Getty
بهذه الأوقات .. وتزامناً مع إنبهار الكثيرين هنا وهناك بخماسية
ميسي البراقة
بمرمى ليفركوزن بالأبطال ، وهو الأمر الذي لم يحدث أبداً بتاريخ البطولة
بالعصر الحديث .. بذات الوقت الذي انطلق فيه الجميع ليتحدثوا بإنبهار على
أرقام البرغوث الأرجنتيني
"إل بولجا" الذي بكثير من
الأوقات يكسر رقماً أو أرقاماً كثيرة للدرجة التي تُشعرك أنه لن يتوقف
أبداً وأنه سيعيدنا للأزمان القديمة .. تلك الازمان التي يُسجل فيها اللاعب
بمشواره ما يفوق الالف هدف ..
وسط كل هذا .. داعبت ذاكرتي حواراً قديماً دار منذ أشهر بين الماسياس الأرجنتيني وبين أحد أساطير اللعبة من بلاد الجيران .. أديسون أرانتيس دو ناسيمنتو أو بيليه كما يعرفه الجميع.
الحـوار بدأ بالسابع عشر من أكتوبر تشرين الأول الماضي حينما سؤل ميسي عن بيليه وما رأيه فيه فأجاب ميسي سريعاً وربما بطيبة نية : "لم أشاهده ولكنهم يصفونه بكلماتٍ جميلة ، لكنني لا أستطيع الحكم عليه حتى أراه".
ربما يكون ميسي صادقاً أو لا .. فليست
تلك هي المشكلة لأنه إن لم يكن رأى بيليه فهو بالأخير يبقى لاعب كرة قدم
وليس بناقدٍ أو كاتب بكرة القدم وإن كان رأى الجوهرة السوداء "إل بيرلا
نيجرا" ولم يشأ قول تلك الكلمات فهذا أيضاً مقبول بالنظر لأن بيليه من بلاد
الأعداء ولو بكرة القدم !
وكما هو متوقع من شخصية كشخصية
بيليه بكل إعتزازه بنفسه ، فإن رد
بيليه جاء حاضراً ليعد
ميسي بأنه سيمنحه قرصاً مدمجاً به أهدافه وأشهر لقطاته بمشواره بكرة القدم ..
إلى هنا والأمر يسير بشكل طبيعي للغاية ، ولكن الشيء غير طبيعي أن بيليه
عاد بعدها بشهر وبيوم الثاني عشر من نوفمبر تشرين الثاني ليُعطي وجهة نظره
بميسي ، بل
ومارادونا .. وفتح النار على كل الأعداء .. ويا ليته ما فعل !
فالجوهرة أخذ يُصنف اللاعيبين من
منظوره الخاص ، فأخذ يصف أصدقائه أو من شهدوا له بأنه "بيليه" أفضل منهم ،
أخذ يصفهم باللاعيبين العظماء ، فيما هاجم أبرز الأعداء من الألبيسيلستي
مارادونا وميسي وأخذ يبحث عن عيوب أو حتى يخترع عيوب بكل لاعب فيهم.
بيليه
وبتصريحه الاسود يوم الثاني عشر من نوفمبر وصف ميسي بـأنـه ليس لاعباً
عظيماً لأنه لا يستطيع قول هذه الكلمة إلا من فعلوا إنجازات بكأس العالم
وهو الشيء الذي قد يلا يُنكر كثيرين أنه قد تكــون نقطة ضعف بمسيرة ميسي
يستطيع البرغوث تداركها لأن العـمـر أمامه ، ولم يمنح بيليه لأنصاره فرصة
الدفاع عن كلماته فإنتقــل في إتهاماته لمارادونا قائلاً أن البيبي دي أورو
موهبة غير متكاملة "كلاعب كرة قدم لأن الكمال لله وحده" كونه لا يجيد
اللعب برأسه كما أن دييجو أنهى مسيرته بشكل سيء.
كبداية يجب أن أنصح بيليه نصيحة وهي أن
يحتفظ بإسطواناته وألا يرسلها للبرغوث الارجنتيني .. بعد تلك النصيحة
سأشير لحقيقة مهمة وهي أنني لن أضع بيليه ومارادونا بالبوتقة العتيقة التي
قيلت كثيراً بالرغم من أنني استنكر بشدة أن يتم إختصار الأفضل بالتاريخ
دييجو مارادونا بكلماتٍ كـ "لا يجيد ألعاب الرأس .. إنتهى بشكل سيء" لأن
ليس هكذا تُصنف الاشياء .. لذا سأتحدث فقط على الشق الاول من تصريحاته
والخاص بميسي لاسيما وأنني أتابع البولجا من دون تشجيع على الاطلاق .. فقط
هو الاعجاب بموهبته الكروية التي لا يستطيع أن ينكرها حتى أكثر مشجعي
المرينجي تعصباً.
