شكلت
المقارنة بين منتخبي إسبانيا وألمانيا جدلاً واسعاً بين متابعي ونقاد كرة
القدم منذ نهائي بطولة أوروبا 2008، لتستمر وبقوة أكثر بعد نهاية كأس
العالم الماضية في 2010 وإقصاء الإسبان للناسيونال مانشافت من نصف نهائي
البطولة رغم تقديم الألمان عروضاً خيالية خلال مشوارهم فيها.
وما زالت
المقارنة مستمرة إلى الآن مع إعتراف ضمني من معظم المتابعين في المرحلة
السابقة بأفضلية طفيفة للافوريا روخا، و مع اقتراب موعد انطلاق كأس الأمم
الأوروبية الصيف المقبل ازدادت سخونة هذه المقارنات، وبدأت تسمع ولو على
استحياء أصوات تعلن نهاية زمن التفوق الإسباني وبداية سيطرة الكرة
الألمانية على عالم المستديرة من جديد.في هذا المقال
سأحاول إعطاء تقييمي الشخصي، وبالأرقام، للاعبي المنتخبين في مختلف
الخطوط في سبيل الحصول على علامة نظرية تعكس بشكلٍ موضوعي توزيع القوى
حالياً بين الفريقين . علامات التقييم تتألف من 20 نقطة ستتوزع كالآتي:
- 6 نقاط لقوة الخط الخلفي للفريق بما في ذلك الحارس، وذلك لما يشكله الخط الخلفي من أهمية كبرى في تركيبة أي فريق.
- 5 نقاط لكلٍ من خطي الوسط والهجوم.
- 4 نقاط لقدرات المدربين و الانسجام والترابط بين مختلف صفوف الفريق.
حراسة المرمى و الدفاع | 6 نقاط:لا
شك أن كلاً من المنتخبين الإسباني والألماني يملك اسماُ كبيراً جداً في
حراسة عرينه، فالألمان يمتلكون مانويل نوير حارس مرمى البايرن، أفضل لاعب
في البوندسليجا الموسم الماضي وصاحب أغلى صفقة إنتقال لحارس مرمى في تاريخ
ألمانيا، والذي يثبت يوماً بعد يوم أنه صاحب قدرات فنية وتمرس كبير بين
الخشبات الثلاث.
أما قائد منتخب لا فوريا روخا و أسطورة حراسة
المرمى الإسبانية والعالمية إيكر كاسياس فالحديث يطول عن إمكانياته الفذة
وخبراته الواسعة وإنجازاته العظيمة، إذ فاز بمعظم الالقاب الممكنة على
صعيدي الأندية والمنتخبات، كما حصد الكثير من الجوائز الفردية، منها فوزه
أربع مرات بجائزة أفضل حارس في العالم من قبل الإتحاد العالمي للإحصاء
وإختياره في تشكيلة الفيفا المثالية لأربع مناسبات وفي تشكيلة الاتحاد
الأوروبي خمس مرات.
كخلاصة،
أستطيع الاستنتاج أن مركز حراسة المرمى هو من نقاط القوة الكبيرة لدى
المنتخبين، فنوير وكاسياس اثنين من أفضل الحراس في العالم وهما متقاربان
جداً في المستوى، لكن عامل الخبرة المهم جداً لدى حراس المرمى يمنح أفضلية
بسيطة لكاسياس على حساب الألماني الشاب.
بالانتقال إلى خط الدفاع
الذي لا يعتبر أفضل خطوط المنتخبين حالياً بالرغم من تشكيله عنصر قوة
لديهما، يبدو أن المنتخب الاسباني والذي كان وما يزال يحظى بدفاع مميز
يعاني حالياً من تراجع نوعاً ما في خطه الخلفي الذي كان يعتبر نقطة قوة
كبيرة له في الماضي، وذلك بسبب تراجع مستوى جيرار بيكي وتأثر لياقة كارلس
بويول بعامل التقدم في العمر، إلا أنه بالرغم من ذلك يبقى دفاع إسبانيا من
أفضل الدفاعات في العالم، فمدافعا برشلونة ورغم بعض التراجع في مستواهما
إلا أنهما ما زالا من أفضل مدافعي العالم، هذا بالإضافة إلى تواجد سيرخيو
راموس المتألق مع ريال مدريد وصعود خوردي ألبا.
أما
على الجانب الألماني فهنالك العديد من العناصر الجيدة في الدفاع،
كبينيديكت هوفيديس، جيروم بواتنج، بير ميرتيساكر وهولغر بادشتوبر، إلا أن
صفة المدافع السوبر في ألمانيا لا تنطبق سوى على الظهير المتعدد المراكز
وقائد المنتخب فيليب لام، ومحور الدفاع ماتس هوملز المتألق مع ناديه
دورتموند والمطلوب من كبار أوروبا منذ مدة طويلة.
