أسفرت
قرعة الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا عن قمة قمم ذلك الدور
بصدام ثانٍ هذا الموسم بين الميلان النادي الأكثر فوزًا بالألقاب القارية و
العالمية و بين برشلونة النادي الأفضل على الإطلاق في آخر خمس سنوات و
الذي يدافع عن لقبه كبطل لنسخة الموسم الماضي من بطولة دوري أبطال أوروبا.
بيب جوارديولا
مدرب برشلونة قالها قبل أيام "لا أريد مواجهة الميلان"، لكن آذان القرعة
لم تكن صاغية له و وضعته في مواجهة أبطال إيطاليا مرة أخرى بعد أن تواجها
سابقًا في دور المجموعات. هذا السيناريو يرى فيه الكثيرون تكرارًا لسيناريو
الإنتر و برشلونة في موسم 2009-10 حينما كانت كلمة البرسا هي العليا في
دور المجموعات و كان الإنتر هو المستفيد الأخير في نصف النهائي، لكن أولًا و
أخيرًا تبقى مواجهة الفريق الأفضل في العالم خلال الأعوام الأخيرة كابوسًا
لم يكن يرغب الميلان في رؤيته بعد أن ذاق دفاعهم مرارة الوقوف في وجه
ليونيل ميسِّي على ملعب سان سيرو.

و هنا في النسخة العربية لموقع
جول.كوم سنتناول معكم كل ما يهم المتابعين عن تلك المواجهة التي ستتصدر دون
سواها جميع مجالس النقاشات عن البطولة الأوروبية الأغلى على مستوى الأندية
..

المشوار في دوري أبطال أوروبا
اصطدم الميلان ببرشلونة في المجموعة الثامنة ضمن دور المجموعات من البطولة، و كانت مواجهتهما على ملعب كامب نو هي افتتاح مباريات المجموعة و استطاع الميلان خطف تعادلًا في مباراة مثيرة بهدفين لمثلهما قبل أن يفوز بالمباراتين على حساب باتي بوريسوف و فيكتوريا بلزن، إلا أن الميلان فرض في صدارته المشتركة مع الكتلونيين بتعادلين مع الفريقين البيلاروسي و الكرواتي تخللهما هزيمة في مباراة ماراثونية أخرى من برشلونة بثلاثية لهدفين في الكامب نو، ليترشح إلى ثمن النهائي كصاحب المركز الثاني، ليلاقي آرسنال و يهزمه ذهابًا برباعية نظيفة في السان سيرو بأداء أكثر من رائع، و رغم الترشح للدور ربع النهائي كانت مباراة إياب ثمن النهائي في ملعب الإمارات كابوسًا حقيقيًا لفريق المدرب ماسِّيميليانو ألِّيجري بعد الخسارة بثلاثية نظيفة جاءت أهدافها في الشوط الأول من اللقاء.	مجموعة برشلونة الثامنة في دور المجموعات كانت سهلة للغاية بوجود فريقين كباتي بوريسوف و فيكتوريا بلزن، لكن كانت مواجهة الميلان بطل إيطاليا اختبارًا حقيقيًا لرفاق تشافي و إنييستا. المشوار بدأ بتعادل في الوقت القاتل بهدفين لمثلهما برأس تياجو سيلفا الذي أحبط مشجعي ملعب الكامب نو، لكن بعد ذلك توالت الانتصارات و لم تتوقف بخماسية نظيفة على باتي بوريسوف ذهابًا و رباعية إيابًا، رباعية نظيفة ذهابًا على فيكتوريا بلزن و ثنائية نظيفة إيابًا و الأهم كان الفوز الصعب في ملعب سان سيرو على الميلان بثلاثية لهدفين و الانتقام من التعادل في الكامب نو. وصل برشلونة إلى الدور ثمن النهائي ليواجه الفريق الألماني الشجاع باير ليفركوزن، فكانت ألمانيا على موعد مع إبداعات رفاق ليونيل ميسي الذين فازوا ذهابًا هناك بثلاثية لهدف، قبل أن يقود ميسِّي بخمسة أهداف أوركيسترا السباعية الكتلونية في الكامب نو إيابًا.
