كَتَبَ اللَّهُ 4 (20)كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ(21)
قال الإمام ابن كثير رحمه الله :كتب القوي العزيز أنه الغالب لأعدائه, وهذا قدر محكم وأمر مبرم، أن العاقبة والنصرة للمؤمنين في الدنيا والآخرة.
نعلم ان كثيرا من الناس ما يزالون يلفون لفتهم و يدورون دورتهم زاعمين المزاعم و قائلين لنا الاعذار الغثة و الحجج الواهية ضاربين لنا الامثال في غير اماكنها يريدون ابلاغنا ان نصر الله لنا لا بد له من شروط يحددونها بزمان و مكان و مقدرات يجب توفرها لدينا أولا فنرى أنها شروط تعجيزية لا يمكن ان تكون لنا خلال الالف عام القادمة على احسن تقدير و نقول لهم ان نصر الله واضح كما نعلمه :
1- التوكل على الله وحده :
قال تعالى : (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) ان النصر من عند الله وحده و ليس من عملنا نحن .
2-الايمان :
قال تعالى ((9)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )الايمان بالله و رسوله و الجهاد في سبيل الله بالاموال و الانفس و عندما نفعل هذا فان الله يعدنا -ووعد الله حق لا محاله- بالجنة و هي الفوز الاعظم و الاهم لاي انسان و هذا وعد للاخرة و يظهر لنا وعد الدنيا الذي تخاذل عنه المتخاذلون و يقول الله عنه انه ما يحب المؤمنون ان يكون لهم و هي (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ) هل مر دعاة الخنوع على هذه الاية ؟؟
3- النصرة لله :
((13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14) )
و قال تعالى : ((6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7))
كيف تكون النصرة لله : كقوله: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } [ الحج : 40 ]، فإن الجزاء من جنس العمل, قال بن عباس رضي الله عنه : { ياأيها الذين آمنوا } بمحمد عليه الصلاة والسلام و القرآن { إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ } إن تنصروا نبي الله محمداً عليه الصلاة والسلام بالقتال مع العدو ينصركم الله بالغلبة على العدو { وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } في الحرب لكي لا تزول , و قال الامام الطبراني : أي إن تَنصُروا دينَ اللهِ ونبيَّهُ صلى الله عليه وسلم ينصُرْكُم بالتوفيقِ والكفاية والإظهار على الأعداءِ عندَ القتالِ بتقوِيَةِ قُلوبكم
و ان شاء الله في الفصل القادم ساورد لماذا نحن اليوم من الخاسرين
(20)كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ(21)