بعد تأجل
حسم ريال مدريد لورقة ترشحه للدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا أمام
سيسكا موسكو لمباراة الإياب بمبلغ برنابيو لتخاذله في الدقائق الأخيرة على
ملعب لوجينكي ليتمكن ويرنبلوم من تسجيل هدف التعديل في الدقيقة الأخيرة من
الوقت المحتسب بدل من ضائع، لينتهي اللقاء بالتعادل 1/1.
رونالدو كاد يكرر الفوز الأخير لريال مدريد على الأراضي الروسية حين سجل رونالدو البرازيلي هدف الفوز في مرمى لوكوموتيف موسكو برأسية قوية لكن
عقدة سيسكا للأندية الإسبانية استمرت بهذا التعادل حيث فشل ديبورتيفو
لاكرونيا، برشلونة وإشبيلية في مناسبات سابقة من الانتصار على الفريق صاحب
الألوان الزرقاء والحمراء، وها هو الريال يُعاني الأمرين وعلى أرضية متعرجة
ومليئة بالمشاكل والعيوب والتي تسببت في إصابة المهاجم الدولي الفرنسي
"كريم بنزيمة" مطلع اللقاء.
والآن سنحلل المباراة في عدد من النقاط الفنية والتكتيكية على هيئة إيجابيات وسلبية....إيجابيات | الجودة
الهجومية والدفاعية الكبيرتين لكريستيانو رونالدو من الدقيقة الأولى وحتى
الدقيقة الأخيرة من المباراة، كريستيانو ساند الهجوم بكل ما يملك من قوة
سواء على الطرف الأيسر مع كونتيراو وكاليخون أو في العمق بتمريرات بينية
أكثر من رائعة لزملائه، وكان هو مفتاح لعب الريال في الهجوم، والمثير أنه
كان حين يفقد الكرة يعود للخلف لاسترجاعها ووضحت فطنته العالية في أكثر من
لقطة بعودته للجهة اليمنى لمساعدة أربيلوا للتصدي للهجمات التي كانت تشن
عليه باستمرار من جهته.. رونالدو كان علامة فارقة في أداء الريال اليوم
وأتصور أنه الأفضل على الاطلاق.
تركيز
سيسكا موسكو على ضعف الأطراف الدفاعية لريال مدريد، ففي بداية المباراة
ركز توزيتش وألدونين على اختراق الطرف الأيمن ناحية أربيلوا، وفي الدقيقة
السابعة كاد سيسكا يسجل الهدف الأول بعد تمريرة نموذجية من ألدونين ذهبت
للمهاجم زاجويف لكنه وضع الكرة من لمسة واحدة بضربة مزدوجة ذهبت جوار
القائم الأيمن، وبسبب قوة الطرف الأيسر بفضل أحمد موسى وثم سيسكو أوليسيه
استطاع سيسكا الحصول على أكثر من فرصة للتسجيل في الشوط الثاني إلى أن تمكن
من إحراز هدف التعديل بفضل خطأ حصل عليه من جهة كونتيراو.
القوة
التي تمتع بها خط دفاع سيسكا موسكو أمام بنزيمة ثم هيجوين وكاكا ومنعهم
من الاختراق وتسجيل الأهداف، فكانت أغلب محاولات الريال تأتي من لاعبي
الوسط "كريستيانو وكاييخون"، وهنا يجب الإشادة بالثنائي اجناشيفيتش
وأليكسي بيريزوتسكي.تغيير المدير الفني لنادي سيسكا موسكو "ليونيد سلوتسكي"
لخطته في الربع الأخير من المباراة وقت تأخره بهدف كريستيانو رونالدو،
حيث حَول طريقة اللعب من 4-2-3-1 لـ4-3-3 حين قام بالدفع بالثلاثي الهجومي
"هوندا، أوليسيه، نيتسيد" بدلاً من ثنائي الوسط الذي استنفذت قواهما
كثيراً خلال الشوط الأول "ألدونين وتوزيتش"، ليصبح لدى المدرب سلوتسكي
"دومبي، دزاجوييف، أوليسيه، هوندا ونيتسيد" ما جعل منطقة جزاء الريال
تمتليء بالمهاجمين كلما شن الفريق الروسي أي هجمة على مرمى كاسياس.