المشوار في الدوري المحلي
مبارزة ثنائية هذا الموسم في الدوري الإيطالي ربحها الميلان حتى الآن بتصدره جدول ترتيب الدوري الإيطالي برصيد 57 نقطة بفارق 4 نقاط عن يوفنتوس. الميلان عانى في مشواره في بداية الموسم بتعادلات و هزيمتين من نابولي و اليوفنتوس، إلا أن شهر ديسمبر شهد وصول الميلان للصدارة قبل أن يفقدها من جديد في شهر يناير لصالح البيانكونيري ثم يستعيدها في نهاية شهر فبراير الذي شهد جدلًا تحكيميًا واسعًا أثاره البيانكونيري، الأمر الذي ما زال مستمرًا هذا الشهر من جانب اليوفي و في المقابل ظل الميلان يواصل نتائجه القوية في آخر الأسابيع.	بـ 10 نقاط تفصل بين برشلونة و متصدر الدوري الإسباني ريال مدريد هي حصيلة خمس تعادلات غير متوقعة عانى منها الكتلونيين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، يحتل برشلونة المركز الثاني بـ 60 نقطة. فريق المدرب بيب جوارديولا كان يسير بخطوات ثابتة مطلع هذا الموسم للمنافسة على لقب الليجا، إلا أن تراجع مستوى الدفاع و خاصة جيرارد بيكيه تسبب في نتائج مخيبة في فترة زمنية قصيرة خارج القواعد أمام فرق لم تكن مرشحة لتلك التعادلات، ما جعل ريال مدريد يبتعد و يصبح أقرب من أي وقت مضى للفوز بلقب الدوري الإسباني.
النجم الأبرز
إبرا كادابرا بلا شك هو أفضل لاعبي أبطال إيطاليا هذا الموسم خاصة على المستوى المحلي، حيث يتصدر إبراهيموفيتش جدول ترتيب هدافي الدوري الإيطالي برصيد 19 هدفًا إضافة لخمس أهداف سجلها في دوري أبطال أوروبا. الهداف السويدي ازداد تألقًا هذا الموسم مع الروسُّونيري و أصبح أكثر جماعية و ميلًا لصناعة اللعب بجوار مهمته الأساسية كمخلص بارع للهجمات.	الفائز العام الماضي بالكرة الذهبية للمرة الثالثة على التوالي واصل تألقه منقطع النظير في موسم ربما لا يُعَد الأفضل لفريقه الذي تراجعت نتائجه على الصعيد المحلي بتراجع أداء عدد من عناصر الفريق البارزة. 50 هدفًا و أكثر سجلها خليفة دييجو مارادونا في المباريات الرسمية التي شارك فيها مع البلاوجرانا في هذا الموسم الذي أصبح فيه "الكل في الكل" أكثر من أي وقت مضى في ملعب كامب نو.
سجل دوري أبطال أوروبا
الميلان هو الثاني في ترتيب الفرق الأكثر فوزًا بالبطولة بعد ريال مدريد بواقع 7 بطولات في مواسم 1962-63، 1968-69، 1988-89، 1989-90، 1993-94، 2002-03 و 2006-07	أربع مرات فاز فيها برشلونة ببطولة دوري أبطال أوروبا، و ذلك في مواسم 1991-92، 2005-06، 2008-09 و 2010-11.
سجل الدوري المحلي
يأتي الميلان ثانيًا بعد اليوفنتوس و بالتساوي مع الإنتر في الفوز بألقاب بطولات الدوري الإيطالي، و ذلك بواقع 18 لقبًا في مواسم 1901، 1906، 1950-51، 1954-55، 1956-57، 1958-59، 1961-62، 1967-68، 1978-79، 1987-88، 1991-92، 1992-93، 1993-94، 1998-99، 2003-04 و 2010-11.	يحل برشلونة ثانيًا بعد ريال مدريد في سجل الفائزين ببطولة الدوري الإسباني بواقع 21 لقبًا في مواسم 1928-29، 1944-45، 1947-48، 1948-49، 1951-52، 1952-53، 1958-59، 1959-60، 1973-74، 1984-85، 1990-91، 1991-92، 1992-93، 1993-94، 1997-98، 1998-99، 2004-05، 2005-06، 2008-09، 2009-10 و 2010-11.
