رسالة ُ ُ الي بغـدادْ
بغدادْ .. بغدادُ يا املي ويا المي واحزاني
ووجداني..
بغداد يا صوتاً يردد صـدي احزاني،
ويرفع فوق صوت الآهات قصيدتـي ..
بغدادُ لا تتألمي،
بغدادُ لا تستسلمي،
اني لأجلكِ صامدُ ُ، اروي ترابكِ والفراتَ
من قصاصات القصائد ومن دمـي ..
بغدادُ، مشتاقُ ُ انا والشوق يحرق
اضلعي ..
بغدادُ مجروحُ ُ انا، والعربُ يشرب من
دمي ..
بغداد هيا تكلمي، لا تصمتي.
فالصمت يٌلهِبٌ ادمعـي ..
بغداد لا تخفي وقولي انكِ من كل شئٍ قد مللتِ،
من كلِ حكام العرب!!
من كل حفلات الطرب!!
من كل عربيٍ يخون الخبز والزيتون والعنب..
من كل لوحات السلام العاهرة، ومن كل انواع الكذب!! ..
بغدادُ، كيف يغتالكِ العرب امام اعين العربْ ؟!! ..
بغدادُ اقسم انني، يوماً سأحكي للصغار وللكبار
عن كل ذلاتِ العرب..
سأصّورُ التاريخ مجزرةَ، للعربِ ضد العربْ..
بغدادُ، يكفيكِ جراحا
انتي الأميرة،ُ لا يجوز بأن تبقي ضحيه..
بغداد اي عصر هذا الذي يقتل النحلاتِ في
قلب الخليـه؟ ..
بغدادُ، أَتُرانا رجعنا الي عصرِ الجاهليه؟ ..
حيث التوحشُ .. والتخلفُ .. والوضاعة ُ ..
حيث الرضيعُ هنا ينام علي اصواتِ البندقيه!! ..
حتي ورود البيلسـان هنا يغتالها اثرُ الشظيه..
حتي حماماتُ السلام ..
حتي الفراشاتُ النيام ..
حتي الزهورُ.. والعطورُ ..
كلها تحت الظلامْ ..
والطيور في موطني تحلّق للخلف لا للأمـام!! ..
بغداد، قد مات العرب..
الآنَ، قد مات العرب.
بغدادُ، اكتب اليكِ في عزّ المي واشتياقي ِ ..
بغدادُ ايتها الحبيبة ُ،
ليتكِ تبصرينَ حالي من بعد الفراق ِ ..
لكنني يوما سأرجع،ٍ
مهما طال بي انتظاري..
وانا اُغني في حبور وانبهـار،
الآن قد طلع النهار..
الآن قد رحل الدمار ..
الآن سنعيد بغدادَ عماراً في عمار ..
اهلاً .. بعيد .. الانتصار.
اهلاً .. بعيد .. الانتصار.
..