فقط دعونا قبل شيء نتسائل .. لماذا دائماً ما يشير بيليه حينما يتم سؤاله عن ميسي ، لماذا دائماً يشير لكأس العالم وبطولات ميسي به ؟الاجابة
التي ربما تكون صادمة .. هي ببساطة لأن بيليه من دون بطولات كأس العالم
فهو رجل فقير وبلا تاريخ .. هي إجابة ربما تزعج الكثيرين لكن لنفكر بكل
منطقية وجدية حول الأمر ..بيليه حصل على 25 بطولة محلية بخلاف
ثلاثية كأس العالم الشهيرة .. بطولتين لكأس الليبراتادوريس .. 10 بطولات
لدوري الباوليستا .. خمس بطولاتٍ للكؤوس .. بطولة وحيدة لروبيرتو جوميز
بيدروسا ، بالاضافة لحصوله على كأس ريو ساو باولو بمناسباتٍ أربع ،
وبالاخير حصل على بطولة كأس بطل أوروبا-أمريكا الجنوبية والتي كانت بإسم
إنتركونتينينتال بمناسبتان وبطولة أخرى تم إلغائها منذ أمدٍ بعيد بإسم
ريكوبا إنتركونتينينتال.
كل بطولاته تلك تماماً كما يتم الحديث
عن لاعب أقليمي هنا بمناطقنا ويتم قول أنه حصل على بطولة الأندية القارية
التي من نطاقها بلده بثلاث مرت وبالدوري المحلي ببلاده خمس مرات وو .. الخ ،
هل كل هذا تستطيع مقارنته بروعة دوري أبطال أوروبا أو بمسماه القديم
"بطولة الاندية الاوروبية أبطال الدوري" ؟
بـالتأكيد
لدوري أبطال أوروبا بمسمياته القديمة والحديثة وكل أشكاله عبر الأزمان رونق
مختلف وخاص .. فمع كامل تقديرنا لكأس الليبراتادوريس فهي لا يمكن مقارنتها
بالبطولة الافضل بالعالم على مستوى كرة القدم .. بطولة النجوم والموسيقي
التي يحفظ ألحانها كل عشاق كرة القدم حول العالم ، والتي حتى بنظامها
القديم .. تظل خارج المنافسة.
لذا سنجد صعوبة كبيرة لأن نقارن
إنجازات ميسي الجماعية ، والذي بحوذته ثلاث بطولاتٍ لدوري أبطال أوروبا
وخمسٍ للدوري المحلي الاسباني وبطولة لكأس الملك وكأس السوبر الأوروبية
مرتان والأسبانية خمس مراتٍ ولا ننسى حصوله على كأس العالم للاندية
بمناسبتان ، أي أن ميسي حصل على 18 بطولة جماعية يرى الكثيرين أنها بقيمة
أكبر من بطولات بيليه الـ 25 على المستوى الأقليمي والمحلي هناك بالبرازيل.
هنا قد يأتي البعض ليقول أن
بيليه إن تم تطبيق هذا الامر عليه سيكون تعرض لظلمٍ بالغ كون إحتراف
اللاتينين على أيامه لم يكن بذلك الصيت ، وهي بالواقع بعض الحجج المنطقية
نوعاً ما التي يطلقها عشاق الجوهرة السوداء حول وجود فرص كثيرة له ولأبناء
جيله باللعب بأوروبا على نحوٍ كبير ، وهو الأمر الذي سنثبت خطأه وخطيئته
بالمرور على عدة أمثلة لاتينية عاصرت بيليه وصنعت إسماً أوروبياً كبيراً
بالقارة العجوز.الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب بأوروبا بعام 1961 وأحد أفضل المهاجمين الذين مروا على يوفينتوس إن لم يكن أفضلهم على الأطلاق ..
مارادونا الستينات كما يلقبوه عشاقه بإيطاليا ، كان قد تكوّن بأكاديمية مليونيرات الريفر
بليت ولعب له على مستوى الكبار لثلاث مواسم قبل أن يترك المونومينتال بعام
1957 ويرحل للبيانكونييري مقابل عشر ملايين بيزو أرجنتيني ، وهو ما يوازي
91 ألف باوند بريطاني آنذاك.
وهناك
بالكرة الإيطالية سطر سيفوري تاريخاً كبيراً ، فبالـ 214 مباراة التي خاضها
بالقميص الابيض والأسود أحرز 134 هدفاً وقاد يوفينتوس لإحراز بطولتين
للكأس الإيطالية بالاضافة لثلاث ألقاب للأسكوديتو ، ولا ننسى أحد إنجازاته
الأهم على المستوى الدولي بمنتخب الأرجنتين "الذي مثله أولاً" بالفوز
بالكوبا أمريكا بعام 1957.
رأس الحربة الأاوروجوياني ، المولود بمونتوفيديو الأوروجوانية والمُلقب بـ "بيبي" كان
مهاجماً من طراز رفيع وأحد أبرز اللاعيبين الذين مروا على نادي ميلان
بالذات ، سكيافينو سجل بمشواره 60 هدفاً مع ميلان وثلاثٍ مع روما وكانت
أبرز لقطاته الكروية فوزه بكأس العالم 1950 مع الأوروجواي ، وكأس مدن
المعارض "الويفا كب بشكلها الحالي" مع روما بعام 1961 والأسكوديتو مع
ميلان بثلاث مناسبات.
جوزيه جوآو ألتافيني أو
"ماتزولا" كما يحلو للطليان مناداته كان قد لعب لسنتين إثنين ببالميراس البرازيلي
قبل أن يحط الرحال بشبه الجزيرة الايطالية بعام 1958 ليرتدي قميص الميلان
ويقوده للفوز بالأسكوديتو بمناسبتين و
ببطولة الأندية الأوروبية
البطلة بنسخة 1962-1963 وسجل ماتزولا آنذاك هدفين الميلان بالنهائي أمام
بنفيكا وهو الشيء الذي قاد ميلان لإحراز اللقب الأوروبي الاول له بمشواره
الكبير ، لينتقل بعام 65 ويمكث هناك لسبعة مواسم قبل أن يذهب
ليوفينتوس وينهي هناك مشواره بالفوز ببطولتين أسكوديتو آخرتين رفقة سيدة
تورينو العجوز.