ماذا ننتظر من هذه المواجهة؟
على الأرجح سيكون ميلان في أفضل حالاته منذ ثلاثة أشهر حين يحين موعد هذه المواجهة، حيث سيستعيد جميع مصابيه الذين وصل عددهم إلى 14 مصابًا خلال الأسابيع الماضية. الميلان كان الوحيد الذي واجه برشلونة الند بالند هذا الموسم و لا نبالغ حين نقول "منذ سنوات" على المستوى الأوروبي، و لذا لن يكون مستغربًا أن تعول إيطاليا على أبطالهم من أجل تكرار سيناريو الإنتر في موسم 2010. أبرز عامل سيكون لصالح الميلان هي قوته الهجومية و تنوع سبل هجومه في مواجهة الدفاع متذبذب المستوى للكتلونيين، فمن الصعب على الدفاع الكتلوني في الوقت الحاضر احتواء زلاتان إبراهيموفيتش في أزهى فتراته. إجنازيو أباتي على وجه التحديد سيكون عاملًا في غاية الأهمية للميلان لاستغلال الضعف الدفاعي لبرشلونة على الرواق الأيسر مراقنة بنظيره الأيمن، خاصة من الإجادة في إرسال التمريرات العرضية ما يحبه و يتمناه ماكسي لوبيز أو زلاتان إبراهيموفيتش لهز شباك فيكتور فالديز. كما قد يستفيد الميلان من لعب مباراة الذهاب على أرضه (رغم أنه واقع لا يصب في مصلحة الفريق الإيطالي الذي عانى من اللعب إيابًا خارج أرضه أوروبيًا لسنوات) عبر أخذ الشجاعة على الصعيد الهجومي و التحرر من ضغوط النتيجة المطلوبة لو كان لعب في السان سيرو إيابًا بعد تحقيق نتيجة غير مريحة ذهابًا في الكامب نو. باختصار مباراة السان سيرو ستحسم كل شيء و لذا سيكون على الميلان الهجوم، و هو الخيار الذي يضع الميلان في أفضل حالاته و ذلك بشهادة الذهاب و الإياب أمام آرسنال.	برشلونة يُعد هو المرشح الأقوى للفوز بهذه البطولة، لذا من الطبيعي أن يكون مرشحًا للتفوق على الميلان امتدادًا لمسيرة قوية على الصعيد الأوروبي هذا الموسم و خلال المواسم الماضية و تحقيق لقب البطولة للموسم الثاني على التوالي، و هو ما عجز عنه الجميع منذ أن فعلها الميلان آخر مرة في عامي 1989 و 1990. أسلوب لعب برشلونة يظل عصيًا على اي فريق كان و لذا ستكون منظومة برشلونة الهجومية "التيكي تاكا" بقيادة ليونيل ميسي و المايسترو تشافي إيرنانديز خطرًا قويًا على الميلان. كما يظل عامل لعب مباراة الإياب على ملعب كامب نو الذي بوسعه قهر أعتى المنافسين. الجبهة اليُسرى على الصعيد الدفاعي للميلان سواء بوجود لوكا أنتونيني أو جمال مصباح ستشكل نقطة ضعف كبيرة لن يصعب على النجم البرازيلي دانييل ألفيش و ليونيل ميسِّي استغلالها لضرب الميلان، كما سيكون تشافي إيرنانديز أهم لاعب في كلتا المباراتين في حال استطاع التغلب على رقابة ماسيمو أمبروزيني الذي سيعوض مارك فان بومل الموقوف في الذهاب، أو فان بومل نفسه في الإياب و ذلك بسرعته مقارنة بالإيطالي و الهولندي. مشاركة أليكسيس سانشيز تبدو مهمة للغاية أيضًا كونه اللاعب الذي يمتلك أفضل المقومات لمنافسة سرعة إجنازيو أباتي على رواق الميلان الأيمن، و هو تغيير تكتيكي يجب أن يقوم به جوارديولا للتغطية على ضعف جبهته اليسرى دفاعيًا، ما يعني إبقاء أباتي في الحالات الدفاعية بشكل أكبر و عدم منحه أي فرصة للتقدم للأمام خاصة في ظل تضاؤل فرص مشاركة بلال أبيدال في أي من المباراتين.