قلب
نادي مانشستر سيتي الطاولة على ضيفه نادي تشيلسي بعدما كان متأخراً بهدفٍ
دون رد عاد وحول النتيجة في النهاية إلى تقدم بهدفين مقابل هدف في اللقاء
الذي أقيم على ملعب طيران الاتحاد لحساب الجولة الـ29 من الدوري الإنجليزي
الممتاز.
تشيلسي استحق هذه النتيجة اليوم بعد الانكماش غير المبرر
طوال اللقاء والتشكيل الدفاعي للمدرب "روبيرتو دي ماتيو" الذي جعل فريقه
المنتشي يظهر بهذا المستوى المتواضع أمام المان سيتي الذي لم تخطف الفوز
أبداً وكان الأفضل طوال اللقاء والأجدر بالنقاط الثلاث.
الآن إلى إيجابيات وسلبيات المباراة ... إيجابيات
الضغط الرهيب الذي مارسه المان سيتي على خط وسط البلوز، الذي بدا عاجزاً
أمام تمريرات باري وتوريه ونصري القصيرة، فقد اعتمد مانشيني على الاختراق
من عمق الدفاع في الشوط الأول وكاد يظفر بهدف على الأقل من محاولاتين لنصري
وبالوتيلي من انفرادات واضحة نتجت من أخطاء كارثية في خط الوسط سواء من
لامبارد أو من ميكيل البعيد عن الصورة منذ فترة، وهذا ما حاول دي ماتيو
علاجه بإخراج ميريليش والدفع بمسمار خط وسط البلوز إيسيان.
تغيرات المدير الفني الإيطالي للمان سيتي "روبيرتو مانشيني" كانت ناجحة
للغاية، خاصة الدفع بالأرجنتيني "تيفيز" و سحب غير المطلوب في لقاء كهذا
"دي يونج" وهذا ما أعطى تحسن واضح على مستوى خط هجوم السيتيزن وساهم في
العودة الرائعة بعد التأخر بهدف كاهيل.
أثبت
البرازيلي "راميريس" بأنه جوكر نادي تشيلسي هذه الأيام وهو اللاعب القادر
على اللعب في أي مركز في خط الوسط، ففي كل مباراة نجد المدير الفني يدفع
براميريس في مركز جديد في وسط الميدان، فبعدما لعب كجناح أيسر في لقاء
نابولي، عادل البرازيلي اليوم وشغل مركز الجناح الأيمن؛ لشعور دي ماتيو
بخطورة هذه الجبهة في ظل وجود نصري وكليتشي، ولم يخيب راميريس ظن مدربه
وتألق وأغلق الجبهة اليسرى للسيتي تماماً بمساعدة إيفانوفيتش وبوسينجوا
اللذان تبادلا مركز الظهير الأيمن في اللقاء. من
أبرز إيجابيات المقابلة مستوى تيفيز المبهر في أول لقاء يشارك فيه منذ
الغياب الطويل عن الملاعب، فلم يكن متوقع أبد أن يقدم الأباتشي هذا الأداء
الرائع حيث تمكن من صناعة الهدف الثاني لنصري بتمريرة سحرية وكان حاضراً في
الدقائق القليلة التي شارك فيها مما يؤكد بأنه لاعب محترف لأبعد الحدود.
قام المدير الفني لنادي تشيلسي "روبيرتو دي ماتيو" بتعديل طفيف في تشكيلته
الأساسية التي بدأ بها اللقاء والتي احتوت على ثغرة واضحة على مستوى خط
الوسط ، فقد سحب الحاضر الغائب في الشوط الأول "راؤول ميريليش" ودفع
بالغاني "مايكل إيسيان" الذي أغلق تماماً خط الوسط بجوار النيجيري ميكيل
واستطاع هذا الثنائي التغطية أمام خط الدفاع بجدار أفريقي عازل. قدم الدولي الفرنسي "سمير نصري" مباراته الأفضل بقميص المان سيتي منذ
انتقاله الصيف الماضي قادماً من آرسنال، فقد كان سمير شعلة نشاط في خط وسط
السماوي وساهم في معظم الهجمات وكان العنصر الأخطر على دفاع البلوز،
وبالفعل تم مكافأته بهدف الفوز الذي أحرزه في وقتٍ قاتل أعاد السيتي للضغط
على اليونايتد في الصدارة.
