تفسير آل عمران (19(
189 – ثمّ بيّن سبحانه أنّه غنيّ عن عبادة خلقه فقال (وَلِلّهِ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) فلا يحتاج إلى عبادة أحد من خلقه ، فإن دعوتم
الناس إلى عبادته أيّها الأحبار فإنّكم تؤجَرون وإن تركتم الدعوة ورضيتم
بالإشراك فإنّكم تخسرون 1، (وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلو شاء
لهداهم إلى التوحيد ولكن يهدي من يستحقّ الهداية ويضلّ من يستحقّ الضلالة
.
---------------------------------------------
1[ومثلها في التوراة "17 قَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِآل إِسْرَائِيلَ.
فَـتسْمَعِ الْكَلِمَةَ مِنْ فَمِي وتَنْذِرُهُمْ عنّي. 18إِذَا قُلْتُ
لِلمنافقِ: إنّك تَمُوتُ مَوْتاً وَمَا أَنْذَرْتَهُ أَنْتَ وَلاَ
تَكَلَّمْتَ إِنْذَاراً لِلمنافقِ مِنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ ليتوب,
فَذَلِكَ المنافق يَمُوتُ بِإِثْمِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ
أَطْلُبُهُ. 19وَإِنْ أَنْذَرْتَ المنافق وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ شَرِّهِ
وَلاَ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ, فَإِنَّهُ يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. أَمَّا
أَنْتَ فَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ." – حزقيال 3: 17-19 ، فما أحرى بذوي
العلم فينا من هداية الضالّين ! –
المراجع ]
200 – ثمّ حثّ الله المؤمنين على الصبر والثبات في قتال الكافرين فقال (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ) على قتال الكافرين ولا تجزعوا
(وَصَابِرُواْ) إخوانكم ، أي أوصوا إخوانكم بالصبر ، والمعنى فليصبّر بعضكم
بعضاً ، وهذا على وزن اكتبوا وكاتبوا ، (وَرَابِطُواْ) في مكانكم ، يعني
لازموا أماكنكم ولا تنهزموا (وَاتَّقُواْ اللّهَ) في هذه الأوامر ولا
تتخاذلوا (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) في قتالكم وتنتصرون على عدوّكم .