لاتحزن
في خضم هذه الحياة في ظلمتها في شدتها واهوالها عند حزنها وكروبها تغلق
الابواب فتذرف الاعين وتتقاطر الدمع انهارا فيذبل الورد وتتساقط اوراق
الشجر وفينكسر الغصن ويجف رحيق الزهرة فيموت النحل الذي يجني لنا العسل
فساد الصمت وتكلم أنين القلب فهل ارجعت كل هذه ما قد فقد منا وهل ارجع
النهر إلى مصبه وهل اوقفنا الشمس عن المغيب اذن الحياة مستمرة وتستمر سنة
الحياة في خلقه غدو ورواح أناس تذهب وآخرون يأتوا فلا تحزني ذلك الحزن ولا
تذرفي الدموع ولا توقفي عجلة الزمن أناس حزنت فزاد حزنها حزناً...! هل
مازلت ايها الشخص حزين ؟؟ فإليك اقول لاتحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما
نفعك شيئا .. فقدت عزيز فحزنت فلم يعد للحياة؟! مات والدك فحزنت .. فهل عاد
حيا ؟! خسرت تجارتك فحزنت .. فهل عادت الخسائر ؟ رسبت في دراستك..فحزنت
فهل نحجت بحزنك؟
لاتحزن
إن كنت فقيرا فغيرك محبوس في دين .. وإن كنت لاتملك وسيلة نقل .. فسواك
مبتور القدمين .. وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء
من سنوات .. وإن فقدت ولدا .. فسواك فقد عددا من الأولاد في حادث واحد ..
لاتحزن: إن أذنبت فتوب .. وإن أسأت فأستغفر .. وإن أخطأت فأصلح .. فالرحمة
واسعه .. والباب مفتوح .. والغفران جم .. والتوبة مقبوله ..
لاتحزن
لأن القضاء مفروغ منه .. والمقدور واقع .. والأقلام جفت .. والصحف طويت ..
وكل أمر مستقر .. فحزنك لايقدم للواقع شيئا ولا يؤخر .. ولايزيد ولا ينقص
..
لاتحزن
فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك .. فلا تنفق أيامك في الحزن .. وتبذر
لياليك في الهم .. وتوزع ساعاتك على الغم.. ولاتسرف في إضاعةحياتك .. فإن الله لايحب المسرفين ..
لاتحزن
وأنت تملك الدعاء....،وتجيد الانطراح على عتبات الربوبيه،.....وتحسن
المسكنه على أبواب ملك الملوك......،ومعك الثلث الأخير من الليل....،ولديك
ساعة تمريغ الجبين في السجود....
لاتحزن
فأنت تشرب الماء الزلال .. وتستنشق الهواء الطلق .. وتمشي على قدميك معافى .. وتنام ليلك آمنا ..
الانسان ثمرة الطاعة والمحبة .. كل مطيع لله مستأنس . كل عاص لله مستوحش....
لا تحزن
لأن الحزن يزعجك من الماضي ، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك
لا تحزن
لان الحزن يقبض له القلب ، ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح ، ويتلاشى معه الأمل
لا تحزن
لان الحزن يسرُّ العدو ، ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد ، ويغيِّر عليك الحقائق
لا تحزن
لأن الحزن مخاصمة للقضاء ، وخروج على الأنس ونقمة على النعمة
لا تحزن
لأن الحزن لا يردُّ مفقوداً ، ولا يبعث ميتاً ، ولا يردُّ قدراً ، ولا يجلب نفعاً
لا تـــحــــزن
فالحزن من الشيطان ، والحزن يأس جاثم وفقر حاضر ، وقنوط دائم وإحباط محقق وفشل ذريع
لا تحزن
لانك تُقلق أعصابك ، وتهزُّ كيانك وتتعب قلبك وتُسهر ليلك
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ
لا تحزن
على ما فاتك ، فإنه عندك نعماً كثيره ، فكِّر في نعم الله الجليلة ، وفي
أياديه الجزيلة ، وأشكره على هذه النعم ، قال تعالى " وإن تعدوا نعمة الله
لا تحصوها "
لا تحزن
وأكثر من الاستغفار ، فإن ربك غفّار " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً
يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم
أنهاراً "
لا تحزن
فإن المرض يزول ، والمصاب يحول ، والذنب يُغفر ، والدَّيْن يُقضى ، والمحبوس يُفك ، والغائب يَقدم ، والعاصي يتوب ، والفقير يَغتني
لا تحزن
ولا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا
حياةً ولا نشوراً ولا ثواباً ولا عقاباً ،، وقديماً قيل : من راقب الناس
مات همَّاً
لا تحزن
ما دمت تُحسن إلى الناس ، فإنَّ الإحسان إلى الناس طريق السعادة
لا تحزن
فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، والسيئة بمثِلها
لا تحزن
فإنت من روَّاد التوحيد ، وحملة لواء الله ، وأهل القبلة ، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فعندك خير وأنت لا تدري
لا تحزن
فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك " عجباً لأمر
المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سرَّاء فشكر
كان خيراً له وإن اصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له "
لا تحزن
فإن هناك أسباباً تُسهِّل المصائب على المُصاب
من ذلك :
1- إنتظار الأجر والمثوبة من عند الله " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " .
2- رؤية المصابين من حولك .
3- إن المصيبة أسهل من غيرها .
4- أنها ليست في دين العبد .
5- إن الخيره لله رب العالمين " وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .... "
لا تحزن
وعندك القرآن والذكر والدعاء والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع المثمر
لا تحزن
ولا تستسلم للحزن عن طريق الفراغ والعطاله ولكن صَل وسبِّح وأقرأ وأكتب وأعمل وأستقبل وتأمَّل
لا تحزن
ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ، والليل البهيم كيف ينجلي ، والعاصفة كيف
تهدأ ؟ إذاً فشدائدك إلى رخـاء وعيشك إلى صفاء ومستقبلك إلى نعماء ، إن شاء
الله
لا تحزن
ولكن إذا بارت بك الحيل وضاقت عليك السُّبل وأنتهت الآمال وتقطعت بك الحبال فنادي وقل :يا الله
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فأهتف وقل :يا الله
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فنادي وقل :يا الله
إذا ضاق صدرك واستعسرت أمورك فنادي وقل :يا الله