سلبيات
دفع "دي ماتيو" ضريبة إشراكه اللاعب النيجيري "جون أوبي ميكيل" في لقاء
مهم ومصيري كهذا وهو البعيد عن المشاركة منذ فترة مع المدرب البرتغالي
"فيلاش بواش"، فمن غير المعقول أن تفضل ميكيل على الغاني إيسيان وتدفع به
أمام خط وسط هو الأقوى في الدوري، لذلك كان لابد أن يكون الاستحواذ
والسيطرة في أم المعارك لصالح أصحاب الملعب في ظل وجود ميرليش وميكيل.
الإرهاق
الذي ظهر على نجوم الصف الأول في المان سيتي والذين شاركوا دون راحة في
أكثر من 40 مباراة و6 بطولات حتى الآن في عموم الموسم ، فعلى سبيل المثال
الإسباني "دافيد سيلفا" الذي ظهر بمستوى باهت في اللقاء نتيجة الإرهاق
وتوالي المباريات، فهذا ليس سيلفا البدايات أبداً، وأيضاً يايا توريه الذي
خاض مع منتخب بلاده بطولة الأمم الأفريقية في يناير الماضي بدا عليه إرهاق
واضح.
هذه المشكلة سببها الرئيسي المدرب الإيطالي بإغفاله لبناء
البديل الجاهز طوال الموسم، أو الاعتماد على عناصر احتياطية في بعض
المباريات التي كانت تنتهي لمصلحة السيتي بخماسيات وسداسيات وكان من الأفضل
الدفع فيها بالبديل.
واصل المهاجم الإيطالي "ماريو بالوتيلي" مستواه المخيب في هذا اللقاء وكان
أسوأ لاعبي السيتي على الإطلاق، لتستمر سلسلة المباريات التي يقدم فيها
سوبر "مشاكل" هذا الأداء المتواضع والذي لا يخدم أبداً فريقه في هذا الوقت
الصعب من الموسم، خاصة بعد الانفراد الصريح الذي أضاعه في الشوط الأول
والذي كان فيه اللاعب الغاني الأصل وجهًا لوجه مع الحارس "بيتر تشيك" من
نصف الملعب.
غياب الطموح عن البلوز في هذا اللقاء وظهور الفريق وكأنه لا يريد الفوز
بالمقابلة بل تحقيق التعادل والخروج بنقطة من ملعب الاتحاد، هذا الأمر اتضح
للجميع في اللحظة التي تعرفنا فيها على تشكيلة "دي ماتيو" التي ستبدأ
المباراة، فالدفع بخمسة لاعبين في خط الوسط بجانب رباعي دفاعي والاعتماد
فقط على رأس حربة وحيد هو "فيرناندو توريس" لن يحقق الفوز أبداً ولا أعتقد
بأن أي مدرب يبحث عن الخروج بنتيجة إيجابية يدفع بمثل هذا العدد من لاعبي
الوسط أصحاب الطابع الدفاعي والإبقاء على لاعبين في حجم "دانيل ستوريدج"
وديديه دروجبا" على مقاعد البدلاء كان خطأ كبيراً من المدرب الإيطالي وكان
لابد من تداركه سريعاً والدفع بأنياب هجومية في الشوط الثاني ولكن هدف
"جاري كاهيل" كان خادعًا لدي ماتيو الذي فضل التراج أكثر للخلف.
انضموا لصفحة جول.كوم للأخبار العربية على الفيس بوك