العوامل التي
تدعوا إلى التفائل بخصوص مستقبل النيرازوري يمكن وضعها تحت ثلاث خانات
عريضة هي: "الجيل الجديد" -"تنوع مصادر الأموال"-"القليل من الصفقات فقط
ستكون كافية"، وسأغوص في هذا المقال بشرحٍ مفصل عن كل من العنواين الثلاثة
ولماذا يجب أن تشكل عوامل تفائل بالنسبة لمستقبل الفريق الإيطالي العريق.

الجيل الجديد :



العناصر الشابة المميزة متواجدة بكثرة
وفي مختلف صفوف النادي، و هي قادرة إن أعطيت الفرصة والإرشاد المناسبين أن
تساهم مساهمة كبيرة في عملية إعادة البريق إلى النيرازوري.وأبرز هذه
الأسماء هي:

لوك كاستانيوس: الشاب الهولندي ذو ال-١٩ عاماً يعد من أفضل مهاجمي جيله بالعالم، ولا يجب الحكم‎
عليه بمجرد أنه لا يلعب كثيراً مع الأفاعي حالياً، يجب أن لا ينسى
المتابعين أن كاستانيوس سجل الموسم الماضي ١٥ هدفاً في الدوري الهولندي على
الرغم من سنه الصغير جداً ومع فريق من حجم فينوورد روتردام، وبأن معظم
عمالقة أوروبا كانت تطلب وده بما فيها ريال مدريد، مانشستر يونايتد وبايرن
ميونخ قبل أن يختار الإنتر، لذا لا شك أبداً بقدرة الهولندي الموهوب على
التألق في المستقبل من ما سيشكل إضافة كبيرة لهجوم النيرازوري .

فريدي
جوارين: صدقوني إن قلت لكم هذا اللاعب سيغير من شكل الفريق متى تعافى من
إصابته وعاد للعب، إنتداب مثالي لدعم وتنشيط خط وسط الإنتر الدفاعي
المترهل، والذي يشكل من وجهة نظري أحد أهم اسباب تدهور مشتوى الفريق
حالياً، فجوارين صاحب ال٢٥ ربيعاً يمتلك إمكانيات بدنية هائلة وقدرة على
إفتكاك الكرات بسهولة من الخصوم، كما أن الكولومبي يمتاز بالتمرير المتقن
والتسديدات الصاروخية ويتمتع بتقنيات و قدرة لا بأس بها على المراوغة
بالنسبة لمتوسط ميدان ذو ميل دفاعي.

ريكاردو ألفاريز: قد لا يكون
كاكا الجديد ولكن صاحب ال-٢٣ عاماً قدَم مستويات طيبة عندما أعطي الفرصة
بغياب شنايدر، و بهذا العمر الصغير فالأرجنتيني سيشكل لاعباً مفيداً ويعتمد
عليه لسنوات طويلة قادمة.

خوان: المدافع البرازيلي صاحب العشرين
سنةً من العمر يمتلك إمكانيات إن عرف الإنتر كيفية صقلها وتطويرها فعندها
قد يصبح خوان أحد أعمدة الفريق في المستقبل، ومن يعلم فمع الكثير من الجهد
والعرق فالبرازيلي يمتلك كل المؤهلات التي تسمح له ربما بملامسة المجد الذي
وصل إليه قدوته لوسيو .

فيايب كوتينهو: الموهوب البرازيلي المعار
إلى إسبانيول والذي لم يبلغ بعد ربيعه العشرين، سيلعب دوراً مهماً في
المخططات المستقبلية لأي مدرب يمسك بزمام النادي، فكوتينهو يمتلك المهارات
البرازيلية الإستثنائية في مداعبة الكرة وقدرات عالية على التمرير الدقيق
والتنشيط الهجومي المميز، ومع الوقت، العمل الجيد وإكتساب الثقة فمواهب
البرازيلي الشاب قادرة على التفجر بأي لحظة .