أماريلدو هو أحد اللاعيبين المهمين
بالتاريخ البرازيلي كونه ، مثله مثل بيليه تماماً .. شارك بفوز المنتخب
البرازيلي بالفوز بكأس العالم 1962 بل وأحرز إفتتاحية أهداف السيلساو
بالنهائي أمام تشيكوسلوفاكيا ،
وبالمناسبة فأماريلدو سجل بتلك
البطولة ثلاث أهداف فيما أحرز بيليه هدفاً يتيماً طوال البطولة بالرغم من
أن بيليه رأساً للحربة ، وهذا شيء يجعلنا نتفهم كلمة "قاد البرازيل للفوز
بثلاث كئوس للعالم" قبل أن نتفوه بها ، ف
هدف بيليه طوال البطولة وهو رأساً للحربة ليس قيادة فريقاً بالكامل بالطبع !
بالنسبة لأماريلدو فبعد نهاية الكأس
التي أقيمت بتشيلي قضى موسماً ببوتافوجو قبل أن ينتقل للميلان بصيف 1963
ويفوز معه بالكوبا إيطاليا ثم يذهب لزهرة فيورنتينا البنفسجية ويمضي هناك
ثلاث مواسم فاز فيها بأحد نسختين للدوري المحلي بإيطاليا "1968-1969" وهي
كل بطولات الدوري التي فاز بها فريق مدينة فلورنسا عبر تاريخه.
أحد أضلاع مثلث
"الملائكة ذات الوجوه القبيحة" رفقة
عمر سيفوري و هومبرتو ماسكيو وهو اللقب الذي أُطلق عليهم هناك بالأرجنتين عندما تركوا الارجنتين
وإرتحلوا لإيطاليا ، فالجماهير لم تغفر للثلاثي تغيير إنتماءهم واللعب
بقميص بخلاف البلد الأم ولكن لقبهم هناك بإيطاليا تحول إلى
"ثلاثي الموت" بسبب قدرتهم على إنهاء الكرات بشباك الخصوم وبإتقان.
وبدأ أنجيليو مشواره بإيطاليا مع
النيراتزوري وقضى هناك أربعة مواسم لعب فيها 127 مباراة وسجل 77 هدفاً ،
وكانت أبرز محطاته مع الأزرق والأسود موسم 1958/1959 عندما توج هدافاً
للكالتشيو برصيد 33 هدفاً سجلها بـ 33 مباراة ،
ومنذ ذلك الموسم لم يحرز أي لاعب نفس الرقم بموسم واحد ،
بل
أنه لم يتخطى هذا الرقم على الأطلاق أي لاعب سوى السويدي جونار نوردال
أيقونة الهجوم بميلان بموسمي 1949/1950 و 1950/1951 عندما أحرز الأسطورة
السويدي 35 و 34 هدفاً على الترتيب.
أنجيليو ، وبعد مشوار كبير على المستوى
الشخصي مع الإنتر لم ينتهي بالفوز بأية ألقاب ، ترك العاصمة الصناعية ورحل
للعاصمة السياسية روما بعام 61 ويلعب هناك أربعة مواسم أخرى سجل خلالها 27
هدفاً وفاز خلالها بكأس إيطاليا ، بعدها عاد لقطب ميلان الأخر نادي ميلان
نفسه ولعب لموسم بالأحمر والأسود وسجل هدفاً يتيماً وحصد معه لقب
الأسكوديتو بعدها ترك مدينة ميلان بلومبارديا وذهب لنادي آخر بمدينة أخرى
بلومبارديا وهي ليكّو ليمثل النادي المحلي هناك لموسم ثم عاد لميلان موسم
آخر لعب خلاله ثلاث مباريات وسجل هدفاً وفاز بالدوري الايطالي وبكأس الكؤوس
الإيطالية وبالأخير إختتم مشواره الكروي بملعب اللويجي فيراريس والخاص
بجنوة ووقتها لعب بالدرجة الثانية مع الجريفوني.
بعد أن تكوّن وسط شباب الأرسنال دي ساراندي الأرجنتيني ، شأنه شأن
أنطونيو أنجيليو ، ترك
ماسكيو الساراندي وألتحق بالرايسنج الأرجنتيني بعام 54 وهناك مكث لثلاث سنوات فاز
فيهم باليبراتادوريس على الصعيد المحلي وبالكوبا أمريكا رفقة المنتخب
الارجنتيني قبل أن يترك الأرجنتين برمتها ويخوض تجربة جديدة مع الروسوبلو
بولونيا نادي الاقليم الروماني.
