الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً
خلق الإنسان ، علَّمه البيان وجعل القرآن هداية للناس ، ونبراساً يضيء لهم الطريق
هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله،
هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم
من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل،
ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم
والصلاة والسلام على النبي الامين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ...
يقول الله تعالى في محكم التنزيل { إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} {(9) الاسراء}
وحتى نكون من أهل الله الذين هم أهل الله وخاصته لابد لنا من نتخلق بالقرءان ونعمل بما جاء فيه
إن الأخلاق هي الباب الأعظم في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصولا لحب الله بجانب العبادات،
وعلى هذا جاء حديثه صلى الله عليه وسلم: "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"
وقد جاء في سنن الترمذي من حديث أبي الدرداء
: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حُسن الخلق"..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه"اقرءوا القرآن تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله".
فهذا القرءان يهدي لأقوم وأفضل وأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال
فهو نور نهتدي به ودستور نتحاكم به وهو رحمة لنا
وقد بشرنا بالأجر الكبير لمن عمل به من المؤمنين
فيجب علينا أن نتخلق به ونطبقه بمعاملاتنا ونعمل بما جاء فيه
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن -
رواه أحمد ومسلم وأبو داود، وزاد مسلم يغضب لغضبه ويرضى لرضاه.
، والله يقول : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). [القلم ـ 4
ونحن يجب أن نقتدي بالرسول الكريم فهو لنا قدوة ونتأسى به وبأخلاقه
فقد
قال الله تعالى { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيرًا} (الاحزاب-21)
ويجب علينا أن نأتمر بأوامره وننتهي بنواهيه والعمل بما جاء به
وقد ذكر القرءان الكريم وحثنا على كثير من العبادات وأمرنا بها مع تيسيرها لنا
وهدانا ووجهنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال
كالإخلاص والصدق والأمانة والإحسان والبر والتقوى وصلة الأرحام
والشجاعة والصدقة والذكر وتلاوة القرءان والحياء والاستغفار والصبر
والتوكل وغيرها من الصفات الطيبة والأخلاق الحميدة
ونهانا عن كثير من الصفات الذميمة والأعمال السيئة
كالكذب والخيانة والغش والرياء والبغي والغيبة والبخل والظلم
الفحش الشرك والكبر والفسوق والعصيان والعدوان السحر والزور
الزنا السخرية والاستهزاء وغيرها من الأعمال والأخلاق السيئة
وسنتكلم كل يوم عن خلق وصفة أمرنا الله بها أو نهانا عنها
مع دليل من القرءان والسنة
أتمنى أن نطبق ما جاء به القرءان حتى نكون من أهل الله وخاصته وترفع درجاتنا وتثقل بها موازيننا
وأنا أدرك يا أحبائي أننا في مرحلة عصيبة وأن الأخلاق توارت بعض الشيء عن مجتمعاتنا
مما يصعب الأمور على أهل الخلق وأهل الدين.
ولكن تذكروا دائما أن الخير في رسول الله وفي أمته إلى يوم القيامة،
وإن كان القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار
جعلنا الله وإياكم ممن يتلون القرءان ويعملون به ويتبعون هدي نبينا الكريم
وجعلنا من القابضين على هذا الدين القائمين عليه وتوفنا على ذلك
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك
ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك
والحمد لله رب العالمين وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
بانتظار مشاركاتكم
في امآن الله
الرئيسية 
الأحداث 