ويلاحظ
أن الفريقين متعادلين في قوة خط دفاعهم بعد أما على الجانب الألماني
فهنالك العديد من العناصر الجيدة في الدفاع، كبينيديكت هوفيديس، جيروم
بواتنج، بير ميرتيساكر وهولغر بادشتوبر، إلا أن صفة المدافع السوبر في
ألمانيا لا تنطبق سوى على الظهير المتعدد المراكز وقائد المنتخب فيليب لام،
ومحور الدفاع ماتس هوملز المتألق مع ناديه دورتموند والمطلوب من كبار
أوروبا منذ مدة طويلة.
يعني يصبح أما على الجانب الألماني فهنالك
العديد من العناصر الجيدة في الدفاع، كبينيديكت هوفيديس، جيروم بواتنج، بير
ميرتيساكر وهولغر بادشتوبر، إلا أن صفة المدافع السوبر في ألمانيا لا
تنطبق سوى على الظهير المتعدد المراكز وقائد المنتخب فيليب لام، ومحور
الدفاع ماتس هوملز المتألق مع ناديه دورتموند والمطلوب من كبار أوروبا منذ
مدة طويلة. ومن وجهة نظري أن الفريقين متعادلين تقريباً في قوة خط دفاعهم.
التقييم النهائي للخط الخلفي:ألمانيا: 5 من 6
إسبانيا: 5.25 من 6* الدفاع متساوٍ في التقييم لكن كاسياس حالياً أفضل بقليل من نوير
خط الوسط | 5 نقاط:خط
الوسط هو أقوى خطوط المنتخبين على الإطلاق، فكلاهما يمتلكان أقوى خطوط
الوسط بين كل منتخبات العالم وهو ما يمنحهما الأفضلية على باقي المنافسين.
فألمانيا
تمتلك الرائع شفاينشتايجر، ضابط إيقاع الفريق والمحافظ على توازنه،
بالإضافة إلى زميله سامي خضيرة نجم ريال مدريد الذي يعطي صلابةً وعمقاً
دفاعياً كبيراً لوسط المانشافت، فضلاً عن عدد كبير من النجوم المبدعين
القادرين على التنشيط الهجومي وفك شيفرات أعتى الدفاعات. فأسماء كمسعود
أوزيل، ماريو جوتسه، توماس مولر وماركو رويس تملك من الإمكانيات والمواهب
ما يجعلها قادرة على تقديم مختلف أنواع الحلول والدعم لمهاجمي المنتخب، هذا
بالإضافة للكثير من مواهب الوسط الاخرى التي تتفجر في البوندسليجا مؤخراً.
لكن
بالرغم من كل ما ذكر من إمكانيات وأسماء مرعبة في خط وسط المنتخب
الألماني، لا يبدو خط وسط المنتخب الأسباني أقل جودةً على الإطلاق، فالفريق
الأحمر يمتلك أفضل ثنائي لصناعة اللعب في العالم : تشافي هرنانديز وأندريس
إنييستا الغنيان عن التعريف، كما يمتلك بين صفوفه المايسترو تشابي ألونسو
والموهوب سيرخيو بوسكتيش، بالإضافة إلى أطراف نارية عبر المبدعين دافيد
سيلفا وخوان ماتا، ناهيك عن تواجد سيسك فابريجاس كورقة مهمة بيد المدرب
ديلبوسكي.
فضلاً عن أن وسط ميدان المنتخب الأسباني يمتلك ميزة
إضافية ترجح كفته على حساب وسط الألمان وهي التأقلم الكبير بين لاعبيه
الذين يلعبون مع بعضهم منذ فترة طويلة على عكس بعض لاعبي خط وسط المنتخب
الالماني الشباب والجدد نسبيياً على المنتخب.
التقييم النهائي لخط الوسط:إسبانيا: 5 من 5خط وسط بنوعية لاعبين استثنائية واستثنائية جداً
ألمانيا: 4.5 من 5مع الوقت، ستنضج المواهب الشابة وسيزداد تأقلم اللاعبين وانسجامهم بكل تأكيد
الهجوم | 5 نقاط:هجوم
المنتخبين يضم أسماء مميزة وقادرة في أي وقت على صناعة الفارق. فمن جهة
الإسبان وعلى الرغم من إصابة دافيد فيا واحتمال انخفاض مستواه بعد عودته،
وأداء فرناندو توريس المخيب منذ انتقاله إلى ناديه تشيلسي، إلا أن ديلبوسكي
يمتلك العديد من الخيارات الأخرى الجاهزة والتي تستطيع تقديم المطلوب في
خط الهجوم كفرناندو يورنتي، روبرتو سولدادو، ألفارو نيجريدو وحتى جناح
برشلونة بيدرو رودريغز، كما يمكنه إستخدام فابريجاس أو ماتا في الهجوم إن
اقتضى الأمر، ومن يدري فقد يفرض موهبة برشلونة الجديدة تيلو نفسه كخيار
هجومي إضافي لمدرب المنتخب الإسباني.