ومع بولونيا .. لعب
ماسكيو موسمين
شهدا نجاحاً متوسط ليشترك النيراتزوري الصغير نادي أتالانتا نصف بطاقته
بصيف 1959 ، وهناك بأتالانتا كانت أبرز محطاته بإيطاليا ، ليسجل 22 هدفاً
مع فريق مدينة بيرجامو ليترك النيراتزوري الصغير ومدينة بيرجامو بلومبارديا
ويذهب للمدينة الميلانية بذات الأقليم اللومباردي وليلعب للنيراتزوري
الكبير الإنترنازيونالي موسماً كان غير ناجح على الصعيد الشخصي بيد أنه كان
موسماً ناجحاً على الصعيد الجماعي لأن الأسكوديتو إتشح بالأزرق والأسود
بذاك الموسم "1962/1963" ليترك النيراتزوري الكبير ويذهب للفيولا ويفوز
معهم بالكأس الإيطالية بعدها عاد للأرجنتين وأعتزل هناك بالرايسنج.
|
مسيرة اللاعب
|
|
تشارلتون (1950-1955)
|
|
سامبدوريا (1955-1958)إنترنازيونالي (1958-1961) جنوة ( 1961-1963) تشارلتون ( 1963-1965) ساوثإند يونايتد (1965-1967) تشارلتون (1967-1968)
|
الجنسية |
جنوب أفريقيا - إيطاليا
|
عدد مباريات اللاعب بكل فريق
|
تشارلتون
|
122 مباراة
|
سامبدوريا إنترنازيونالي جنوة تشارلتون ساوثإند يونايتد
|
63 مباراة 82 مباراة 62 مباراة 55 مباراة 55 مباراة |
|
إيدوارد "إيدي" رونالدو فيرماني .. أول لاعب ينضم من القارة السمراء للمحيط والوسط الكروي الأوروبي ويصنع به مجداً وتاريخاً كروياً كبيراً ببلدين مختلفتين.
فالجنوب أفريقي الذي وُلد
بكيب تاون ونزح لإنجلترا مبكراً ، لعب بالبداية لخمس سنوات في إنجلترا ورفقة
تشارلتون أثيليتك ، وهنا مع روبينز تشارلتون لعب 112 مباراة سجل خلالها 52
هدفاً ليرحل بعدها لإيطاليا مرتدياً قمصان السامب والإنتر وجنوة على
الترتيب
وبخلال ثماني مواسم إيطالية سجل
إيدي فيرماني خلالها 125 هدفاً ولعب للمنتخب الايطالي ثلاث مباريات سجل فيها هدفين
إثنين ، ليعود بالأخير لبريطانيا ويلعب لتشارلتون وساوثإند ثم تشارلتون مرة
أخرى ولموسم وحيد ختم بعده مشواره الكروي وصنع مشواراً آخر بالتدريب.
مع الهنجاري أو لنقل المجري المدفعجي
فيرينيك بوشكاش ، وبقيادة الأنيق
ألفيردو دي ستيفانو وبصحبته الهداف
فرانشيسكو خينتو ، كان هناك ضلعاً هجومياً رابعاً كثيراً ما تنساه الكثيرون عندما تحدثوا
عن ريال مدريد عملاق الـ 7/3 أمام إنتراخت فرانكفورت المخيف.
دارسي كاناريو ، والاسم بالكامل
دارسي كاناريو سيلفييرا دوس سانتوس ، والذي قام باداءاً كبيراً بمباراة النهائي بالثامن عشر من مايو آيار
لعام 1960 ويومها صنع كاناريو معظم الاهداف التي تناوب عليها آنذاك
بوشكاش ودي ستيفانو ، يوم أن سجل الأول رباعية وأكمل الثاني باقي السيمفونية السباعية.
كاناريو – 75 عاماً
الآن ولازال يتمتع بأوفر الصحة – والمولود بريو دي جانيرو البرازيلية وتكون
بأكاديمية نادي أمريكا البرازيلي ، وفائدة ذكري لمكان الميلاد ونادي
المنشأة دائماً كي أشير لحقيقة أن الأمثلة كلها للاعيبين ولدوا ببلادهم
الحقيقية بل وترعرعوا فيها وليسوا مجرد أبناءاً لنازحين ويمتلكون بعض
الجذور فحسب ، لأن لو كان الأمر هكذا وبأصحاب الجذور الغير أوروبية لزادت
الأمثلة عن المئات !
وعودةً لكاناريو ،
الذي رحل عن البرازيل بعمر 23 عاماً وتحديداً بعام 1959 ، ليلعب للريال
لثلاث سنوات فاز بهم بالدوري الاسباني بمناسبتين وبالكأس الاسبانية بمرة
ولا ننسى فوزه بدوري الابطال وبكأس قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية
"الإنتركونتيننتال" ، ليرحل بعد كل هذا لإشبيلية ويقضي هناك موسماً قبل أن
يختتم مشواره الأسباني رفقة ريال زاراجوزا بخمسة مواسم مضيئة فاز خلالها
بكأس المعارض "كأس الاتحاد الاوروبي سابقاً" في موسم 1963/1964 وكذا بالكأس
الأسبانية بنفس هذا الموسم وبموسم 65/66.
كاناريو .. وعلى عكس فيرماني ،
ظل وفياً لبلاده البرازيل ورفض تمثيل المنتخب الاسباني برغم كل شيء ، وعلى
الرغم أنه تم تجاهله بكؤوس العالم 58 و 62 وكذا 66.صخرة الدفاع الأوروجوانية خوزيه
سانتاماريا ، أحد أشهر أضلاع الجلاكتيكوس المدريدي بالستينات ، فمن يذكر
العظماء بالخط الأمامي يجب ألا ينسى سانتاماريا صمام الأمان بالخلف وأحد
أهم المدافعين بالمرينجي عبر تاريخه.
