واليوم
"السبت" الموافق الثالث من مارس، ستفتتح مباريات الجولة الـ27 من الدوري
الإنجليزي بمعركة تكسير العظام التي ستجمع ليفربول بآرسنال في قلعة أنفيلد
روود، حيث سيدخل المهول المباراة ومعنويات لاعبيه في عنان السماء بعد
انتهاء السنوات العجاف بمعانقة كأس الكارلينج التي تحققت بالفوز بشق الأنفس
على كارديف سيتي بفضل ركلات الجزاء يوم الأحد الماضي.
وحال آرسنال
لا يختلف كثيراً عن المنافس، لا سيما بعد الفوز التاريخي على العدو الأزلي
توتنهام بخماسية مقابل اثنين في نفس يوم تتويج الزعيم بكأس الكارلينج، ما
يعني أن اللقاء سيشهد إثارة غير متوقعة خصوصاً وأن كلا الفريقين سيبحث عن
الفوز لتعزيز موقفه في جدول الترتيب العام، حيث يحتل الفريق اللندني
المرتبة الرابعة بفارق الأهداف فقط عن جاره في الغرب تشيلسي، فيما سيفعل
ليفربول المستحيل لحصد النقاط الثلاث التي ستقربه من المراكز الأربعة
الأولى، إذ أنه يتواجد في المركز السابع بـ39 نقطة متأخراً عن آرسنال بسبع
نقاط كاملة، لكنه لديه مباراة مؤجلة من الجولة الـ26 مع الأخوة الأعداء
–إيفرتون- هذا الشهر.
وبهذه المناسبة، قرر فريق عمل القسم الإنجليزي
لجول.كوم أن يستعرض مع زواره الكرام أهم خمس مباريات شهدت إثارة ومتعة بين
العملاقين، في السابق أي منذ عقود كانت ظروف الفريقان مختلفة، حيث كانا
يتقابلان في وضعيات متباينة ومتناقضة، فتارة يكون ليفربول في القمة وآرسنال
لا يعيش أبهى أيامه والعكس صحيح، وعلى سبيل المثال هناك فوز مسجل لآرسنال
بنتيجة 8/1 وآخر بنصف دستة أهداف، وفي المقابل انتصارين لليفربول بخماسية
للاشيء وخماسية لهدفين، مع الوضع في الاعتبار أن أول لقاء جمعهما انتهى
لمصلحة المهول بنتيجة 5/0 في تاريخ 28 أكتوبر عام 1893.
لكن في
السنوات الأخيرة تقارب مستواهما كثيراً وأصبحت الإثارة هي عنوان الأول لكل
لقاءتهما سواء في الدوري أو الكأس أو حتى دوري أبطال أوروبا،
والآن سنلقي الضوء على أهم خمس مباريات إثارة وتشويق من وجهة فريق عمل القسم الإنجليزي على الأقل خلال الـ20 سنة الماضية.
صعقة الزعيم التقى ليفربول بآرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2007-2008،
وذلك بعد أن أطاح الأول بالإنتر –بطل إيطاليا آنذاك- من دور الـ16 بالفوز
في مجموع المباراتين بثلاثية نظيفة، وكان آرسنال قد أجهز على النصف الثاني
للإنتر في مدينة ميلانو –ميلان- وأخرجه من نفس الدور بالفوز في سان سيرو
بهدفي فابريجاس وأديبايور، ليتقابل الكبيران في دور الثمانية وينتهي لقاء
الذهاب في الإيماريتس بالتعادل الإيجابي 1-1، ويأتي موعد الإياب الذي شهد
إثارة استثنائية خصوصاً في الدقائق الأخيرة عندما توقع الجميع أن آرسنال
حسم بطاقة العبور بعد أن أدرك أديبايور هدف التعادل لآرسنال في الدقيقة 84،
لكن الرد جاء قاسياً من جيرارد وبابل اللذين أحرزا ثالث ورابع أهداف
المهول وسط ذهول فينجر الذي ذهبت أحلامه أدراج الرياح في أقل من دقيقتين،
ليترك المدفعجية الطريق أمام الحُمر لمواصلة مسيرتهم في بطولة عمالقة
أوروبا.
الوحش المرعب في موسم 2006/2007، أوقعت قرعة الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية
الإنجليزية المحترفة آرسنال في طريق ليفربول، وفي اليوم التاسع لعام 2007
حل الفريق اللندني –بالصف الثاني- ضيفاً على ملعب أنفيلد روود لمواجهة
ليفربول بقيادة الزعيم جيرارد، لكن لأن باتيستا الذي كان معاراً من ريال
مدريد لنهاية ذلك الموسم كان أشبه بالرجل الخارق، نجح في تدمير دفاعات
ليفربول ودك حصونهم بأربعة أهداف من إجمالي ستة أهداف فاز بهم آرسنال مقابل
ثلاثة لأصحاب الأرض الذين تخلت عنهم الجماهير قبل انتهاء المباراة في مشهد
لم يحدث من قبل.
