ست بحاجة هذه المره الي استحضار أدوات الكتابه ،وترتيب
أفكاري .وعمل الطقوس اللازمة المتلازمة دوما عندما اود ان
أكتب ما يدور بخلدي .فعندما يكون الحديث عن الوطن بآلامه
وآماله فلا حاجه الي ذلك كله ...
قبل عام كان الشعب المصري يتفق في غالبيه مجمله علي
ثقافه تسمي ثقافة (الالتصاق بالحائط) بل ان هناك من ذاد
علي ذلك بان ذاد علي هذه الثقافه برسم خطا داخل الحائط
ليتواري عن أنظار الجميع .
كان الأمل في غد أفضل لا يراه الا من رزق بخيال واسع وقليل
ماهم فالأمور تسير من سيئ الي أسوأ .حتي اتت الثورة
فرأينا منها عجبا .فلقد هدم الحائط وشطب الخط وانطلقت
الألسنة لتعبر عما جثم علي الصدور من بعد صمت غلفها
عقود من الزمن .وتقدمت الصدور العارية لتتلقي طلقات الظلم
برضا لا نظير له .رأينا اسم مصر عاليا خفاقا تنطقه كل
التوجهات وكل التيارات ..لم نري انتماء ولا ميل الا لمصر ..لم
نفرق بين قبطي ومسلم الا أثناء الصلاة .وحتي في هذا رأينا
اروع المشاهد حين صب القبطي علي المسلم الماء ليتوضأ
فتقام الصلاة فيتقدم المسلمين صوب قبلتهم ويتأخر الأقباط
لحراستهم ..هكذا رأينا ..الهدف واحد والهتاف واحد حتي
تحقق الهدف فماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟؟
تغيرت الهتافات فصارت تعبر عن التوجهات والمصالح وكما
انطلقت الافواه انطلقت ايضا الاحزاب بمسميات جديده
تناسب الظرف القائم ....وتوقف العمل الثوري عند سقوط
راس النظام ولكننا رأينا أن النظام يعمل بكفاءة عالية وبحرفية
أعلي مما امتاز بها من قبل فما تحقق من أهداف الثورة هو
ازالة وجه طالما ألفناه وألفنا من كثرة ما مكث معنا .حتي
ظهرت مصطلحات جديدة اصبحت تؤرق (حزب الكنبة )كما
يطلقون عليه.أو الأغلبية الصامتة ..كالدستور الذي لم يعرف
عنه هؤلاء شيء ،والنظام البرلماني والرئاسي أو البرلماني
الرئاسي وحكومة الانقاذ والكثير الذي شق علي هؤلاء فهمه
وانا لا أقول بأني من طليعة الثوار المفجرين لها او حتي
الداعين لها او ممن حمل جسده أحد دلالاتها .لا ..بل ربما اكون
ممن جلس علي الكنبة ..ولكن للجلوس احيانا فائدة تجعلك
تري مالا يراه الكثير من الفرق المتناحره في ميدان السياسة
لقد أصبحت الأغلبية الصامتة هي الهدف الأول الذي يسعي
اليه كل هؤلاء حتي يصلوا الي الكراسي الحكم ..ان هذه
الأغلبية تتسم بالبساطة وأحيانا السذاجة فهي دائما ما كانت
مسرح يلعب عليه كل هذه التوجهات لكسب تأييدهم في
الماضي والحاضر ..أما الماضي فكانت عملية تكميلية واحيانا
تجميلية ليس أكثر ..ولكن يجب أن تلعب الادوار وان كان
معروف سلفا من سيستلم الجائزة ؟؟؟
اما الآن فيجب أن يبذل الممثلين مجهود اكبر وابتكار أساليب
من الترغيب فما رأينا من خلال الانتخابات الماضية يثبت صحة
ما نقول ولسنا بحاجة أن نؤكد أن من صنع الثورة هم الشباب
بصدقهم واخلاصهم وحماسهم ورغبتهم في التغيير .الا أنهم
صنعوها لغيرهم .فما رأينا طليعتهم تشارك في صناعة
مستقبل البلد الذي ضحوا من أجله .انما رأينا نجوما أخري
تتلألأ في سماء الفضائيات .فتحركت الكاميرات هنا وهناك في
اروقة المجلس حتي راينا العجب العجاب وتوالت اللقاءات
والتأملات وانزوي الشباب وحوصر بالعمالة تارة والتمويل تارة
أخري .أما الأغلبية الصامتة فلم تغير رأيها وارتضت ان تكون
المسرح الدائم في الماضي والحاضر وسلمت الجائزة ايضا
هذه المرة لمن أدي دور اكبر ومجهود أعظم .وعلي الرغم من
كل هذا مازلنا نري أن الغد أفضل فيكفي ان صنعت الثورة فينا
وداخلنا الأمل الذي كان وسد في التراب دفينا لعقود طويلة
.والامل يتعلق بهذه الأغلبية الصامتة أن تتحول من هذا
المسرح الدائم الي عمل علي الأرض يغير واقعها وواقعنا
جميعا .............