أزمــة الأخ ـلآق ..! ♥ بِسْمِ آلله آلرَحْمَنْ آلرَحِيِمْ
وَ آلسَلآمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ آلله وَ بَرَكَآتُهْ
الحمدُ لله، والصلاةُ و السلام على رسولِ الله ، وبعد :
وَإِنَّمَا الْأُمَمُ الْأَخْلاَقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاَقُهُمْ ذَهَبُوا
لو تأملنا في العصر الذي بُعِث فيه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكنا لاحظنا أمرًا عجيبًا ،
هو أنَّ أكثر الناس لم يكن لديهم دِين ينظِّم حياتهم ، لكن كانت عندَهم منظومة مِن مكارم الأخلاق؛
مثل: الصِّدق والأمانة، والوفاء بالعهود والعقود، والكرم والنجدة وغيرها، وقد توارثوها كابرًا
عن كابر، فصارتْ ثقافة تتناقلها الأجيال وتعتزُّ بها، وينتقصون مَن لا يُقيمها، بل يُعيِّرون مَن
لا يلتزم بها، حتى أحجم أبو سفيان أن يكذبَ على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حينما لاحتْ له
فرصةٌ يريد أن يطعنَ في عِرْضه من خلالها، أو يشوِّه سمعته كخصم لدود، أحجم عن ذلك حتى
لا يُؤثر الناسُ عنه كذبًا، وكان حينها على الكُفر ولم يؤمنْ بالله تعالى بعدُ!
أما الآن نُلاحظ أنَّ الأمة في وقتِنا الراهن تُعاني من ضعْف، إنْ لم يكن انعدامًا في القِيم والأخلاق
على كافَّة المستويات، فهناك أزمةٌ أخلاقية بين الحُكَّام والمحكومين، والرئيس ومرؤوسيه، وبين
المدير والعاملين، وبين المعلِّم وطلاَّبه، وبين التاجر والمشتري، وبيْن الرَّجُل والمرأة وأولاده،
وأرْحامه وجِيرانه.
و من مظاهر هذه الأزمة الأخلاقية
* انتشار ظاهرة الكذِب وغياب الصِّدق في الحديث إلاَّ عند القليل ممَّن رحِم الله، وقليل ما هم
* غياب الوفاء بالوعود والعهود، وقلَّة الوفاء بالمواثيق والعقود
* انتشار ظاهرة خيانة الأمانة في الأموال والأعراض
* انتشار الحسَد والحِقد والغِل بيْن المسلمين
* الحلف بالأيمان الكاذِبة لإحقاق باطلٍ أو إبطال حق
* التهاون بالصلاة والتهاون بأمْر الله ونهيه
برأيك ما هي الأسباب الكامنه وراء الأزمة الأخلاقية ؟
لماذا ساءتْ أحوال المسلمين ..؟
و اشتدَّتْ عليهم المِحن والابتلاءات ..؟
و لماذا أصبح المسلِمون هدفًا للأعداء ..؟
هل هي بسببِ عدم الخوف مِن الآخرة ونسيان
الموت وما بعْدَه مِن عذاب القبْر أو ثوابه، ونسيان الحِساب والجنَّة
والنار، فصار أكثرُ الناس لا يخافون الله ولا يستحيون منه، واستطاعوا أن
يَخدَعوا الناس ويتلاعَبون بهم بكلِّ سُهولة؛ ممَّا شجَّعهم على ممارسةِ
المزيد مِن أصناف الأخلاق السيِّئة، وهم يظنُّون أنهم يحقِّقون إنجازاتٍ
كبيرة، يستحقُّون الاحترام والتقدير عليها، خاصَّة في ظل سكوت الصالحين،
وتشجيع المنتفِعين
بإنتظآر تفآعلكم ..
و بارك الله فيكم ..