سانتاماريا .. لعب
قبل أن يحط الرحال باللوس بلانكوس بصفوف ناسيونال الأوروجوياني ، ولعب
لفترة كبيرة أيضاً ، فسنتين ضمن حقبة الشباب تلتهما سبع سنواتٍ ضمن الفئة
الأولى بفريق الألوان الثلاثة
"ال تريه كولوريه" فاز
خلالهما بالدوري الاورجوياني في خمس مناسبات قبل أن يطلبه الريال بصيف 1957
ليبدأ مع الريال رحلة من المجد بتسعة مواسم ، ما بين عامي 1957 و 1966 لعب
خلالها 226 مباراة مسجلاً هدفين من مركزه بالدفاع.
خوزيه إيمليو سانتامريا إجلاسياس ، كان شاهداً على فوز المرينجي بالأبطال بثلاث مناسبات وبكأس
أوروبا-أمريكا الجنوبية بمرة كانت بعام 1960 ، ولا ننسى فوزه بالبطولة
المحلية الاسبانية بأربع مراتٍ وبالكأس الاسبانية بعام 1962.
الرجل
الذي خان برشلونة مرتان .. نعم فإيفاريستو الذي لعب لأندية مادوريرا
وفلامينجو المحلية قبل الإرتحال لأسبانيا لم يكتفي برفضه لعرض تجديد للبرسا
بعام 62 والذهاب للأعداء ، بل أنه عمل ككشاف للبرسا بالثمانينات وبمنتصف
تلك الحقبة ترك البرسا وذهب للريال للعمل بذات الوظيفة وهو ما جعله أحد
الخونة المشاهير بالأقليم الكتالوني.
فقط بقى أن نشير أن تهافت قطبي اسبانيا على
إيفاريستو لم
يأتي من فراغ ، فالرجل كان عظيم الموهبة وفاز مع البرسا بلقبين للدوري
ولقب لكأس الملك فيما فاز مع الريال بثلاث ألقاب للاليجا الأسبانية.
جايير دا كوستا هو أحد محظوظي البرازيل بجيل كأس العالم 1962 ، فهناك من قدموا الكأس الذهبية هدية للجماهير البرازيلية
كفافا وجارينشيا وهناك من تمتعوا بالإنجاز من دون أي مجهودٍ يُذكر كبيليه وكجايير نفسه
الذي لعب للبرازيل مباراة وحيدة بتلك الكأس وحمل مع زملائه اللقب الأغلى !
جايير دا كوستا ، المولود بيومٍ حارس بيوليو تموز من عام 1940 بمدينة ساو باولو ، لعب لموسمين بالبطولة المحلية البرازيلية رفقة
بورتوجيسا قبل
أن يبدأ رحلة الكفاح الأوروبي رفقة إنتر لخمسة مواسم مضيئة ، بدأت بعام 62
وعقب فوزه بكأس العالم ، وإنتهت بصيف 67 شارك بخلال تلك المدة في 119
مباراة وسجل 40 هدف وفاز مع الإنتر بدوري الابطال مرتين أعوام 65 و 66
إضافةً للإنتركونتيننتال بنفس الاعوام المذكورة وكذا بالأسكوديتو نسخ 63 و
65 و 66.
بصيف 67 ترك
جايير الإنتر
وذهب لروما موسماً وحيداً وهو موسم 67/68 ولم تكن بالتجربة المميزة ،
ليعود إدراجه مع الإنتر بصيف 68 ويبقى بلومبارديا حتى عام 72 ليفوز مع
الإنتر بلقب آخر لدوري الايطالي ويصعد لنهائي بطولة الأندية أبطال الدوري
ولكن أياكس
وكرويف لم يمنحوا ذاك الجيل من النيراتزوري متعة الفوز بالأبطال لمرة ثالثة ، فثنائية من الهولندي الطائر الأول
يوهان كرويف منحت البطولة لأياكس موسم 1971/1972 وبآخر أيام مايو آيار لعام 72 بالذات ،
ليترك الإنتر بعدها ويعود للبرازيل ويلعب لسانتوس ولنادي ويندسور ستارز
حتى إعتزاله بعام 1976 لتُخلد ذكراه كأحد أفضل المهاجمين بتاريخ أفعى
لومبارديا العملاقة.
وخلافاً للبقية ، فـ
لويس فينتيشيوس دي مينزيس "لويس فينتيشيو" والذي يُعد أحد أساطير نادي
نابولي وفيتشينزا عبر
تاريخهما ، فهو لم يلعب بالبرازيل على الإطلاق على الرغم من أنه لم يذهب
لإيطاليا إلا عند بلوغه للـ 23 عاماً من عمره ، فبصيف 1955 بدأ فينتشيو
بممارسة الكرة بشكل إحترافي موقعاً عقداً مع نابولي ، ليبقى بالبارتينوبي
لخمس مواسم لعب خلالها 152 مباراة وسجل 69 هدفاً ، ليتركه بعام 60 ويتوجه
لبولونيا لموسمين حظى بالنجاح بأولهما فيما لم يُلاقي ذات الشيء بالثاني
لأنه تحتم عليه مقارعة البريق الأخاذ للدنماركي
هارالد نيلسن أسطورة الروسبلو بولونيا الأبرز !
