في
سهرة أوروبية استثنائية، نجح تشيلسي في تحقيق الفوز على ضيفه نابولي
بأربعة أهداف مقابل هدف في إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، ليترشح
أسود غرب لندن إلى دور الثمانية بالفوز في نتيجة المباراتين 5/4 ويبقي على
آمال الإنجليز في المعترك الأوروبي الكبير بعد خروج الثلاثي الكبير "مان
يونايتد والسيتي وآرسنال".
و
الآن إلى إيجابيات و سلبيات المباراة التي كانت بلا أدنى شك صراع جرينتا
ممزوج بمبارزة فنية بين المدربين كسب رهانها المدرب الإيطالي روبيرتو دي
ماتيو الذي أنقذ مشوار البلوز الأوروبي بقبوله هدية نظيره والتر مادزاري
الذي انكمش فريقه للدفاع فوقع دفاعه في المحظور و غاب هجومه ..
إيجابيات الفخ نُصِب بنجاح ..
|
|
مباراة مذهلة للغاية لراميريش على الرواق الأيسر مستغلًا عامل السرعة لحجب
كريستيان مادجيو عن مجريات اللقاء في الشوط الأول، إضافة لاستغلاله أخطاء
سالفاتوري أرونيكا الكارثية طيلة فترات المباراة، و معه يأتي ديدييه دروجبا
الذي استطاع وحده القيام بكل شيء في عمق دفاع نابولي مجبرًا باولو
كانافارو على ارتكاب أخطاء فادحة متوقعة في التمركز و البطء في التحرك.
بقيادة فرانك لامبارد و مايكل إيسيان، أظهر أغلب لاعبي تشيلسي رغبة هائلة
في التعويض و استطاعوا فرض الضغط الإيجابي دفاعًا و هجومًا في قلب مناطق
نابولي الذي عانى الأمرين في نقل الكرة من الدفاع للهجوم، و ربما تُعَد
حسنة دانييل ستوريدج في الشوط الأول هي الأداء الدفاعي الجيد الذي قدمه ضمن
منظومة ضغط دفاعي متقدم رجحت كفة البلوز على الأدزوري.
الحظ كاد يخدم نابولي بإصابة مادجيو، إلا أن دي ماتيو رد بحنكة هائلة.
إصابة مادجيو أجبرت مادزاري على إقحام أندريا دوسِّينا عوضًا عنه ليذهب إلى
اليسار و يأخذ خوان كاميلو زونيجا على اليمين، و هو ما وازن المباراة
قليلًا خلال الشوط الثاني بقوة دوسنا الدفاعية الذي استغل ضعف أداء ستوريدج
الهجومي و وقف في وجه المد الهجومي لبرانيسلاف إيفانوفيتش، و من جهة أخرى
كان زونيجا بسرعته و أفضليته الدفاعية على زميله مادجيو عاملًا مفيدًا
للوقوف في وجه راميريش.
إلا أن دي ماتيو قلب الطاولة على رأس نابولي بالتخلي عن ستوريدج و نزول
توريس و منح التعليمات بتقدم إيفانوفيتش دون حساب، ليلعب تشيلسي إلى حد
كبير بخطة 3-4-3 و يزداد الضغط الهجومي على الأطراف و يزيد معاناة نابولي
الذي استفاق لـ 20 دقيقة في الشوط الثاني.
صلابة دفاع تشيلسي بقيادة جون تيري أمام إدينسون كافاني الذي ذهب ضحية سوء
أداء فريقه الهجومي ليُجبر على الدخول في معركة بدنية مع تيري و دافيد
لويز كان من السهل توقع نتيجتها .. لصالح البلوز.
برانيسلاف إيفانوفيتش يستحق إشادة خاصة للغاية بوقوفه في وجه إزيكييل لافيدزي و إخراجه تمامًا من أجواء المباراة في أغلب فتراتها.
ليس فقط لأنه صاحب الهدف، لكن لولا تحركات جوخان إنلير الذي أفلت من مصيدة
تشيلسي كونه عناصر نابولي بدنيًا في الوسط بشكل عام و الأكثر نشاطًا في
مباراة اليوم بشكل خاص لما استطاع نابولي شن هجمة واحدة على مرمى تشيلسي!
