أثارت السيرة الذاتية للنجم السويدي
زلاتان إبراهيموفيتش والتي كتبها بنفسه داخل كتاب "أنا زلاتان" الكثير من
الجدل في الصحافة الأوروبية وخاصة الإيطالية والإسبانية، نظرًا لما
شهدته من كشف للعديد من الأسرار في مسيرة إبرا كادابرا الكروية التي لعب
خلالها لأندية مالمو السويدي وأياكس أمستردام الهولندي واليوفنتوس
والإنتر الإيطاليين وبرشلونة الإسباني وأخيرًا الميلان الإيطالي والذي
يتواجد به حاليًا.
اعتدنا معكم على نقل الجديد والمثير دومًا، واليوم نبدأ
معكم ترجمة كتاب إبراهيموفيتش المثير والممتع للغاية .. الكتاب مؤلف من
28 فصلًا ولم يصدر سوى باللغة السويدية حتى الآن ومن المقرر أن يصدر
باللغتين النرويجية والإيطالية لاحقًا.
الكتاب يبدأ بإهداء كُتب
به "أهدي هذا الكتاب لعائلتي وأصدقائي وكل من شجعني وكان بجانبي في
الأيام الجيدة والسيئة، أيضًا أريد أن أرسله لجميع الأطفال وتحديدًا لأي
طفل يشعر أنه مختلف وغريب قليلًا وأقول له أن الاختلاف عن الآخرين جيد
أيضًا .. واصل إيمانك بنفسك لأن كل شيء سيسير على ما يُرام فيما بعد"،
ومن ثم تعريف بالشخصيات والأسماء الواردة خلال صفحاته قبل أن ينطلق
بالفصل الأول.
الفصل الأول | بيب جوارديولااختار
زلاتان الحديث عن المدير الفني لبرشلونة في الفصل الأول من الكتاب وقبل
أن يتحدث عن طفولته في الفصل الثاني، ذلك يؤكد مدة الأثر الذي تركه
الموسم الوحيد لإبرا في كاتالونيا على مسيرته الكروية وربما أيضًا لأهداف
تجارية كون الحديث عن جوارديولا بهذا الشكل سيجذب ملايين القراء حول
العالم.
إبرا بدأ الحديث عن أول لقاء له مع المدرب الإسباني بعد الانضمام للبارسا صيف 2009 وقد قال هنا "جاء
إلي بيب جوارديولا ببدلته الرمادية ووجهه المُكتئب وقد بدا في مزاج سيء.
كنت أراه مدربًا جيدًا في ذلك الوقت، ليس مورينهو أو كابيلو لكنه رجل
جيد. ذلك كان قبل بدء الحرب بيننا بكثير".
السويدي أضاف "كان ذلك في خريف 2009 حين كنت أعيش حلم الطفولة والمراهقة، فأنا في
الفريق الأفضل في العالم وقد استقبلني 70 ألف مشجع في الكامب نو. كنت
أسير فوق السحاب أو ربما أقل قليلًا لأن بعض الصحف كانت تكتب بعض الأمور
السلبية عني مثل أنني ولد سيء وكل ذلك الهراء لكن مع هذا كانت الأمور على
ما يُرام وكنت هنا مع زوجتي هيلينا والأطفال وكان لنا منزلًا جميلًا في
إيسبلوجويس دي ليوبريجاتا. كنت على ما يُرام وقتها فما الذي يمكن أن يسير
بشكل خاطئ !؟".
إبرا انتقل للحوار الأول مع المدرب وهذا نصه:جوارديولا: أنت، نحن هنا في البارسا جميعًا نشعر بالتواضع وأقدامنا على الأرض.
إبرا: بالتأكيد، حسنًا.
جوارديولا: بالتالي نحن هنا لا نأتي للحصص التدريبية بسيارات الفيراري أو البورش.
اللاعب تحدث عن انطباعه من تلك المحادثة السريعة قائلًا "أومأت برأسي لكن من ثم سألت نفسي "ما علاقته بسياراتي وما أفعله بها؟"،
بعدها فكرت قليلًا وسألت مجددًا "ماذا يريد وما الرسالة التي يُريد
إيصالها لي". صدقوني، أنا لست بحاجة لإظهار قوتي من خلال قيادة سيارات
رائعة ووضعها فوق الرصيف .. الأمر ليس هكذا بل مجرد أني أحب السيارات
ومتعلق بها كثيرًا بجانب أني فهمت من كل هذا الحديث جملة واحدة تُلخصه
وهي "لا تظن نفسك النجم الأكبر هنا"".
إبرا بدأ يتحدث عن برشلونة وسلوك اللاعبين، قال "كنت أعلم بالفعل أن برشلونة أشبه بالمدرسة أو المؤسسة، اللاعبون كانوا
لطفاء جدًا معي وكان بينهم ماكسويل صديقي وزميلي في أياكس والإنتر. لم يكن
هناك أي شيء خطأ مع اللاعبين فالأمور على ما يُرام".