نيلسن أجبر
فينتشيو للإتجاه للشمال الإيطالي صوب الأقليم الفينتي ليرتدي القميص
البيانكوروسّو "الأبيض والأحمر" الخاص
بفيتشينزا الإيطالي
بصيف 62 ليمكث فينتشيو بالبيانكوروسّو لأربعة مواسم فاز بآخرها بلقب
الكابوكانّونييري وهداف الدرجة الأولى الإيطالية بموسم 65/66 بإحرازه 25
هدف في 34 مباراة خاضها مع الفريق الاحمر والأبيض ، رقم 25 هدف ظل صامداً
ولم يتكرر مرة أخرى حتى موسم 1991/1992 عندما عادل الأسطورة
ماركو فان باستن نفس الرقم بقميص الميلان.
بصيف 1966 ترك
فينتشيو نادي
فيتشينزا وإلتحق بالإنتر بإيعاز من الأيقونة التدريبية الأرجنتينية
هيلينيو هيريرا ولكنه مع إنتر صادفه سوء حظ بالغ ليلعب موسماً وحيداً بالجوزيبي مياتزا ويعود لفيتشينزا مرة أخرى ويعتزل هناك.
بعد أن أحرز بيدرو والديمار
مانفريديني لقب
الكوبا أمريكا مع الألبيسيلستي الأرجنتيني ، ترك النادي المحلي رايسنج بعد
أن إرتدى قميصه لموسمين فقط وألتحق بنادي العاصمة الإيطالية روما بإيعاز
من مدرب الفريق ، الأسطورة السويدية
جونار نوردال هداف ميلان التاريخي والذي جلبه كبديلاً لأسطورة هجوم روما بالخمسينات البرازيلي
دينو دا كوستا ، ليلعب للجيالوروسّي ستة مواسم ممتازة جعلته أحد أبرز لاعبي فريق العاصمة
الإيطالية بحقبة الستينات ، وبمواسمه مع ذئاب روما فاز بالكأس الإيطالية
بعام 64 وقبلها نال لقب هداف السيريا آه بموسم 62/63 مناصفة مع الأسطورة
الأسكندنافية
هارالد نيلسن بـ 19 هدف لكلٍ ، ولا ننسى فوزه بكأس مدن المعارض "الاتحاد الأوروبي" نسخة 60/61 ونيله لقب هداف البطولة برصيد كبير وهو 12 هدف.
وبصيف 1965 ، ترك
مانفيرديني العاصمة
روما وتوجه للشمال صوب بريشيا بالأقليم اللومباردي ولعب هناك لموسم قبل أن
يختم مشواره الكروي بفيتشينزا ويجاور مواطنه لاتينياً ، البرازيلي
لويس فينتشيو بهجوم فريق أقليم فينيتو الأيطالي.
|
مسيرة اللاعب |
|
روما (1955-1960
|
|
فيورنتينا (1960-1961) روما (1961) أتالانتا (1961-1963) يوفينتوس( 1963-1966) هيلاس فيرونا (1966-1967) أسكولي (1967-1968)
|
الجنسية |
البرازيل
|
عدد مباريات اللاعب بكل فريق |
نابولي
|
51 مباراة
|
روما فيورنتينا أتالانتا يوفينتوس هيلاس فيرونا أسكولي
|
149 مباراة 30 مباراة 52 مباراة 51 مباراة 31 مباراة 10 مباريات |
|
الرحالة البرازيلي
دينو دا كوستا ، الذي حط رحاله بالأراضي الايطالية بعمر الرابعة والعشرين ووبقميص روما
الأحمر الداكن بالذات ، ليلعب مع الذئاب خمس مواسم مسجلاً خلالها 70 هدفاً
فيما تركه روما بسادس المواسم بشكل الإعارة
لفيورنتينا بعد أن أصبح كهلاً ثلاثينياً.
وهناك
بفيورنتينا خفت بريق
دينو دا كوستا "الشخصي وإن لم يخفت على المستوى الجماعي" لتنتهي إعارته القصيرة ويعود
لروما ويقضي
آخر مواسمه هناك ، ليتنقل بعدها بين عدة أندية إيطالية كأتالانتا و وهيلاس
فيرونا وأسكولي وإن كانت أبرز محطاته بعد محطة العاصمة الايطالية هي محطته
بتورينو رفقة يوفينتوس وثلاث مواسم غير مركزه من مهاجم لقائد لخط الوسط
وسجل من ذلك المركز 11 هدف.
وبطولاته كانت عديدة وموزعة بين هذا
النادي وذاك ، فالرحال البرازيلي فاز بثلاث كؤوس إيطالية مع فيورنتينا
واتالانتا ويوفينتوس ، كما أنه شارك مع البنفسجي الإيطالي نجاحه الأوروبي
الابرز بالفوز بكأس الكؤوس الأوروبية بموسم 1960/1961 وكذا كان قبلها ضمن
كتيبة الذئاب التي فازت بكأس الاتحاد الاوروبي بمسماه السابق ، ولا ننسى
أبرز إنجازاته الشخصية أنه كان الكابوكانّونييري وهداف الدرجة الاولى
الايطالية بموسم 1956/1957 بثاني مواسمه بشبه الجزيرة الايطالية.
أبرز الأساطير اللاتينية التي صنعت
مجداً أوروبياً بالحقبة الاولى لكرة القدم كلاعباً ، وبالحقبة السبعيناتية
كمدرباً .. ألفيردو ستيفانو دي ستيفانو لولهي الذي تنحدر جذوره الحقيقية من
جزيرة صقلية بإيطاليا فعائلة أبيه ذات جذورٍ من مدينة كاتانيا بالجنوب
الإيطالي.
