السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خاطرة
اليوم خاصة بشئ اذا أكثرنا منه ضاعت حلاوة الصيام الموجودة في القلب, و
كسرة النفس الموجودة في القلب والتي يحبها الله و ضاع الهدوء والسكينة و
الايمانيات اللي يحييها الصيام في القلب من القرب الي الله و الاحساس ان
القلب ملوم وغير مشتت و هذا الشئ هو لا تفسد رمضانك بكثرة كلامك...
هناك مفهوم نريد أن نتفق عليه وهو أن:
العين
و الأذن بتدخل أشياء الي القلب... اتمني أن تكون حلوة فتملأ القلب
بايمانيات و أشياء جميلة عن الله تعالي.. فتملأ القلب الذي يشبه الوعاء
بالقرب من الله و تملأه بذكر الله و بالأنس بأي شئ يذكرنا بالله تعالي...
فيبدأ
اللسان بتفريغ ما في الفلب- زي ما بيقولوا اللي في قلبي علي لساني- فيبدأ
هذه الاناء المملوء بالقرب من الله و حب الله وذكره .. فيبدأ بشيئين اما أن
الكلام الذي يخرج يكون حلو اوي مثل ما في القلب بل أحلي.. فتسمعه الأذن
فتعيده للقلب و هو أحلي فيتقرب القلب أكثر لله و يشعر بحلاوة أكثر و يمتلأ
أكثر بحب الله...
أو أن هذا الكلام يخرج ليس حلو.. يخرج وبه غفلة عن
الله .. فيه لغو و سخرية... فتسمعه الأذن فيبدأ في تفريغ القلب من حلاوة
القرب من الله سبحانه وتعالي... يبدأ ان يفرغ القلب من الأثر الجميل الذي
تركه الصيام في القلب ألا وهي كسرة النقس والشعور بالقرب من الله والهدوء
وهو ما يسمي بالسكينة...
البني ادم عنده شهوة معرفة أخبار الناس و
سماع أسرارهم و انه يتكلم عن معلومة خاصة بانسان لا يعرفها باقي الناس و
انه يتكلم بكلمة تضحك حتي ولو كانت كذب أو أن يقول دعابة خفيفة وان كانت
سخرية... فكل هذه شهوات عند البني ادم و كل انسان يكثر كلامه هذا يقل عنده
الخير أو الكلام في الخير من كلام في الدين أو مساعدة الفقراء أو الأباء...
فيتوقف عن الكلام في الخير... ثم ينتقل الي الكلام في أشياء لا يرضي عنها الله.
وصيتي لكم:
عايزين نقلل الكلام شوية... و نمرر الكلام علي قلوبنا قبل ما يقوله اللسان...
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" من كان منكم يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا أو ليصمت"...
لو
سمحت لو أنت مؤمن بأن الله يسمعك ويراك... أرجوك لما تتكلم فكر في أن الله
هو أول من يسمعك... فأرجوك سمع الله كلام يحبه ولا يكرهه.
" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظُلم"
فارجوك
ربنا مش بيحب الكلام اللي مش كويس اللي فيه كلام عن انسان أو نقل أخبار او
افشاء أسرار أو سخرية أو استهزاء أو شكوي من الله تعالي للناس...
فأرجوك قلل كلامك و أكثر من الذكر... قلل كلامك و أكثر من التسبيح و الصلاة علي النبي...
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" ان من أحب الأ‘عمال الي الله سبحة الحديث... قيل ما سبحة الحديث؟ قال: الرجل يسبح والناس يتكلمون"
الناس يتكلمون وهو يسبح الله ويذكره.. لا ينسي الله وسط الناس...
"
سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله ........و رجل ذكر الله خاليا
ففاضت عيناه" يقول العلماء ان خاليا ليس شرطا أن يكون جالسا وحيدا... بل
انه حتي لو كان جالسا وسط الناس الا أنه يكون مع الله... فهو لا يري الا
الله و لا يذكر غير الله....
فأرجوك لا تفسد رمضانك بكثرة كلامك... عايزين نملأ قلوبنا و ألسنتنا بالذكر عشان ننتفع بالصيام....