دي ماتيو تفطن لعاملين رئيسيين: نقطة قوة نابولي الخفية و نقطة ضعف خفية
أيضًا و عمل عليهما .. الأولى هي والتر جارجانو العقل المدبر في الخفاء لكل
هجمات نابولي و قد نجح في احتوائه نهائيًا، و الثانية هي ضعف نابولي في
الألعاب الهوائية على الصعيد الدفاعي و ذلك لا بد أنه كان أحد دوافع تركيز
هجوم البلوز تشيلسي على الأطراف لإرسال العرضيات إلى دروجبا، و هو ما نجح و
بدا جليًا في هدفي الفيل الإيفواري و جون تيري.
سلبيات و هؤلاء هم الضحايا ..
|
|
السلبية
الأولى و الأهم منذ البداية حتى النهاية كانت مبالغة المدرب والتر مادزاري
في تعليماته الواضحة لنابولي التراجع للخلف و عدم الاندفاع حتى في
المرتدات، فمثل هذه المباراة بعد التقدم ذهابًا بثلاثية لهدف لا يجب عمل
الكثير من الحسابات لأهداف المنافس بقدر ما يجب الاهتمام أكثر بقتل فرص
الأسود اللندنية مبكرًا، فكلما انكمش نابولي بهدف الضرب بالمرتدات كانت
مبالغتهم توقعهم في فخ وصول تشيلسي إلى منطقة الست ياردات، و كلما كان
الأدزوري يهاجمون في المقابل كان تشيلسي يعاني. ربما كان نابولي سيد الروح و
الجرينتا، لكن التوتر الهائل و نقص الخبرة الأوروبية جعلت تلك الميزة
سلاحًا ذو حدين مع مرور الوقت و الدخول في منعرج الدقائق الأخيرة و الوقت
الإضافي.
سوء أداء عمق نابولي في الوسط و الهجوم و تحديدًا ماريك هامسيك و والتر
جارجانو اللذين استسلما لرقابة مايكل إيسيان و فرانك لامبارد، و هو ما أفقد
نابولي الكثير من قيمته الهجومية عبر المرتدات و بشكل عام أفقدت المعركة
البدنية مع تشيلسي القوي بدنيًا لاعبي البارتينوبي الكثير من خطورتهم. و
سواء في الأطراف أو على العمق، دفع إزيكييل لافيدزي و إدينسون كافاني
فاتورة باهظة لتردي أداء فريقهما في نقل الكرة من الدفاع للهجوم فأصبحا بلا
أي عنوان تمامًا و ظهرا كأنهما أسوأ لاعبي نابولي في أغلب فترات المباراة.
وقوع أجنحة نابولي في الفخ، فكريستيان مادجيو وقف في فخ السرعة التي فرضها
عليه البرازيلي راميريش، فيما وقع خوان كاميلو زونيجا في الجهة اليُسرى -
قبل تبديل مادجيو بأندريا دوسِّينا - في فخ المعركة البدنية مع برانيسلاف
إيفانوفيتش، فيما كان لتغيير أسلوب لعب البلوز بالضغط من القلب في نهاية
الشوط الثاني و الشوطين الإضافيين عامل الحسم في دفع أطراف نابولي للدفاع و
مساندة القلب الدفاعي الكارثي، ما أنهى خطورة الأطراف الهجومية.
كان سهلًا التنبؤ بأخطاء كارثية من ثلاثي قلب الدفاع في حال انكماش
نابولي، فمرارًا و تكرارًا قلنا أن دفاع نابولي يصبح "عاريًا" من صلابته
الدفاعية الجماعية في حال تعرض لضغط كاسح أو مرتدات سريعة. اليوم شاهدنا
أخطاء في التمركز على وجه الخصوص من الثنائي سالفاتوري أرونيكا و باولو
كانافارو، إضافة للبطء الشديد للثنائي السابق ذكره.
خوان ماتا كان رفقة دانييل ستوريدج ضحية خطة 4-4-2 التي انتهجها المدرب دي
ماتيو مع بداية المباراة، ففي ظل تركز اللعب الهجومي على الأطراف و إرسال
العرضيات حتى مع تغير شكل الفريق إلى 3-4-3 في الشوط الثاني لم يكن لماتا
كمهاجم ثانٍ بجانب دروجبا أي دور حقيقي على أرض الملعب، فيما كان ستوريدج
بعيدًا عن المرمى و محبوسًا في الطرف ففقد الكثير من خطورته و كان طبيعيًا
أن يخرج اللاعبان في الشوط الثاني من الوقت الأصلي.