والذي لا يعرفه الكثيرين عن دي ستيفانو ، أن المهاجم الأصلع الأنيق سطر نجاحاً في كل مكان ذهب إليه حتى بكولمبيا ..
فعشرون عاماً من ممارسة كرة القدم كانوا 20 عاماً من الأرقام الخيالية مع دي ستيفانو !
ولكي ننظر بشكل سريع لأرقامه ،
فالأربعة مواسم الأولى بمشواره مع مليونيرات الريفر بليت كانت مميزة بلقبين
للدوري وفاز بشكل شخصي بلقب هداف الدوري الارجنتيني بمناسبة .. فيما كان
الأبرز بمحطته الأرجنتينية رقم مخيف من الاهداف بلغ 79 هدفاً في 95 مباراة
خاضها بقميص ريفر بليت ذو الخط الأحمر المحوري الشهير ، ليترك بعدها
الأرجنتين ويذهب لكولمبيا ويلعب لفريق مليونيرات آخر ولكن إسمه الرسمي كان
هكذا وليس لقبه كالريفربليت ، وبمليونيرات كولمبيا لعب اربعة مواسم فاز
خلالها بثلاث ألقاب للدوري الكولمبي وبطولة كأس محلية وأنتزع لقب هداف
الدوري الكولمبي بمناسبتان ، أرقامه التهديفية أيضاً كانت مخيفة بـ 120 هدف
في 131 مباراة .. الغريب أنه إرتدى بخلال مواسمه الأربعة قميص المنتخب
الكولمبي من فرط موهبته الفذة على الرغم أنه كان قد مثّل المنتخب
الارجنتيني بستة مناسبات ، وربما يعيب دي ستيفانو فقط أنه لم يقل أبداً لا
لأي منتخب عرض عليه إرتداء ألوانه ، لذا سنجد من الصعب أن نرى لاعباً آخر
بكرة القدم لعب لثلاث منتخبات بخلاف ..
الفريد من نوعه الفريدو دي ستيفانو.
ولأن موهبة
دي ستيفانو كانت ذائعة الصيت ، كان طبيعياً أن تنشب حروباً ضروس للفوز بخدماته وربما
تكون الحرب السياسية التي دارت بين الملكي ريال مدريد ونشطاء برشلونة
الثائرين أحد القصص المعروفة بكرة القدم وكيفية إنتقاله للريال للأخير بطرق
ليس هنا المجال لذكرها ،
ليوقع بالأخير دي ستيفانو للريال مقابل 10 الاف دولار بالاضافة لتسديد دين بين الفريدو و مسئولي مليونيرز الكولمبيين !وهناك بريال مدريد ، وعلى مدار 11 عام بالقميص الأبيض لعب
دي ستيفانو 302 مباراة وسجل 146 هدفاً وفاز بثمانية القاب للدوري المحلي وخمس متتالية
لدوري الابطال الأوروبي ولا ننسى الإنتركونتيننتال وكاس العالم للأندية
والكأس اللاتينية فيما كان لقب البيتشيتشي بحوذته بخمس مرات ولا ننسى فوزه
بالكرة الذهبية في أعوام 1957 و 1959 .. أرقامه الشخصية لم تنتهي عند هذا
الحد
فدي ستيفانو فاز بلقب هداف أوروبا مرتان كما أنه كان الرياضي الافضل بأسبانيا في اربعة اعوام.
وما لا يعرفه أيضاً كثيرون عن
دي ستيفانو أنه بعدما عمِل بالسلك التدريبي حصد ألقاب الدوري والكأس الأرجنتينية مع
بوكاجونيورز بعام 69 ومع خفافيش فالنسيا حصد لقب الدوري الاسباني بموسم
70/71 و كأس الكؤوس الاسبانية بفترة لاحقة وبموسم 79/80 .. كما أنه حصد
مركز الوصافة بالدوري الاسباني بثلاث مناسبات مع الريال والبرسا معاً
وأيضاً وصل لنهائي كأس الملك بمناسباتٍ ثلاث !
النجاح
بتلك الحقبة لم يكن قاصراً على اللاتينيين من اللاعيبين فحسب ، بل أن
النجاح الكبير طال فئة المدربين وأبرزهم الأرجنتيني العبقري
هيلينيو هيريرا مدرب الإنتر العظيم بحقبة الستينات والذي قاد النيراتزوري لثلاث نهائيات لدوري الابطال حصد الأفاعي إثنتين منهم !
هيلينيو هيريرا جافيلان ، المدرب ذو الأبوين الأسبان والذي إنتقل بعمر الرابعة للحياة بالمغرب
ليحصل هناك على الجنسية الفرنسية ويبدأ مشواره بالمغرب مشواره المتوسط
كلاعب.
