2011-09-24, 21:42 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 162 | نقاط : 312 | العمر : 33 | السمعة : 0 |
| | موضوع: آكــــــل الحسنـــــــــــات آكــــــل الحسنـــــــــــات بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ولي كل نعمة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الهدى والرحمة، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.
أما بعد : اعْلَمْ أخي المسلم أخت المسلمة أَنَّ الْحَسَدَ خُلُقٌ ذَمِيمٌ مَعَ إضْرَارِهِ بِالْبَدَنِ وَفَسَادِهِ لِلدينِ، حَتَّى لَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالاسْتِعَاذَةِ مِنْ شَرِّهِ، فَقَالَ تَعَالَى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ}"سورة الفلق الآية 5"
حكم الحسد : ( عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم .
الحسدَ كالأكلةِ الملِحَةِ تنخرُ العظمَ نخْراً ، إنَّ الحسد مرضٌ مزمنٌ يعيثُ في الجسم فساداً ، وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالمٌ في ثوبِ مظلوم ، وعدوٌّ في جِلْبابِ صديقٍ . وقد قالوا : لله درُّ الحسدِ ما أعْدَلَهْ ، بدأ بصاحبهِ فقتَلَهَ .
إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسدِ رحمةً بي وبك ، قبل أنْ نرحم الآخرين ؛ لأننا بحسدِنا لهمْ نطعمُ الهمَّ لحومنا ، ونسقي الغمَّ دماءَنا ، ونوزِّعُ نوم جفوننا على الآخرين .
إنَّ الحاسد يُشْعِلُ فرناً ساخناً ثم يقتحمُ فيه . التنغيصُ والكدرُ والهمُّ الحاضرُ أمراضٌ يولّدها الحسدُ لتقضي على الراحةِ والحياةِ الطيبةِ الجميلةِ . بلِيَّةُ الحاسِدِ أنهُ خاصمَ القضاءَ ، واتهم الباري في العدْلِ ، وأساء الأدب مع الشَّرعْ ، وخالف صاحبَ المنْهجِ .
يا للحسد من مرضٍ لا يُؤجرُ عليهِ صاحبُه ، ومن بلاءٍ لا يُثابُ عليه المُبْتَلَى به ، وسوف يبقى هذا الحاسدُ في حرقةٍ دائمةٍ حتى يموت أو تذْهَبَ نِعمُ الناسِ عنهم . كلٌّ يُصالحُ إلاَّ الحاسد فالصلحُ معه أن تتخلّى عن نعمٍ اللهِ وتتنازل عن مواهِبِك ، وتُلْغِي خصائِصك ، ومناقِبك ، فإن فعلت ذلك فلَعَلَّهُ يرضى على مضضٍ ، نعوذُ باللهِ من شرِّ حاسد إذا حسدْ ، فإنه يصبحُ كالثعبانِ الأسودِ السَّام لا يقر قراره حتى يُفرِغَ سمَّهُ في جسم بريءٍ .
داريت كُل الناسِ لكن حاسدي مُـداراته عَزت، وعَز مَنَالُها
وكيفَ يداري المرءُ حاسدَ نعمةٍ إذا كـان لا يُرضيه إلا زوالها ولو لم يكن من ذم الحسد الا أنه خلق دنيء يتوجه نحو الاكْفَاءِ وَالأقارِب، ويختص بالمخالط وَالْمُصَاحِبِ، لكانت النزاهة عَنه كرما، وَالسلامة منه مغنما. فكيف وهو بِالنفس مضر، وعلى الهم مصر، حَتى ربما أفضى بصاحبه إلَى التَّلَفِ مِنْ غير نِكَايَةٍ فِي عدو وَلاَ إضرار بمحسود.
قال تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) .سورة الكهف الآية50 * مظهر قبح الحسد أنه أول ذنب عصي الله به في السماء .
قال الله عز وجل ( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين)سورة المائدة الآية27
*مظهر قبح الحسد أنه أول ذنب عصي الله به في الأرض .
يقول الله عز وجل ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ) . سورة البقرة الآية109
*مظهر قبح الحسد أنه من صفات الكفار من اليهود والنصارى.
و أخيرا حتى لا أطيل عليكم _لأن هدفي من طرح هذا الموضوع هو الإشارة إلى هذا الداء الخبيث الذي ينتشر بيننا ويثمر ثمار خبيثة كالغيبة والنميمة و الاستهزاء والعداوة والبغضاء._ فمن خاف من الحاسد فعليه بالمعوذات و الأذكار و أن يكتم أسراره.
اصْبِرْ عَلَى كَيْدِ الْحَسْو.................................. دِ فَإِنَّ صَبْرَكَ قَاتِلُهُ
فَالنَّارُ تَأْكُلُ بَعْضَهَا...................................... إنْ لَمْ تَجِدْ مَا تَأْكُلُهُ
أسأل الله تعالى أن يحفظنا بحفظه , وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه, ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا, ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا, ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به, واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين, اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا, اللهم إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين, اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناءًا عليك أنت كما أثنيت على نفسك, اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته ولا همّا إلا فرجته ولا دينًا إلا قضيته, ولا ميتًا إلا رحمته ولا عدوًا إلا أهلكته ولا ضالاً فينا إلا هديته, اللهم من أرادنا بسوء فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره, اللهم من أراد بلاد المسلمين بسوء فاشغله في نفسه , اللهم اجعل دائرة السوء على أعدائنا واجعل الغلبة والنصرة لعبادك الصالحين, اللهم إنك قلت في كتابك وقولك الحق يا رب العالمين: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} فاجعلنا اللهم صالحين وأورثنا الأرض يا رب العالمين. اللهم طهر قلوبنا من الحسد اللهم طهر قلوبنا من الحسد اللهم طهر قلوبنا نمن الحسد .
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وفقكم الله.
لموضوع منقول بتصرف
أدب الدنيا والدين للإمام الماوردي
لا تحــــــزن للدكتور عائض القرني
توقيع : حسين التميمي العراقي |
|
|
| |