أودينيزي ضد الميلان كان طابع
اللقاء حذرًا في بدايته بين فريقين يتنافسان على مراكز القمة في الدوري
الإيطالي، ففشل أي منهما في اختراق دفاع الآخر و كان استواحذهما على الكرة
سلبيًا، ما دفع الجناح الأيمن التشيلي الدولي ماوريتسيو إيسلا لمحاولة
الضرب من بعيد بتسديدة قوية للغاية كانت أولى الفرص الخطيرة في اللقاء، إلا
أن الكرة مرت في الدقيقة الـ 14 فوق القائم الأيسر لمرمى ماركو أميليا
بقليل.
لكن سرعان ما استثار أودينيزي بعدما ابتلع الميلان فخ
استدراجه لدقائق من الاستحواذ السلبي على الكرة، فظهرت ثغرات أتاحت
لأودينيزي مهاجمة الروسُّونيري بالمرتدات التي أثبتت خطورة أصحاب الأرض
طيلة الشوط الأول و تمكن من خلالها قائد الفريق و هداف الدوري الإيطالي
أنتونيو دي ناتالي من تسجيل هدف السبق في الدقيقة 18 من عمر اللقاء.
و
جاء الهدف عبر هجمة رائعة للغاية شهدت تمريرات من لمسات واحدة بدءً من
ميكيلِّي باتسيينزا في خط الوسط مرورًا بماوريتسيو إيسلا الذي حولها إلى دي
ناتالي على حدود منطقة الجزاء، ليتبادل "توتو" التمرير مع السويسري جيلسون
فيرنانديز ثم يسدد كرة عبقرية من لمسة واحدة من داخل منطقة الجزاء سكنت
الزاوية اليُمنى من مرمى ماركو أميليا.
كاد الهدف الثاني يأتي
لمصلحة أودينيزي في الدقيقة 24 عبر هجمة مرتدة سريعة أخرى انتهت عند إيسلا
الذي توغل إلى داخل منطقة الجزاء و سدد كرة أرضية استطاع أميليا الإمساك
بها في الوقت المناسب، كما حاول دي ناتالي تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة
34 من هجمة مرتدة أخرى مرر له على إثرها إيسلا كرة بينية من اليسار إلى
اليمين داخل منطقة الجزاء، ليسدد "الكابوكانونييري" كرة أرضية من مكان خطير
افتقدت للدقة فمرت بجوا القائم الأيمن لمرمى أبطال إيطاليا.
استفاق
الميلان في نهاية الشوط الأول و أغلق المنافذ على هجوم أودينيزي، لكن بقيت
مهمة اختراق منطقة الجزاء و التسديد من داخلها مستحيلة على الفريق الذي
افتقد لهدافه و نجمه الأول الموقوف زلاتان إبراهيموفيتش، فتنواب كلارنس
سيدورف و فيليب ميكسيس على تسديد كرات قوية من مسافات بعيدة لم تسبب أي
مشاكل للحارس السلوفيني الدولي المتألق سمير هاندانوفيتش الذي تصدى لكلتا
التسديدتين بنجاح، لينهي أصحاب الضيافة الشوط الأول بالتفوق بهدف دون رد
على حساب ضيوفهم.
في الشوط الثاني ظل الميلان تائهًا و ظل أودينيزي
يشكل خطورة كبيرة بهجماته المرتدة، إلا أن ما تغير كان تفنن لاعبي أودينيزي
في إضاعة محاولات سهلة للغاية خلال 30 دقيقة منها تلك التي أتيحت لدي
ناتالي في الدقيقة 63 بعد أن اخترق بابلو أرميرو دفاع الميلان و سدد كرة
قوية من خارج منطقة الجزاء اصطدمت بميكسيس، لترتد إلى دي ناتالي غير
المراقب و الذي سدد الكرة باستهتار من على حدود منطق الجزاء بجوار القائم
الأيمن.
أما أبرز أبرز تلك الفرص كانت تلك أضاعها أودينيزي في
الدقيقة 74 بعد أن اخترق بابلو أرميرو الجهة اليسرى للميلان و مرر كرة
بينية للمدافع المنفرد بأميليا ماوريتسيو دوميدزي، إلا أن الأخير سدد كرة
أرضية ضعيفة تمكن أميليا من إنقاذها بنجاح.
و مع ضياع تلك الفرصة
السهلة و خروج دي ناتالي و نزول أنتونيو فلورو فلوريس عوضًا عنه، و من
قبلها خروج ماوريتسيو إيسلا ما جعل بابلو أرميرو مهاجمًا، استغل مدرب
الميلان ماسِّيميليانو أليجري الأمر فأقحم ماكسي لوبيز و اعتمد على إجنازيو
أباتي، جمال مصباح و كريم الشعراوي للانطلاق في المساحات الشاهقة على
أطراف أودينيزي، ما أتى بالهدف التعديل في الدقيقة 77 إثر هجمة من الجهة
اليُسرى قادها الشعراوي الذي سدد من خارج ممنطقة الجزاء كرة مقوسة فشل
هاندانوفيتش في التصدي لها بالأسلوب الأمثل، لترتد إلى ماكسي لوبيز الذي
وضع الكرة في الشباك الخالية.
أخطأ ماوريتسيو دوميدزي في الدقيقة 78
داخل منطقة الجزاء لينفرد الشعراوي بهاندانوفيتش الذي أبعد الكرة من أمام
الإيطالي - المصري، لتعود إلى روبينيو الذي سدد كرة رعناء استطاع دوميدزي
اللحاق بها و تصحيح خطئه بإبعادها من على خط المرمى، و مع انطلاقة هجومية
أخرى لم تكلل بهدف إثر انطلاقة أرميرو في الدقيقة 84 و تسديدة قوية من خارج
منطقة الجزاء تصدى لها أميليا، سجل الميلان الهدف الثاني في الدقيقة 85
بعد أن حصل أباتي على الكرة ليمرر كرة أمامية في الجهة اليُمنى لغير
المتسلل ماكسي لوبيز و الذي رد الهدية للشعراوي ممررًا له كرة عرضية مثالية
وضعها الشاب الموهوب داخل شباك هاندانوفيتش بيمناه.
حاول أودينيز
تدارك ما فاته فشن الفريق الهجمة تلو الأخرى، إلا أن أميليا تصدى باقتدار
لجميع محاولة الفريق الفريولاني ليقتنص الميلان فوزًا صعبًا للغاية و يحصل
على ثلاث نقاط غالية للغاية وضعته في صدارة الدوري الإيطالي برصيد 47 نقطة
بفارق نطتين عن اليوفنتوس صاحب المركز الثاني الذي يمتلك مباراتين مؤجلتين و
بفارق ست نقاط عن أودينيزي الذي بقي في المركز الرابع و فشل في استعادته
من لاتسيو الذي انتصر يوم الخميس على تشيزينا بثلاثية لهدفين في مباراة
دراماتيكية أخرى.