الغزال الخارق من المرات النادرة، أقيمت قمة إنجليزية خالصة يوم جمعة...وكان الزمان
الموافق التابع من أبريل 2004 والمكان ملعب "الهيبوري" حيث كان لقاء آرسنال
بقيادة المدمر "هنري" أمام ليفربول بقيادة جيرارد ومايكل أوين قبل أن يرحل
إلى الريال الملكي، وعلى غير المتوقع بدأ اللقاء بهدف للمدافع الأسطوري
سامي هيبيا لكن الرد جاء سريعاً عن طريق الغزال، لكن أوين كان له رأياً
آخراً حين وقع على الهدف الثاني قبل الذهاب إلى غرف خلع الملابس.
ومع
بداية الشوط الثاني وقع ملك المتابعات روبير بيريز على هدف التعديل،
ليأتي الدور على هنري "ليدمر" مدافعي ليفربول الذين عجزوا على إيقافه وهو
يمر من المدافع تلو الآخر إلى أن انفرد بالمرمى وأحرز ثالث الأهداف وقبل أن
ينتهي اللقاء ترك بصمته الثالثة والرابعة لفريقه في ليلة صرخ فيها المعلق
الشهير عصام الشوالي وقال "نام يا كاراجر نام".
نهائي القاتل البريء بعد فوز ليفربول بكأس الكارلينج على حساب بيرمنجهام في ركلات الجزاء
الترجيحية في فبراير 2001، وقبل أقل من أسبوع على مواجهة ديبورتيفو ألافيس
الإسباني في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي –الدوري الأوروبي حالياً-، تقابل
ليفربول مع آرسنال في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب الألفية
الجديدة في ويلز، ويومها ظل الفريق اللندني متقدماً بهدف نظيف إلى أن شعر
الجميع بأن المباراة ستنتهي بتلك النتيجة، لكن المدرب الفرنسي جيرار هوليه
فاجأ مواطنه فينجر بإشراك مايكل أوين الذي أحرز هدفان غير بهما مسار الكأس
من شمال لندن إلى شمال غرب إنجلترا حيث مقر ليفربول الذي فاز بعد ذلك على
منافسه الإسباني في النهائي الأوروبي بنتيجة 5/4 وأنهى الموسم بثلاثية
تاريخية أكملها بالفوز على مانشستر يونايتد بنتيجة 2/1 في مباراة الدرع
الخيرية.
وبسبب تألق مايكل أوين في ذلك العام تم منحه جائزة أفضل
لاعب في القارة العجوز لأول مرة بعد أسطورة ليفربول كيفن كيجن الذي فاز
بنفس الجائزة في سبيعنيات القرن الماضي.
هدية الدب الروسي للشياطين في الأسبوع الـ33 لموسم 2008-2009 كان الصراع على أشده بين ليفربول
ومانشستر يونايتد على لقب البريميرليج، فقد كانت الصدارة للأخير بـ71 نقطة
بفارق نقطة واحدة عن الوصيف –ليفربول-، وجاء موعد قمة أنفيلد روود بين صاحب
الأرض وضيفه آرسنال الذي كان منفراً بالمركز الرابع وبعيداً كل البعيد عن
المنافسة، ويومها ملئت جماهير المهول جنبات قلعتهم التاريخية على أمل إقصاء
المدفعجية ومواصلة الضغط على رجال فيرجسون المفترض أنهم سيفترسون قطط
سندرلاند في اليوم التالي للقمة، وإذا بآرشافين يعلن عن نفسه وبكل قوة بهدف
مباغت قبل انتهاء الشوط ليرد عليه النينيو بهدف التعادل وبن عيون بهدف
ثاني، لكن آرشا "الأعجوبة" عاد مرة ثانية وثالثة ورابعة بأهداف ما زالت
ملعقة في أذهان عشاق البطولة الإنجليزية، وفي الأخير انتهى اللقاء بالتعادل
الإيجابي بأربعة أهداف في كل شبكة، وفي اليوم التالي ضرب الشياطين القطط
السوداء بثنائية منحته الصدارة بفارق ثلاث نقاط عن ليفربول الذي كان يبحث
عن اللقب الغائب منذ 18 عاماً.
.