انتهت حلقتنا الأولى من ترجمة كتاب
"أنا زلاتان" برحلة اللاعب للجبال الثلجية وقضائه وقتًا ممتعًا جدًا هناك
أعاد به شحن نفسه، وقد قال في نهاية الحلقة أنه عاد الآن لإسبانيا حيث
بداية المتاعب.
إبرا بدأ الحديث عن العودة لإسبانيا قائلًا "إسبانيا كانت مقبلة على عاصفة ثلجية كما يبدو، بل كانت عاصفة بالفعل
وبدا أن الإسبان لا يعرفون الثلوج والعواصف بينما في السويد هي حولنا في
كل مكان، حتى السمين الغبي رايولا بل يجب أن أضيف أنه الرائع رايولا تجمد
في مكانه وفورًا دخلنا السيارة الآودي وقدناها بسرعة كبيرة والنتيجة
ارتطامنا بحائط خرساني دمر الجانب الأيمن من السيارة بالكامل".
ثم عاد للحديث عن البارسا وميسي وجوارديولا، فقال "فجأة ظهر ميسي. ليونيل ميسي رائع واستثنائي، لا أعرفه شخصيًا لكننا
مختلفين تمامًا عن بعضنا البعض. لقد انضم للبارسا وهو في عُمر الـ13 وقد
تعلم وترعرع مع تلك الثقافة ولذا لا يجد مشكلة مع ذلك النظام المدرسي
المُقرف. الفريق كان يتمركز حوله في الملعب وذلك في الحقيقة يبدو طبيعيًا
فهو رائع ولكني وصلت الآن وسجلت أهدافًا أكثر منه".
إبرا يُواصل سرد ما حدث بين ميسي ومدربه "ميسي ذهب إلى جوارديولا وقال له "لا أريد أن ألعب على الجانب الأيمن
مجددًا، أريد اللعب في العُمق"، كنت ألعب في العمق المتقدم ولكن جوارديولا
تجاهلني وغيّر أسلوبه التكتيكي من 4-3-3 إلى 4-5-1 بتواجدي في مقدمة
الهجوم وخلفي ميسي في عُمق الوسط المهاجم وهنا انتهى بي الوضع في الظل
لأن كل الكرات كان تمر عبر ميسي وأنا لم أعد ألعب كما أريد. حسب الخُطة،
كان يجب أن أكون حرًا مثل الطائر لأني الشخص الذي يريد صناعة الفارق في
كافة المستويات لكن جوارديولا ضحى بي. تلك هي الحقيقة، لقد قيدني في ذلك
المركز".
أضاف عن شعوره ورد فعله تجاه ما حدث "حسنًا، أستطيع تفهم الأمر .. ميسي هو النجم ويجب أن يستمع له ولكن لا
يمكن أن تكون الأمور هكذا، لقد سجلت أيضًا عديد الأهداف للبارسا وقدمت
مستوى ممتاز على الملعب. لا يُمكن أن يجعل فريق كامل يتأقلم على لاعب
واحد، أعني .. إن كان ذلك هو الوضع، فلماذا بحق الجحيم اشتراني؟ هل دفع كل
تلك الأموال ليخنقني كلاعب؟ كان يجب على جوارديولا أن يُفكر بنا نحن
الإثنين وليس ميسي فقط".
وقال حول الأجواء داخل النادي خاصة الإدارة "الأجواء
داخل النادي كانت بالتأكيد متوترة للغاية، لقد كنت الصفقة الأغلى للنادي
ولم يكن شعوري جيدًا في الخطة الجديدة وذلك سيكون مُكلفًا كثيرًا
للنادي. جاء إلي تكسيكي بيجيرشتاين المدير الرياضي للنادي وقال لي "اذهب
إلى جوارديولا وتحدث معه، استوضح منه"، لم أكن أحبذ فعل ذلك لأني لاعب
محترف أرضى بمركزي لكن قلت له حسنًا سأذهب وأفعل".
