لقد مَلِلتُ الإنتظار .. إنتظار شخصٍ يأتي يمدُ يدهُ لي كي يُخَفِفَ عني سكراتُ الموتِ هذهِ ..
لقد
طال إنتظاري .. اين انتم يا من أدعيتُم أُخوتي .. ها انا احتاج الى مساعدة
.. احتاج الى شخصٍ يتقرب مني كي يسمع أصوات هذه السكرات .. إنها مخيفه
لدرجة إني لا اطيق صبراً على تحملها بعدَ الأن ؛
إنهُ القدر!! اعلمُ إن
هذا قدري الذي كُتِبَ لي منذُ مجيئي الى هذا العالم العَفن ؛ لكن قدري لم
يكن منصفاً يوماً, وهذهِ الحياة السخيفه !! لم تكن عادلة ابداً .
لم اكن
اريدُ لنهايتي ان تكون بهذهِ التعاسه بال اردتُ ان انتهي وانا في اسعد
لحظاتي .. انتهي والجميع بقربي .. انتهي واعز ما ملكتُ بهذه الدنيا بجانبي
.. انتهي وانا قد تركتُ شيئاً أُحمَدُ عليهِ واذكرُ فيهِ بعد رحيلي عن هذا
الفظاء الغير متناهي .
من الصعب ان يعيش المرءُ وحيداً منعزلاً بالرغمِ
من قربِ الآخرينَ منهُ ولا يشعر بوجودهم او يحس بعطفهم وحنانهم ! والأصعب
من هذا , ان يموت المرءُ وحيداً بأمس الحاجة لشخص يُهَون عليه هذهِ اللحظات
الموحشة .. يبحثُ عنه ولكن لا يجده فيلفظُ انفاسهُ الاخيرةَ مع الم وحسرة
وعبرات تختلجه فيموت .
اين ؟!
سؤال يحيرني بين الحين والحين .
اين هم المخلصون في لحظات مثلَ هذهِ ؟ اين يذهبُ الوفاء ؟ أم هو مجرد كلامٍ عابر .. هواء يختفي .. ماء يتبخر ؟؟؟
هل اصبحَ عهدُ الأصدقاء الذي بيننا أطياف احلامٍ تأتي وتطير ؟
لماذا ايها القدرُ اللعين ؟ أكان عليك ان تقتلني بِخناجركَ كلَ دقيقةٍ تمرُ من عمري؟ أكان عليك هذا !
أكان على الإنسانِ ان يكون بهذهِ القسوة ؟! هل حقاً لا يستحق ان يعيش على هذهِ الارض من يملكُ قلباً رحيماً ؟؟
ولكن ما أجمل من ان يملكُ الانسان قلباً رحيما رقيقاً كقطراتِ الندى ..
أسئله تحيرني كلما مشيتُ في شارعٍ او رأيتُ منظراً في عالمي .
ولكن السؤال الاهم في رأيي : الى متى سَيظلُ هذا مستمراً ؟ , الى نهاية العمر. ...
النــهــايــه