تنوع مصادر الأموال



قيمة الفريق وعائداته المالية ما زالت
جيدة : الفريق وبالرغم من تخبطاته الأخيرة إلا أنه ما زال يعتبر من أغنى
الأندية في إيطاليا والعالم، فالنادي اللومباردي هو عاشر الأندية العالمية
من حيث القيمة المالية الإجمالية والتاسع من حيث مجموع العائدات، وذلك حسب
تصنيف مجلة فوربز الأمريكية لعام ٢٠١١، وهذه القيمة العالية للنادي ستعطي
الإدارة خيارات مالية كثيرة للإستثمار في تطوير مستوى الفريق وسيسهل عملية
الإستحصال على قروض مصرفية بحال إحتاج النادي للسيولة صيفاً للقيام
بإنتدابات كبيرة تعيد الروح للنادي.

موراتي موجود دائماً للدعم :
برغم ما يشاع مؤخراً عن تراجع أوضاع قطب النفط على الصعيد المادي، وإنعكاس
ذلك على كمية الأموال التي يضخها بالنادي، إلا أن موراتي ما زال من أبرز
المتمولين الطليان، وحبه للنيرازوري لا يضاهي وهو الذي صرف أكثر من نصف
مليار دولار من ماله الخاص على النادي الأسود والأزرق العريق وبرأي أنه
دائماً مستعد لدعم النادي مالياً إن ما إضطر الأمر، ووجود موراتي كما قيمة
النادي تعطي ضمانات كبيرة لأي مصرف بحال قرر النادي الإستدانة، كل هذه
العوامل تجعل من وجود موراتي على رأس الفريق عامل إطمئنان بخصوص السلامة
المالية للنيرازي في المستقبل.

بيع بعض اللاعبين : بالإضافة لما
ذكرته من عوامل فمن الممكن للإدارة أن تضخ أموالاً إضافية في النادي من
خلال بيع بعض اللاعبين الراغبين بالرحيل صيفاً أو الذين لا يرغب بهم
النادي، وأبرزهم طبعاً ويسلي شنايدر ،ماركو موتا المعار حالياً إلى باريس
سان جيرمان الفرنسي ومونتاري المعار إلى الميلان، وبيع اللاعبون الذين
أصلاً لا يقدمون الكثير للنادي حالياً (بسبب إعارة موتا ،عدم إستخدام
مونتاري حتى قبل إعارته وعدم تركيز شنايدر مع الفريق) سيموًل صفقات
مستقبلية من الممكن أن تصنع الفارق في الجوسيبي مياتزا، وأيضاً يمكن للإنتر
أن يتخلى عن بعض لاعبيه الكبار بالعمر والذين أصبحوا بأجورهم الكبيرة
وأدائهم الباهت يشكلون عبئاً على ميزانية النادي.

القليل من الصفقات فقط ستكون كافية :



على عكس ما يراه الكثيرون، فمن وجهة
نظري أن الإنتر ليس بحاجة لتغيير كامل في الصيف لإستعادة التوازن، فالفريق
بما يمتلك من جيل جديد قادر على تقديم الإضافة و بعض العناصر الجيدة الأخرى
في التشكيل، ستكفيه بعض التعاقدات الذكية في الصيف بمراكز حساسة تشكل نقاط
ضعفه حالياً لإسترجاع البريق المفقود، وثلاث تعاقدات جيدة فقط ستكون كافية
وهي:

‎-قلب دفاع : دفاع الإنتر ليس سيئ كما يعتقد البعض ولو أن
الإصابات المتكررة وضعف المساندة من الوسط قد جعلته يبدو كذلك، والخط
الخلفي للأفاعي يحتاج فقط إلى تدعيم واحد بقلب دفاع مميز وشاب يكون قادر
على أن يشكل ثنائي قوي مع لوسيو الذي وبرغم العمر ما زال متألق ويكون هذا
اللاعب قادر على إستبدال البرازيلي مستقبلاً، مع العلم أنني أيضاً أتوقع
عودة رانوكيا إلى الأداء العالي مع استقرار مستوى الفريق رغم تخبط مستواه
مؤخراً، وهو ما يزال شاب بالنسبة لمدافع ويستطيع أن يكون مفيد على المدى
الطويل للنادي, وكذلك فالبرازيلي خوان إن إستمر بالتطور قد يكون خليفة
لوسيو في النادي على المدى الطويل. أما بخصوص الأطراف فناجاتومو وغلى الرغم
أن كافة المعلقين العرب ينتقدوه فقط لأنه غير مشهور إلا أنه يقدم مستوى
لائق، ومايكون بغنى عن التعريف.

‎-لاعب خط وسط دفاعي : مع تقدم
كامبياسو وزانيتي في العمر أصبح يعاب على خط وسط الميلان الدفاعي البطىء
والتأخر في العودة للمساندة الدفاعية خصوصاً عندما يباغت الفريق بالمرتدات
السريعة، وحتى بحال تألق جوارين كما أتوقع وهو المميز بالقيام بالواجبات
الدفاعية إلا أن طريقة لعبه وتقدمه في أحيان كثيرة للمساندة الهجومية تفرض
وجود لاعب بجانبه ممن يلتزم بالتوجه الدفاعي فقط وتكون مهمته دعم الدفاع من
المنتصف والأهم التغطية الدائمة على تقدم أي من زملائه إلى الأمام. أما
بخصوص منتصف الميدان الهجومي أو الأجنحة بحال الإعتماد على خطة ال ٤ ٤ ٢ مع
ذهاب شنايدر، فمع تواجد ألفاريز، عودة كوتينهو وحتى قدرة فورلان على لعب
هذا الدور الإنتر لا يحتاج بالضرورة إلى تدعيمات جديدة بهذا المركز، لكن إن
أراد موراتي أن يتكارم كثيراً وكان مستعد لرفع فاتورة أجور النادي،
فالتوقيع مع لاعب مثل لوكاس من ساوباولو أو جلب مونتوليفو الذي ينتهي عقده
بالصيف قد يكون شيئاً رائعاً .

‎-مهاجم من طراز عالي: الإنتر يمتلك
حالياً مهاجمان جيدان نسبياً، فحتى مع تقدمه بالعمر ميليتو ما زال يقدم
الإضافة و بادزيني قادر على العودة للمستوى بأي لحظة، لكن هذا لا يكفي،
فبعد رحيل ايتو لم يعد الفريق يمتلك المهاجم القادر على لعب دور المنقذ
عندما لا يكون الفريق بيومه، فميليتو و بادزيني يتأثر مستواهم كثيراً بأداء
الفريق العام خاصةً أنهم من نوعية الهدافين الذين ينهون الهجمة بلمستهم
الأخيرة المميزة، لكن لا يستطيعون صناعة الفارق لوحدهم، ومن هنا ضرورة قيام
موراتي بصفقة من العيار الثقيل صيفاً لإستقدام مهاجم ذو مستوى عالمي
للفريق، وقد يكون تيفيز هو الحل ويجب أن يفعل موراتي المستحيل لإقناعه
بالإنضمام إلى كتيبة الأفاعي.

لهذه العوامل كلها من تواجد الشباب
الكفء إلى تنوع مصادر الأموال للنادي وأخيراً إمكانية إسترجاع التوازن عبر
القيام بعددٍ قليل من الصفقات فقط صيفاً(وهنا أقول أن الإنتر ببعض الصفقات
قادر على إعادة التوازن لكن ليس العودة إلى قمة العالم التي هي عملية بحاجة
لوقت أكثر)، ويمكنني الجزم أن النيرازوري ما زال بعيداً جداً عن الموت،
ولدى الإدارة حلولٌ كثيرة في سبيل إيقاظ عملاق مدينة ميلانو الأزرق والأسود
من غيبوبته الحالية .