إبرا أضاف "أحد أصدقائي قال لي "إبرا، في البارسا اشتروا سيارة فيراري لكن قادوها
مثل الفيات"، فكرت لحظتها واقتنعت أن تلك قد تكون حجة مناسبة للحديث مع
المدرب .. جوارديولا جعل مني لاعبًا بسيطًا وعاديًا وقلل من أهميتي وذلك
خسارة للفريق ككل".
اللاعب انتقل للحديث عن المقابلة المصيرية مع المدرب الإسباني والتي لعبت الدور الأكبر في رحيله عن الفريق، قال "ذهبت إلى جوارديولا، كان على أرض الملعب خلال التدريبات وكنت متيقنًا من شيء وهو أنني لست ذاهبًا للقتال معه، وبدأ الحديث ....
إبرا: لا أريد أن أتشاجر معك ولا أريد أن أبدأ حربًا معك، أريد فقط النقاش معك
إبرا يصف رد فعل المدرب قائلًا "أومأ برأسه ولكني لاحظت بعض الخوف والاضطراب في عيونه فكررت ما ذكرته
قائلًا "إن كنت تظن أني قادم للشجار سأنصرف فورًا، لقد جئت للحديث فقط".
جوارديولا: حسنًا، أنا أحب الحديث مع اللاعبين.
إبرا: أنت لا تستغل كل قدراتي، إن كنت تريد مجرد هداف للفريق كان بإمكانك التعاقد مع إنزاجي أو أي
لاعب مثله. أنا أريد المساحة وأريد أن أكون حرًا، لا أستطيع أن أجري في
الملعب أمامًا وخلفًا فقط. أنا أزن 98 باوند ولا أمتلك القوة البدنية
لفعل ذلك.
جوارديولا: أعتقد أنك تستطيع اللعب بتلك الطريقة.
إبرا:
لا، الأفضل أن تُجلسني على مقاعد البدلاء ولك مني كامل الاحترام وسأتفهم
الأمر تمامًا لكن لا يُمكنك أن تُضحي بي لصالح لاعبين آخرين. هذا لن
يُجدي نفعًا وأنت هكذا تتصرف كأنك اشتريت سيارة فيراري وقدتها كالفيات.
جوارديولا أومأ مجددًا وقال: حسنًا، ربما كان ذلك خطأ. تلك هي مشكلتي وسأحلها.
في الحلقة القادمة
- أحداث ما قبل وبعد مواجهة الإنتر
- ما الذي حدث بعد مباراة فياريال؟
- قصة إبرا مع الألعاب الألكترونية ؟
|
السويدي قال عن مشاعره بعد تلك المحادثة "لقد شعرت بسعادة كبيرة وصدّقت حقًا أنه سيُصلح الأمور لكن ما حدث أنه
جمّدني وكان بالكاد ينظر إلي لكن تلك الأمور لا تهمني، لا تهمني حقًا.
رغم ذلك ورغم أني واصلت اللعب في نفس المركز إلا أنني تألقت مجددًا وسجلت
الكثير من الأهداف وإن لم تكن مثل أهدافي الرائعة في إيطاليا لأن إبرا
كادابرا اختفى".
إبرا انتقل للحديث عن مباراة الآرسنال في دوري الأبطال التي أقيمت في لندن، قال عنها "جاءت مباراة الآرسنال في ملعب الإمارات، كانت الأجواء مشتعلة. لعبنا 20
دقيقة رائعة وسجلت هدفين جميلين. لم أكن أفكر بجوارديولا وقتها ولم أهتم
به بل كنت أجري .. فقط أجري، المدرب أخرجني من الملعب وآرسنال تمكن من
تعديل النتيجة بعدها .. كان تصرفًا أحمقًا منه".