روسيا
دائماً ولادة بحراس المرمى الموهوبين، من ليف ياشين وداساييف وصولاً
بأكينفيف وها هو سيرجي تشيقوف يتألق ضد ريال مدريد، فحتى إذا كان هو الحارس
الثالث في صفوف الفريق فهذا لم يمنعه من تقديم كل ما يمتلكه لحماية
عرينه، والهدف الوحيد لا يُسأل عنه، لكنه أحد أهم الإيجابيات فرغم أنه لعب
أربع مباريات فقط هذا الموسم في الدوري الروسي إلا أن هذا لم يؤثر على
معنوياته وكان دافعاً قوياً لتقديم أداءً متميزاً أمام رفاق كريستيانو،
وكانت من أهم الفرص التي تصدى لها تصويبة كاييخون وسامي خضيرة في لعبة
واحدة بردة فعل تستحق التصفيق.
سلبيات |
الأطراف
الدفاعية لريال مدريد لازالت تعاني أمام السرعات الكبيرة للخصوم، ولم
يتمكن مورينيو من غلق تلك الثغرات حيث لم يستعن بمارسيليو أو كارفاليو،
وكنت أشعر وأن رونالدو وكاييخون وخضيرة يعودون للمساندة من وقت لآخر كنوع
من تأدية الواجب فقط، ما أدى لفقدانهم التركيز المطلوب في اللحظات الأخيرة
من المباراة ليفقدوا الكرة أمام ضغط سيسكا الذي سيطر واستفاد من ركلة حرة
غير مباشرة ليسجل التعديل.
الإنكماش
المبالغ فيه من ريال مدريد خلال المباراة خاصةً طيلة أحداث الشوط الثاني
والتركيز على إعادة أوزيل، تشابي وخضيرة للكرة إلى الخلف وقت تعرضهم للضغط
من لاعبي وسط سيسكا، والعمل على شن الهجمات المضادة والاحتفاظ بالهدف
الوحيد الذي سجله كريستيانو رونالدو، فلم يدفع مورينيو كما سبق وأشرت
بلاعبين على الأطراف لغلق أكثر المناطق معاناة في ريال مدريد أنما قام
بالدفع براؤول ألبيول ثم ريكاردو كاكا في الوقت الذي كان يقدم خلاله
كاييخون عمل جيد مع رونالدو، ما دفع مدرب سيسكا لاستغلال هذه الحالة
الفنية المتراجعة للريال بإنزال ثلاثة لاعبين أصحاب نزعة هجومية كبيرة
للضغط والاستحواذ على الكرة.
الرعونة
والاستهتار بالخصم كانت أهم سلبيات ريال مدريد، فلم يستغل الفريق الهجمات
الكثيرة التي اتيحت له أمام المرمى وقتل المباراة لصالحه، فقد أهدر
كاييخون وأهدر خضيرة وأهدر كاكا إنفراد قبل هدف سيسكا بأقل من دقيقة، وفي
الدقيقة 88 تقريباً صوب رونالدو كرة غريبة ومتسرعة من على خط الـ18 ذهبت
جوار القائم كان بإمكانه التعامل معها بجدية أكبر من ذلك.
ضعف
تمريرات لاعبي وسط وهجوم سيسكا لبعضهم بعض، بالإضافة لسوء التحركات بدون
كرة لبعضهم بعض، وبدء الهجمة ببطء من الخلف للأمام، وهذه السلبيات إذا
استمرت ستساعد الريال على تلقينهم درس لن ينسوه في لقاء الإياب على ملعب
سنتياجو برنابيو الذي يحظى بأرضية أفضل من أرضية ملعب نهائي أبطال أوروبا
2008 "لوجينكي".