الإتش إتش "نسبة لأولى حروف إسمه" قضى
بالملاعب الكروية 15 عاماً كلها كانت بأندية متوسطة الشهرة وأغلبها غير
موجوداً الآن ، ليعتزل بآخر أعوام الحرب العالمية الثانية وتحديداً بعام
1945 ويبدأ بعدها رحلته التدريبية الخلابة التي بدأت بتدريب نادي ستاد
فرنسا "ستاد فرانسيه" المغمور آنذاك قبل النزيح لأسبانيا وتدريب أندية بلد
الوليد الاسباني واللوس كولشونيروس أتليتكو مدريد ومالاجا وأشبيلية حتى عام
1957 ليبقى الأتش أتش بشبه الجزيرة الأيبيرية ولكنه رحل للبرتغال ليدرب
بلينينسيش البرتغالي موسماً ليعود اسبانيا ويدرب الكبير برشلونة لعامين قبل
أن تبدأ رحلة المجد الإنتراوي ، على الرغم من أن فترته بأسبانيا كانت
مبهرة بفوزه بلقب اللا ليجا الاسبانية بمناسبتان مع أتليتكو مدريد وآخرتان
مع الكولي برشلونة الذي فاز معه بنسختي كأس ، الاولى كانت الكأس الأسبانية
بعام 59 والثانية كانت كأس أندية المعارض موسم 1959/1960.
لكن المجد الإنتراوي كان خاصاً جداً
بلقبين للاندية البطلة ووإنتركونتنينتال بمناسبتان والدوري الايطالي بثلاث
مناسبات ، وحتى بعد تركه الإنتر فاز بالكأس الإيطالية مع روما سنة 69 وبآخر
مواسمه التدريبية على الإطلاق فاز مع البلوجرانا بالكأس الأسبانية ، ليصبح
رصيد هيلينيو هيريرا 15 بطولة مختلفة مع عدة أندية عبر تاريخه ، ليصبح
بجوار إنجازاته الكثيرة هو اول مدرب عبر التاريخ الذي يدرب ثلاث منتخبات
وهي منتخبات فرنسا ثم أسبانيا وأخيراً إيطاليا !
ولكل ما سبق من أمثلة ولغيرهم من
الكثيرين من لاتينيا وأيضاً أفريقيا صنعوا أسماءً بالقارة العجوز ، بوجود
كل هؤلاء تبدو حجج عدم وجود إنفتاح بالتجارب الأوروبية للاعيبين من خارج
أوروبا هي حججاً واهية وغير حقيقية لا يراها إلا
بيليه وعشاقه.
لا أحد يُنكر موهبة بيليه الكبيرة
والتي قد تجعله ربما يفوق كل تلك الامثلة السابقة جميعاً ، ما ننكره فقط هو
إنكاره لحقائق وتعاطيه مع الحدث ، والحدث هو بالتأكيد تواجد مواهب ربما
تفوقه
كمارادونا .. وميسي !
الامر نفسه لا يُمكن غفلانه حول كأس العالم كونه البطولة الأهم
"الاهم ، وليست الأكثر شغفاً" بكرة القدم ، ولكن عزيزي بيليه خطيئة عظيمة تلك التي تجعلك تختزل كل الأهمية بتلك البطولة "فقط" وما غيرها ليس له شأن !
خطيئة عظيمة .. بأن تلقي اللوم على كل
من لم يفز بها ، على الرغم من أنها بطولة شأنها شأن البقية من حيث
إمكانيات الفوز .. بطولة جماعية لا يستطيع أي لاعب أن يفوز بها وحده بالطبع
وهدف بيليه بكأس العالم 1962 ليس هدفاً أسطورياً مسحوراً جعل السيلساو
يتخطون كل المباريات والأدوار !
كان جديراً
بالملك بيليه أن يتحلى بالشجاعة الأدبية ويعترف بأنه أخطأ كثيراً عندما لم يتخذ القرار
باللعب بالقارة العجوز ، بدلاً من إنتقاص منافسيه على عرش وزعامة كرة القدم
بهذا الشكل، فهذا لا يجيد اللعب برأسه وهذا لم يفعل إنجازي "والكلام بلسان
بيليه" بالفوز بكأس العالم .. التي إن أردنا أن نكمل نحن حديث بيليه
بلسانه مع إضفاء بعض المنطقية بالحديث لنقول : "وبالواقع لا يشترط أن تكون
خلاباً ومذهلاً لتفوز بكأس العالم ، بل يمكنك الفوز بها بإحراز هدفاً
وحيداً والأعتماد كليةَ على مهارة زملائك ، بالثلاثي الهجومي جارنيشيا و
فافا وكذا اماريلدو !".
نصيحة لبيليه أتمنى لو قالها له أحداً بالايام المتبقيـة من عمره ، ليست هكذا تُدار أمـور النـقد ، والشجاعة الأكبر بإعطاء الآخرين - مثل ميـــسي وقطعاً دييجو مارادونا - حقهم !
ربما
فعل بيليه خيراً كونه لم يرســــل إسطواناته لميسي ، أو ربما أخطأ ساعي
البريد الذي فعل خيراً وأرسل الأقراص المدمجة لعنوانٍ آخـــر .. لا يهم
ماذا حدث ، الأهم أن ينسى بيليه قصة إسطواناته ، وأن ينصت الآن ..
فالسيمفونية التي تُعزف الآن هي لأسطورة أخرى من بلاد رقصات أفضل وهي
التانجو ، أسطورة يعزف ألحانها موسيقارٍ شاب ، عانى كثيراً بمشاكل بنمو
جسده الضئيل وهو الأمر الذي لم يجربه بيليه بحياته ..
فقط انصت يا بيليه واستمع وارمي عنك الإتهامات الجزاف ، فالسيمفونية التي نسمعها الآن .. ربما فاقت ألحانك !