وتابع متحدثًا عن علاقته مع المدرب "تعرضت بعد ذلك للإصابة والطبيعي أن يهتم المدربون بذلك لأن إصابة
زلاتان مؤثر سلبي خطير على أي فريق ولكن جوارديولا كان باردًا كالثلج ولم
يقل لي شيئًا. توقفت لثلاثة أسابيع وخلالها لم يأت مرة واحدة ليقول لي
"كيف أنت زلاتان؟ هل تستطيع لعب المباراة القادمة؟"، إنه حتى لم يُلق علي
تحية الصباح وكنت كلما أدخل غرفة يخرج منها .. تجاهله أصابني بالجنون،
ما الذي حدث؟ ولماذا هذا؟ سألت نفسي .. هل فعلت شيئًا خاطئًا ؟ هل أنا
غريب عن الفريق؟ كدت أجن وكنت أفكر بذلك يوميًا ولم أستطع النوم من
التفكير".
اللاعب يُضيف "فكّرت
بالأمر مليًا وفي النهاية أدركت أني سعيد بكراهية جوارديولا لي لأني أحب
الانتقام، ولكن في النهاية فقدت تركيزي وبدأت أتوجه للاعبين وأتحدث معهم
وأسألهم عن الأمر لكني لم أتلق أي إجابات. قررت الحديث مع تيري هنري فهو
أفضل هداف في المنتخب الفرنسي ومازال يحتفظ بتألقه وفي نفس الوقت هو على
مقاعد البدلاء ولديه مشاكل مع جوارديولا. قلته له "جوارديولا لا يقوم
بتحيتي، هو فقط ينظر إلي عيوني. ما الذي قد يكون حدث؟، فأجاب "لا أعرف".
ومن ثم بدأنا نتبادل المزاح حول الأمر حتى أن هنري سألني في التدريب ذات
يوم "هل نظر إليك اليوم؟" قلت له "لا، لقد حظئت برؤيته من الخلف فقط"،
فأجاب "تهانينا، تلك خطوة للأمام"، وتبادلنا الضحكات وقد ساعدني ذلك
قليلًا لكني كنت متوترًا حقًا وقد سألت نفسي مرارًا .. ما الذي حدث؟ بماذا
أخطأت؟ لكن لم أتلق أية إجابات سوى أنني أدركت أن سبب ذلك البرود هو
حديثي معه بشأن مركزي في الملعب ولا يوجد تفسير مختلف وقد أرضاني ذلك
!!".
النجم السويدي واصل "كنت أريد مواجهته ولكن
كلما نظرت إلى عينيه كان يهرب مني، بدا خائفًا ومرتبكًا. كان باستطاعتي
أن أحدد موعدًا للحديث معه ولكني لم أعتد فعل ذلك أبدًا ولن أفعله، فقد
توسلت إليه بما يكفي وتلك كانت مشكلته وليست مشكلتي .. أعتقد أنه غير
قادر على التعامل مع الشخصيات القوية بل يُريد أطفال مدرسة لطفاء بل
الأسوأ من ذلك أنه يهرب من مشاكله ولم يكن يجرؤ على النظر في عيونهم وهذا
ما جعل الأمر أسوأ .. الأمور ساءت أكثر".
إبرا أوضح "جاءت
حادثة البراكين في إيسلندا وتوقفت رحلات الطيران ووقتها اقترح أحدهم أن
ُنسافر إلى ميلانو لمواجهة الإنتر في دوري الأبطال بالقاطرة (الباص)،
كانت تبدو فكرة جيدة لكنها كانت في الحقيقة كارثية لأن الرحلة استغرقت
16 ساعة وقد وصلنا ميلانو مرهقين للغاية. كانت مباراتنا الأهم في الموسم
فهي نصف نهائي دوري الأبطال وقد استعددت لها جيدًا وكذلك للصافرات
والهستيريا التي ستكون ضدي في ملعب سان سيرو .. بيتي القديم، لكن لن تكون
تلك مشكلة بل بالعكس أمور كتلك تُحفزني أكثر وقد توقعت أن يُضيق
جوارديولا الخناق على مورينهو خلال اللقاء".
نتوقف
هنا، الحلقة القادمة تبدأ بالحديث عن مورينهو وموقعة الإنتر وتتضمن أحداث
الليلة العاصفة عقب مباراة فياريال، انتظروا الحلقة الأكثر إثارة في الفصل
الأول .....