في
إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، شهد ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو نهاية
دراماتيكية صادمة بإقصاء الإنتر على يد مارسيليا رغم انتصار الأفاعي بهدفين
لهدف، و ذلك بعد أن كان النيرادزوري قد خسروا في ملعب في لودروم بهدف نظيف
في اللحظات الأخيرة، في سيناريو تكرر إلى حد كبير مساء اليوم رغم الاكتساح
الهجومي الإيطالي.
بدأ مارسيليا
بالسيطرة على الكرة في الدقائق الأولى فسدد ماتيو فالبوينا في الدقيقة
الثانية من خارج منطقة الجزاء كرة تصدى لها جوليو سيزار، و ذهبت تسديدة
سليماني دياوارا برأسه إثر ركلة حرة نفذها فالبوينا بجوار القائم الأيمن.
إلا
أن النيرادزوري غير مسار الكرة تمامًأ و شن العديد من الهجمات على مرمى
الحارس الفرنسي الدولي ستيف مانداندا بدأت باختراق خافيير زانيتي للجبهة
اليسرى لأولمبيك مارسيليا ومن ثم لعبها عرضية لفيسلي شنايدر لكن كرته اصطدت
بالمدافع ثم مانداندا ليقف التوفيق في وجه الهولندي بغرابة شديدة في
الدقيقة الثامنة.
الفرصة الثانية لم تتأخر كثيرًا بعد عرضية من
شنايدر في الدقيقة الـ 13 لدييجو ميليتو الذي وجه الكرة بصدره ولكن الحارس
مانداندا تألق بشدة وأبعد الكرة لتضيع فرصة هدف مؤكد لأصحاب الأرض، فيما
عاد مارسيليا بعد خمس دقائق ليحاول من جديد عبر نجمه لويك ريمي الذي استغل
عرضية سيزار أثبيليويتا ليسدد بجوار القائم الأيمن لمرمى جوليو سيزار.
لكن،
و رغم بداية سريعة من كلا الطرفين، هدأت وتيرة المباراة بعد أن نظم
مارسيليا دفاعه إلى حد كبير و ظل الإنتر يستغل الجبهة اليُمنى الدفاعية
للفرنسيين بقيادة جيريمي موريل لشن هجمات لم تجد طريقًا لمنطقة العمليات،
لذا أراد شنايدر استغلال الفرصة في الدقيقة 45 حين نفذ ركلة حرة من خارج
منطقة الجزاء فسدد كرة قوية منخفضة الارتفاع استطاع مانداندا منعها من هز
شباك مرماه.
أنهى الإنتر
الشوط الأول بعرضية مايكون من الجهة اليُمنى و التي وصلت إلى داخل منطقة
الجزاء حيث المهاجم الأوروجواياني دييجو فورلان الذي سدد برأسه بجوار
القائم الأيسر، بينما في الشوط الثاني عاد الإنتر ليسيطر من جديد و عاد
مارسيليا ليدافع و يمنع أصحاب الضيافة من إتمام أي هجمة بنجاح.
ظهر
التوتر على لاعبي النيرادزوري مع مرور الوقت مما تسبب حتى في تمريرات
خاطئة غير مبررة عطلت رحلة بحث الأفعى عن شباك مانداندا، إلى أن وصلت
الدقيقة 72 حين أعاد مارسيليا الإحساس للإنتر بفرصة خطيرة للغاية كادت
تقلب الطاولة على رؤوس لاعبي المدرب كلاوديو رانييري.
حيث أرسل
ماتيو فالبوينا من الجهة اليُسرى ركلة حرة مباشرة داخل منطقة جزاء الإنتر
حولها ألو ديارا برأسه إلى تسديدة قوية للغاية باتجاه الزاوية اليُسرى
لمرمى النيرادزوري، إلا أن جوليو سيزار تصدى لمساعي المدافع الفرنسي الدولي
ليستفيق زملاؤه و يسجلوا الهدف الأول في الدقيقة 75 إثر ركلة ركنية تسببت
في ارتباك كبير بين لاعبي كلا الفريقين داخل منطقة جزاء مارسيليا إلى أن
وصلت إلى دييجو ميليتو الذي وضع الكرة من مسافة قريبة في مرمى مانداندا.
حاول
ميليتو تسجيل هدف الخلاص و الترشح لثمن النهائي من خارج منطقة الجزاء في
الدقيقة 81 بتسديدة مقوسة وجدت طريقها إلى أحضان مانداندا، قبل أن يبحث
الإنتر من جديد عن فرصة لهز الشباك صنعها لوسيو في الدقيقة 85 بعد أن أرسل
كرة من فوق دفاع منارسيليا وصلت إلى إستيبان كامبياسو في مواجهة مانداندا،
إلا أن "إل كوتشو" وضع الكرة فوق المرمى عوضًا عن وضعها في الشباك.
و
بينما انتظر الجميع تسجيل الهدف الثاني من جانب الإنتر، خطف مهاجم
مارسيليا برانداو في غفلة من الجميع هدفًا قاتلًا لصالح الفرنسيين في
الدقيقة الثانية من الوقت المضاف للشوط الثاني، عبر كرة طولية من الحارس
مانداندا وصلت لبرانداو داخل منطقة جزاء الأفاعي ليسدد على يسار سيزار كرة
وجدت طريقها للشباك.
و رغم طرد مانداندا و تسجيل جيامباولو بادزيني
هدفًا ثانيًا للإنتر في الدقيقة الأخيرة، لم يكن الفوز بنتيجة هدفين لهدف
كافيًا للإنتر لخطف التأهل من مارسيليا الذي استفاد من قانون الهدف خارج
الأرض ليعبر إلى الدور ربع النهائي، فيما خسر النيرادزوري آخر بطولة
يراهنون على لقبها هذا الموسم ليزداد وضعهم و وضع مدربهم كلاوديو رانييري
بالتحديد سوءً و صعوبة.