في الحلقة القادمة
إبرا " توقفت لثلاثة أسابيع وخلالها لم يأت مرة واحدة ليقول لي "كيف أنت زلاتان؟ هل تستطيع لعب المباراة القادمة؟"، إنه حتى لم يُلق علي تحية الصباح وكنت كلما أدخل غرفة يخرج منها". |
إبرا أضاف "لكن
لأكون صادقًا، لم يتصرف أحد من اللاعبين كأنه نجم كبير، كان ذلك غريبًا.
ميسي وإنيستا وتشافي وبقية اللاعبين كانوا أشبه بطلاب المدارس. أفضل نجوم
العالم يقفون ويؤمرون ويُطيعون دون مشاكل .. لم أفهم الأمر، لقد كان
سخيفًا. في إيطاليا، حين يقول لنا المدرب اقفزوا يسأله النجوم "انتظر،
لماذا نقفز" بينما هنا الجميع يقفز وهذا الأمر لم يناسبني لكني فكرت
وقررت ألا أتأثر بالأحكام المُسبقة بل قررت التأقلم مع الأمر وكنت أكثر
من لطيف ومطيع في الفريق ولكن ذلك لم يكن التصرف الحكيم ولذا سألني وكيلي
وصديقي مينو رايولا "إبرا، ماذا بك ؟؟ لم أعد أعرفك ؟".
اللاعب صاحب الـ30 عامًا يُواصل وصف حالته قائلًا "كنت حزينًا، لم يكن أحد يعرفني فقد اختفت شخصيتي. لم أعش بتلك الفلسفة
في حياتي أبدًا بل منذ بدأت في مالمو كانت فلسفتي .. قُم بما تريد وعش
الحياة بأسلوبك الخاص، لا أهتم بما يقوله الناس عني وأنا لم أكن أبدًا
الولد المثالي في البيت بل أنا أحب الشباب الذين يقودون سياراتهم في
الإشارة الحمراء .. ذلك أنا إن كنت تفهم ما أعني".
يبدو أنها حياة صعبة للغاية، واصل إبراهيموفيتش وصفها قائلًا "لم أكن كما أنا ولم أقل ما أريد، كان الأمر مُمرضًا. كنت أقود سيارة
الآودي الخاصة بالنادي وأتصرف كما أنني في مدرسة أو ربما هكذا يجب أن أكون
في المدرسة. كنت أتصرف مثل زملائي لكن ذلك كان مملًا. زلاتان
إبراهيموفيتش الحقيقي اختفى وهذا لم يحدث لي منذ كنت في بورجارسكولان حين
رأيت للمرة الأولى بعض الفتيات المرتديات لقمصان ماركة رالف لورين وقد
سخرن مني حين دعوتهن للخروج معي".
بدأ الموسم وكانت مباراة السوبر هي ضربة البداية، وهنا بدأ حديث إبرا عن الموسم قائلًا "بدأت الموسم بشكل ممتاز، سجلت الأهداف وفزنا بكأس السوبر الأوروبية.
لمعت وسيطرت ولكني كنت شخصًا آخرًا .. شيء ما حدث، ربما لم يكن جدي بعد
لكنه حدث. لقد التزمت الصمت ولكنه كان خطيرًا للغاية، صدقوني في ذلك. يجب
أن أكون مجنونًا لألعب جيدًا ويجب أن أصرخ لأعيش ولكني الآن أكتم الصراخ
بداخلي. ربما للصحافة علاقة بالأمر، لا أعلم. كنت صاحب ثاني أغلى صفقة
في العالم ولكن الصحف كانت تكتب أنني ولد سيء ولدي مشاكل في شخصيتي ومثل
تلك التفاهات والتي لسوء الحظ كان لها وزنها وقد شعرت بذلك. كنت قادرًا
على أن أكون من أريد لكني لم أفعل وكان ذلك أغبى ما قمت به، كنت متألقًا
على أرض الملعب لكني لم أعد أستمتع بما أفعل حتى أنني فكرت حقًا في
الاعتزال ولكن ليس فسخ عقدي مع البارسا لأني لاعب محترف ولكني فقدت رغبتي
في اللعب".
إبرا واصل "جاءت إجازة الشتاء
وخلالها أردت بعض الحركة لكسر نسق الحياة الثابت ولذا استأجرت سيارة ثلج.
كنت دومًا أقود كالأحمق وقد فعلت الكثير من الأمور المجنونة منها قيادة
سيارتي البورش بسرعة 325 كيلومتر في الساعة والهروب بها من رجال الشرطة
.. أمور يجب أن أفكر بها الآن. كنت أتزلج بين الجبال والثلوج وقد حظيت
بالمتعة مجددًا".
أضاف "أخيرًا عاد الأدرينالين
ليتدفق في جسدي. على الأقل استعدت زلاتان القديم وقد فكرت وقتها وسألت
نفسي .. لماذا علي أن أتحمل؟ أمتلك المال، ولست مجبرًا على الاستماع
لمدرب أحمق بل يُمكنني أن أحظى بالمتعة وأعتني بعائلتي بدلًا من ذلك. كان
وقتًا لطيفًا لكنه لم يدم طويلًا فقد عدنا لإسبانيا وكانت الكارثة ..
ربما ليس بالمعنى لكن ذلك الشعور تسلل إلي حتى عبر الهواء".
تُرى ما الذي حدث بعد العودة لكاتالونيا ؟؟ في انتظارنا .....