أخلاق الرسول ________________
من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله
وإياك أختي الكريمة عزيزة نفس شكر الله مرورك
رد : من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله
14- رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمة : يقول الله تعالى في محكم
تنزيله : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم }" التوبة "
فبأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم كم كان رؤوفاً رحيماً بأمته حريصاً على
هدايتها حتى إن الله تعالى قال له لما رأى من شدة حرصه على هداية أمته
وبذله ما يستطيع من جهود لتحقيق ذلك وهم لا يستجيبون لدعوته فخاطبه سبحانه
بقوله : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } " الشعراء " أي أشفق على
نفسك أن تهلكها حسرة لعدم إيمانهم .
ورحمته هذه صلى الله عليه وسلم لم تكن مقتصرة على المؤمنين من أمته بل كانت
تشمل الكافرين منهم والمعرضين ، وكلنا يعلم ما تعرض له رسول الله صلى الله
عليه وسلم من إيذاء قومه له واستكبارهم على دعوته وهو صابر ماض في دعوته
مشفق عليهم أن يصيبهم الهلاك .................
وعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يدعو أهلها إلى الإسلام
قابلوه بأشنع رد وطردوه من ديارهم ولم يكتفوا بذلك بل سلطوا عليه صبيانهم
وسفهاءهم يرمونه بالحجارة حتى أصابوه وأدموه -صلى الله عليه وسلم- ولما خرج
من بينهم وركن إلى بستان قريب من ديارهم دعا ربه يستغيثه ويستنصره ، فنزل
من فوره جبريل عليه السلام معه ملك الجبال وقال له : ( إن الله قد سمع قول
قومك لك وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم
) وقال له ملك الجبال : ( يا محمد ذلك ، فما شئت ؟ إن شئت أطبقت عليهم
الأخشبين ) ، وهما جبلان محيطان بالطائف ، فما كان رده صلى الله عليه وسلم
وهو في هذه الحال الصعبة إلا أن قال : ( بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من
أصلابهم من يعند الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئاً ) " رواه البخاري ومسلم
"
15- حسن معاشرة الأهل والأولاد : عن حارثة الأنصاري عن عمرة قالت قلت
لعائشة : /كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله ؟ قالت : كان ألين
الناس ، وأكرم الناس ، وكان ضحاكاً بساماً / رواه سعد...، فمع أعباء
رسالته صلى الله عليه وسلم ومع كثرة مشاغله إلا أنه كان في بيته الزوج
المثالي والأب الرحيم ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فظاً
أو غليظ القلب بل كان يحادث أهله ويمازحهم ويلاعب أولاده وأحفاده صلى الله
عليه وسلم .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ، ثم يقوم من أجلي حتى
أكون أنا الذي أنصرف ..........
ولما قدم بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيهم الأقرع بن
حابس ، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن ، فقال : أتقبله ،
والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( من لا يرحم لا يرحم ) " رواه البخاري " وفي رواية أنه قال
له : ( ما أملك إن نزع الله الرحمة من قلبك ؟ )..
يتبع00000
من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله
16- لطف معشر الرسول : كان الرسول صلى الله عليه وسلم موصوفاً بلطف معشره
لأهله وصحابته ومن حوله ، فكنت تراه يلاعب أطفال المسلمين ويحادثهم ،
ويمازح أصحابه وأهله وكان في ذلك كله لا يفعل إلا حقاً ولا يقول إلا حقاً 0
عن النعمان بن بشير قال :استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع
صوت عائشة عالياً على رسول الله ، فلما دخل تناولها ليلطمها ، وقال : ألا
أراك ترفعين صوتك علة رسول الله !! ، فجعل النبي يحجزه ، وخرج أبو بكر
مغضباً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر : ( كيف
رأيتني أنقذتك من الرجل ؟ ) فمكث أبو بكر أياماً ثم استأذن على رسول الله
فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما : أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما ،
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( قد فعلنا ، قد فعلنا ) " رواه أبو
داوود "
وبينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يسير في بعض أسواق المدينة رأى زاهر
بن حزام وهو صحابي يشتري بعض الأمتعة ، فاقترب من ورائه واحتضنه من غير أن
يراه ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من يشتري مني هذا العبد ؟ ) فالتفت
زاهر خلفه فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضحك وقال : تجدني
كاسداً يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكن عند الله
لست بكاسد أو قال : ولكن عند الله أنت غال ) " رواه أحمد "
17- حنكة الرسول صلى الله عليه وسلم وذكاؤه : الفطنة هي من صفات الرسل
عليهم السلام ومن واجباتهم ، وذلك لإلزام الخصوم وإبطال دعاويهم ودحض حججهم
، وطريق الدعوةإلى الله هو طريق شاق وطويل قد تعترضه عقبات ومشاكل كثيرة
تحتاج من صاحبها إلى سعة عقل وحنكة وحسن تدبير ، وقد تميزت مواقف الرسول
صلى الله عليه وسلم في كل أموره حياته بالحنكة والفطانة وحسن التدبير 0000
ومن مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم هذه ما قبل البعثة في قضية التحكيم
المعروفة ، حيث إن قريشاً كانت قد قررت إعادة بناء الكعبة وكان عمر النبي
صلى الله عليه وسلم حينها خمساً وثلاثين سنة ، ولما بلغوا في بنائهم موضع
الحجر الأسود ، اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه واستمر النزاع بينهم
أربع ليال أو خمساً ، واشتد النزاع حتى كاد يتحول إلى حرب في أرض الحرم ،
إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم
أول داخل من باب المسجد فارتضوه ، وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فلما رأوه هتفوا : هذا الأمين رضيناه ، هذا محمد فلما
انتهى إليهم وأخبروه الخبر طلب رداء فوضع الحجر وسطه ، وطلب من رؤساء
القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعاً بأطراف الرداء وأمرهم أن يرفعوه ، حتى
إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في مكانه ، فكان حلاً حصيفاً رضي به
القوم
18- مجانبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأخلاق السيئة :لقد ربى الله رسوله
صلى الله عليه وسلم على محاسن الأخلاق وأرفعها ، وجنبه كل سيء من الأخلاق
فكملت صفاته وعلت درجته عند الله والناس ، ونتحدث هنا عن مجانبة الرسول صلى
الله عليه وسلم للأخلاق السيئة ؛ فقد تحدث الصحابة عن أخلاقه صلى الله
عليه وسلم ووصفوا شمائله ، وتحدثوا عن مجانبته لخوارم المروءة وسيء الأخلاق
، فكان مما قالوا : ( لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في
الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ) " رواه الترمذي "
ويصف هند بن أبي هالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة ، ولا
يتكلم في غير حاجة ، طويل السكوت ، يتكلم بجوامع الكلم فصلاً لا فضول فبه
ولا تقصير ، دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين ، يعظم النعمة وإن دقت ، لا يذم
شيئاً ، ولم يكن يذم ذواقاً طعاماً ولا يمدحه ، ولا يغضب لنفسه 0000
اللهم إنا نسألك أن تخلقنا بأخلاق حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم
فتتحلى بما كان يتحلى به ونبتعد عما كان يجتنبه صلى الله عليه وسلم 0
19- فضل الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : قال الله تعلى : { إن
الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليماً } " الأحزاب "
والأحاديث في فضلها والأمر بها أكثر من أن تحصر 0
قال صلى الله عليه وسلم : ( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ) " أخرجه مسلم "
وقال صلى الله عليه وسلم : ( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي ) " الترمذي "
انتهى بعون الله