Getty
في
سهرة أوروبية استثنائية، نجح تشيلسي في تحقيق الفوز على ضيفه نابولي بأربعة
أهداف مقابل هدف في إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، ليترشح أسود غرب
لندن إلى دور الثمانية بالفوز في نتيجة المباراتين 5/4 ويبقي على آمال
الإنجليز في المعترك الأوروبي الكبير بعد خروج الثلاثي الكبير "مان يونايتد
والسيتي وآرسنال".
تشيلسي
دخل المباراة ومعنويات لاعبيه في عنان السماء بعد ترشحهم للدور ربع
النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب بيرمنجهام ثم الفوز على ستوك سيتي
في الدوري، ونفس الشيء بالنسبة للفريق الإيطالي المُنتشي بفوزه في آخر
ثلاث مباريات في الكالتشيو، الأمر الذي أعطى إثارة للقاء منذ أن أطلق الحكم
بريك صافرة بدء المعركة.
كما هو متوقع، بدأ اللقاء بضغط مكثف من
قبل المحليين على أمل إحراز هدف مُبكر يعيد الفريق إلى أجواء البطولة مرة
أخرى، وأيضاً لإرباك حسابات المنافس الذي جاء إلى غرب لندن وهدفه الأول منع
الأسود من زيارة شباك حارسه دي سانكتس، وظل الوضع كما هو عليه إلى أن
سُنحت الفرصة الأولى لستوريدج في الدقيقة 14 حين صوب من داخل منطقة الجزاء
وانتفض الحارس وأبعد الكرة إلى ركلة ركنية.
وبعد مرور الـ15 دقيقة
الأولى، بدأ رجال ماتازري يدخلون أجواء المباراة بفضل الانتشار الصحيح
للاعبيه في وسط الميدان وباللعب على العرضيات من اليمين واليسار، وجاء
التهديد الأول إثر تمريرة أرضية نموذجية من ماجيو من الجهة اليمنى حولها
كافاني بغرابة في الشباك من الخارج وهو على بعد خطوة من منطقة الست ياردات.
وكاد
نجم التانجو لافيتزي أن يقتل أحلام الجماهير اللندنية عندما تلقى تمريرة
من منتصف الملعب على إثرها انفرد بالحارس تشيك، لكنه تعامل برعونة مع الكرة
وسددها في جسد الحارس العملاق الذي خرج من مرماه في الوقت المناسب، قبل أن
يخلق زوينجا فرصة لنفسه بتوغل ناجح من الجهة اليسرى إلا أنه سدد في
النهاية فوق العارضة.
وفي منتصف الشوط هدأ إيقاع المباراة وانحصر
اللعب بشكل مبالغ فيه في وسط الملعب ولم تتاح فرص لكلا الفريقين إلى أن
أرسل السيليساو البرازيلي راميريش عرضية بيمناه من الجهة اليسرى وقابلها
الإيفواري ديديه دروجبا برأسه في مرمى الحارس دي سانكتس، لينفجر ملعب
ستامفورد بريدج من شدة فرحة الجماهير المحلية.
وبمجهود فردي يُحسد
عليه، نجح ستوريدج في المرور من الجهة اليمنى ومن ثم أرسل تمريرة عرضية في
ارتفاع قاتل على مدافعي نابولي، إلا ان المدافع كامبا جنارو وضع قدمه في
الوقت المناسب وأخرج الكرة لركلة ركنية قبل أن يودعها دروجبا في المرمى
الحارس المتواجد على الزاوية البعيدة، لينتهي بعدها الشوط الأول الجيد جداً
بتقدم البلوز بهدف نظيف.
ومع بداية الشوط الثاني، شعر الجميع بأن
هدف أصحاب الأرض يُطبخ على نار هادئة نظراً لاستحواذ إيسيان ولامبارد على
منطقة المناورات، وبالفعل جاء الهدف إثر عرضية من لامبارد من ركلة ركنية
حولها القائد جون تيري –العائد من الإصابة- برأسه في أصعب مكان على الحارس
دي سانكتس الذي حاول مع الكرة لكن دون جدوى، لتُعلن الدقيقة 47 عن تقدم
الاسود بثاني الهداف.