أما
المنتخب الألماني فيمتلك أسماء تقدم حالياً أفضل مواسمها، فمن الهداف
الخطير ماريو جوميز، إلى المخضرم ميروسلاف كلوزه المتألق بشكلٍ ملفت مع
لاتسيو، وصولاً إلى الأمير لوكاس بودولسكي الذي يقضي أجمل أيامه مع كولن،
بالإضافة لماركو رويس وتوماس مولر القادران على اللعب في المقدمة كما في خط
الوسط، يمتلك يواخيم لوف مجموعة متميزة من المهاجمين في أفضل حالاتهم
الفنية حالياً، والذين يلعبون مع بعضهم منذ فترة بعيدة، لا سيما الثلاثي
بودولسكي، جوميز وكلوزه، لذلك فالهجوم الألماني يتفوق حالياً على نظيره
الاسباني، حيث أن المهاجمين الألمان متألقين في الفترة الحالية.
التقييم النهائي لهجوم الفريقين:إسبانيا: 4 من 5في انتظار عودة فيا وتوريس إلى العطاء
ألمانيا: 4.25 من 5عناصر جيدة وتمر بأفضل مواسمها حاليًا
قدرات المدربين و الانسجام العام بين صفوف الفريق | 4 نقاط:الإسبان،
كما الألمان يمكنهم أن يكونوا مطمئنين بأن منتخبهم بين يدي مدرب محنك
وقادر على استخراج الأفضل من المجموعة التي يقودها . فديلبوسكي من جهته
مدرب خبير أثبت قدراته الفنية الكبيرة من خلال مسيرة مظفرة بالألقاب على
صعيدي الأندية والمنتخب، كما استطاع بحكمته أن يخلق جواً من اللّحمة بين
لاعبي المنتخب، ويسجّل له نجاحه بالتقريب بين لاعبي ريال مدريد وبرشلونة،
كما أن عناصر المنتخب الأسباني متجانسون في ما بينهم إلى حدٍ كبير بحكم
أنهم يلعبون إلى جانب بعضهم البعض منذ مدة طويلة، كما أن أغلبهم يأتي من
فريقي برشلونة وريال مدريد..
أما
من جهة المنتخب الألماني، فلا أحد في العالم يشكك في كفاءات لوف العالية
وقدرته على التعامل مع مختلف الظروف . فهو الذي أعطى للمنتخب الألماني
شخصية قوية وطريقة فريدة باللعب أصبحت تميزه عن الباقين، كما أن التجانس
بين المجموعة التي يعتمد عليها جيد، إلا أنه يبقى أقل من نظيره لدى المنتخب
الإسباني، وذلك بسبب اعتماد لوف على لاعبين آتين من أندية مختلفة، كما أن
هذه المجموعة بحكم صغر أعمار عناصرها لم تخض نفس عدد المباريات التي خاضته
المجموعة الإسبانية مع بعضها.
التقييم النهائي للمدربين و الإنسجام:إسبانيا: 3.75 من 4رغم أنه كبير جداً، إلا أن الانسجام غير مثالي في المنتخب الاسباني بسبب تأثره في بعض الأحيان بالنفور بين لاعبي برشلونة وريال مدريد
ألمانيا: 3.5 من 4قدرات لوف بنفس جودة قدرات ديلبوسكي ولكن الإنسجام بين عناصر الفريق أقل بقليل
النتيجة الإجمالية للمنتخبين | من 20 نقطة:المنتخب الإسباني: 5.25+5+4+3.75 =
18 من 20المنتخب الألماني: 5+4.5+4.25+3.5 =
17.25 من 20
تحليل النتيجة:إذن
وكما هو ظاهر من خلال النتيجة فالفريقان أقوياء جداً وعلى مختلف الأصعدة،
ولو أن أقوى صفوف الفريقان يبقى خط الوسط المرصّع بالنجوم من الطراز النادر
والنادر جداً، ومن النتيجة النهائية يتبيّن لنا أن المنتخب الأسباني ما
زال يمتلك أفضلية صغيرة على الورق مقارنةً بالمنتخب الألماني، لكن
الناسيونال مانشافت ليس بعيداً أبداً ويمكن له مع مرور الوقت وتطور بعض
نجومه الشباب أكثر وانسجام المجموعة التي تكونه بعد لعبها مباريات أكثر أن
يزيد قوةً مما قد يجعله يتخطى الإسبان في تقييم نظري كهذا في المستقبل .
أما
بالنسبة لمنتخب لا فوريا روخا فهو يمتلك تشكيلة رائعة جداً خاصةً في خط
الوسط، ولكن قدراته الهجومية حالياً في تراجع مع إصابة فيا وتراجع توريس،
كما أن هناك تراجع طفيف برأيي بقوة الدفاع لدى الأسبان وهو الأمر الذي قد
يتم تخطيه بسرعة مع عودة بيكي لمستواه مستقبلاً.
الفريقان سينافسان
بشراسة شديدة على بطولة أوروبا في الصيف كما هو معروف، وهذا التقييم وإن
أعطى أفضلية طفيفة للإسبان على الورق، إلا أن كرة القدم بالذات لا تعترف
إلا بالأداء والجهد المبذولين على أرض الملعب، ومن هذا المنظور يمكنني أن
أؤكد أنّ حظوظ المنتخبين متقاربة جداً للظفر بالمجد الأوروبي الصيف القادم.
هذا كان تقييمي الشخصي لقوة المنتخبين حالياً ككل،