُهيّأة لمثل هذا العلم كونها ملكة على قوم لهم باع فى علم كهذا: " قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِير" فهو إذن من زجاج مُملس... وهو شفّاف وخالص من الشوائب... فهو إذن ......صرح. وهو أيضاً قوارير.... ويبدو أنّ عظمة ذلك المرصد كانت تتجلّى في إنعكاس الأجرام السماويّة في قاعدته الزجاجيّة، و ربما كان ذلك هو ما ظهر في ردّة فعل ملكة سبأ عندما كشفت عن ساقيها.
بالطبع لا ندري كم استغرق من الوقت وجود ملكة سبأ داخل المرصد، ولكن يبدو أنّ هذا التواجد هو الذي جعلها تُعلن إسلامها: " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"..... ويبدو أنّه قد تمّ تعريفها بحقيقة عالم الأفلاك التي كانت تعبد من دون الله..... ولا شك أنّ النقلة في المعارف تساعد على النقلة العقائدية.... و من هنا يمكن القول أن تسمية المرصد صرحاً مفهوم إذا عرفنا أنّ المرصد يكشف ويُجلّي ويُظهر... ثم إنّ عدساته وملحقاتها مصنوعة من الزجاج الخالص الصريح (و ربّما كانت تلك هى القوارير التى تكافئ التليسكوبات المعروفة لنا)، ثم هو يُبنى في مكان عالٍ ومشرف.
وكان قوله في معنى "الصرح" من الناحية اللسانية له وجهة من الحق، وقد كان قوله طباقا لما ذكره الشيخ "بسام جرار" صاحب موقع نون للدراسات القرآنية .. ولا أوافق أنه "مرصد" لإعتبارات كثيرة،..