وعندما استشعر نجوم نابولي بالخطر، بدأ
لافيتزي ينشط في الجهة اليمنى وهامسيك في اليسرى الأمر الذي جعل تشيلسي في
وضعية دفاعية لتأمين النتيجة التي تضمن له التأهل لدور الثمانية.
وفي
ظل هذا الضغط الهائل، كان من الطبيعي أن يوقع الفريق الإيطالي على أولى
أهدافه، وجاء إثر هفوة من تيري الذي أخطأ في إبعاد الكرة عن منطقة الجزاء
لتصل إلى إنلير الذي هيأ الكرة على صدره ومن ثم أطلق قذيفة مزقت شباك
الحارس التشيكي الذي اكتفى بمشاهدة في شباكه.
وجاء الرد سريعاً من
البديل توريس الذي مرر الكرة للقادم من الخلف للأمام إيفانوفيتش ليطلق
قذيفة صاروخية أخرجها الحارس دي سانكتس بصعوبة بالغة، ليأتي الدور على
دروجبا الذي تسلم الكرة داخل منطقة الجزاء ثم سدد بيسراه في أقصى الزاوية
اليمنى، إلا أن الحارس المتألق دي سانكتس كان له رأياً آخراً وتصدى للكرة
وسط ذهول دي ماتيو الذي انتظر الكرة في الشباك الإيطالية.
وفي
الدقيقة 75 احتسب حكم المباراة ركلة جزاء للبلوز بعد ما لمس دوسينا الكرة
بيده داخل منطقة الجزاء، لينبري لها المتخصص لامبارد ويُحرز ثالث أهداف
فريقه ليتعادل الفريقين في نتيجة المباراتين.
وفي الدقائق الأخيرة
اشتعل اللقاء تماماً وتبادل الفريقان الهجمات على أمل إحراز هدف يُنهي
المباراة تماماً، حيث كانت أخطر الفرص تلك طالب فيها دروجبا باحتساب ركلة
جزاء لتعرضه لإعاقة من فابيو كانافارو داخل منطقة الجزاء، إلا أن الحكم
أشار باستمرار اللعب لينتهي الوقت الأصلي بثلاثية مقابل هدف لمصلحة تشيلسي
وتمتد المباراة لوقت إضافي مدته نصف ساعة على شوطين.
وفي الدقيقة
الثالثة من الوقت الإضافي الأول، كاد هامسيك أن يوقع على هدف نابولي الثاني
عندما حول تمريرة لافيتزي بتسديدة من لمسة واحدة بيمناه، لكن من سوء حظه
مرت الكرة بجوار القائم الأيمن لتشيك.
وقام دي ماتيو بإخراج جون
تيري الذي حل عليه التعب وأشرك مكانه بوسينجوا العائد من الإصابة، وذلك
لتخفيف الضغط على الدفاع الذي عانى الأمرين لأكثر من ثماني دقائق، وعلى عكس
سير اللقاء كاد تشيلسي أن يضع هدفه الرابع، لكن النينيو –سيء الحظ- سدد
الكرة في الشباك من الخارج لحظة خروج الحارس بالخطأ من مرماه.
وفي
الدقيقة الأخيرة من الوقت الاضافي الأول، أرسل دروجبا تمريرة أرضية حولها
الصربي إيفانوفيتش في مرمى الحارس دي سانكتس، ليتقدم الفريق اللندني برابع
الأهداف ويضع قدماً في دور الثمانية.
وفي
الوقت الاضافي الثاني سيطر اليأس على لاعبي نابولي لشعورهم بانتهاء
المباراة، أما نجوم تشيلسي فقد لعبت خبرة لاعبيه دوراً كبيراً في قتل
المباراة، ليتأهل الفريق اللندني إلى الدور ربع النهائي عن جدارة واستحقاق.