Getty
هل سيرحل روبنهود؟ هل سيبقى؟ هل سيكون
وفيًا للنادي الذي كان سببًا في نجوميته؟ أم أنه سيُكرر السيناريو المعروف
كل موسم، وسيسير على خطى زملائه السابقين "تيري هنري، إيمانويل أديبايـور،
كولو توريه، سمير نصري، سيسك فابريجاس....إلخ"، تلك هي الأسئلة التي ينتظر
عشاق آرسنال الإجابة عليها.
فهل سيكون آرسنال هكذا... هو كما يقول المثل
"يُزين جوهرته، ثم يفقدها وهي في قمة رونقهـا"، لكن أنا من أريد طرح هذا السؤال على عشاق المدفعجية... هل سيموت آرسنال بدون فان بيرسي، هل سيرحل انتمائكم معه في حال رحيله؟!
لقد
عرفنا في كرة القدم أنه لا يوجد في عصر الاحتراف ولغة المال أي وجود لما
يُسمى "الوفـاء أو الانتماء"، ففان بيرسي لن يكون أوفـى لآرسنال من هنـري
وباتريك فييرا، وكلاهمـا رحلا وفضلا الذهاب لأندية أخرى ليكون لديهم فرصة
أكبر للفوز بالبطولات عن استمرارهم في آرسنال.
ربما يكون فان بيرسي
سجل 33 هدفًا لفريقه في جميع المسابقات حتى الآن هذا الموسم، لكن آرسنال
الذي حقق فوزه السادس على التوالي على إيفرتون على ملعب الجوديسون بارك
أثبت أن فان بيرسي ليس الرجل الوحيد وراء هذه الانتفاضه.
ظهر الهداف
الهولندي بشكل هو الأروع له في الموسم، وحسم مباريات لفريقه، ليفوز في
كثير من الأحيان هذا الموسم على لقب أفضل لاعب في تقييم
القسم الإنجليزي لجول.كوم،
لكن اللاعب لم يفعل هذا كله بمفرده، فلقد ظهر لاعبين آخرين تألقوا بصـورة
ملحوظة، كما أن استعادة آرسنال لبعض لاعبيه المصابين في النصف الثاني من
الموسم كانت سببًا في تغيير مسار النادي ليُصبح أقوى الأندية ليس فقط في
إنجلترا بل في العالم كله.
لقد انتهى عصـر النجم الأوحد منذ عهد
دييجو أرماندو مارادونا ومن قبله بيليـه، وأصبحت الجماعية هل كل شيء في كرة
القدم في الوقت الحالي، لكن هذه ليست دعوة لكي يُفرط آرسنال في نجمه
وهدافه،
لكن أردت أن أسرد إليكم خمسة رجال كانوا السبب في هذا المردود الرائع للمدفعجية مؤخرًا.على
الرغم من اعتراضي على سياسته التقشفية في الإيماريتس، لكن يظل فينجر هو
مصدر الإلهام وراء فلسفة آرسنال، والوحيد القادر على اعادة ربيع المدفعجية.
الفيلسوف
الفرنسي هو السبب الأول في الطفرة الرائعة التي يُحققها الفريق، فالمدرب
الفرنسي تحمل بداية موسم هو الأصعب في تاريخه، بداية بفقدانه أبرز لاعبيه
الموسم الماضي "نصري، فابريجاس"، وتعرض نجمه الشاب جالك ويلشير لإصابة
خطيرة في مطلع الموسم، ثم بالنتائج الكارثية للفريق وأبرزها سقوطه أمام مان
يونايتد بثمانية على ملعب أولد ترافورد.
خرج آرسنال من بطولة تلو
الأخرى ليصل للموسم السابع على التوالي بعيدًا عن منصات التتويج، المتابعين
توقعوا الأسوأ أن الفريق لن يستطيع الدخول في المربع الذهبي وحجز مقعده في
دوري الأبطال في الوقت الذي يُقدم فيه غريمه توتنهام ونيوكاسل وحتى تشيلسي
نتائج رائعة.
لكن بعد ستة أشهر أصبحت الصورة مختلفة تمامًا وذلك
بفضل الإيمان في فينجر، وإيمان المدرب نفسه في قدرة لاعبيه على التعافي،
حيث قال للصحفيين بعد مباراة إيفرتون "
كنت دائمًا متفائلاً لأنه
إذا نظرتم إلى نتائجنا ابتداً من أكتوبر فكان لدينا مباراة واحدة سيئة
وخسرنا ثلاثة مباريـات ولم نكن نستحق هذه، لذلك شعرت أننا يمكن أن نرتد مرة
أخرى، نحن في حاجة إلى نكون أقوياء وأعتقد أننا بحاجة إلى ذلك حتى نهاية
الموسم". فينجر
نجح في منح لاعبيه الثقة في قدراتهم، وكان هو السبب الأول في تألق فان
بيرسي بفضل استراتيجيته بالاعتماد عليه وحيدًا في المقدمة وبناء خلفه قاعده
تمده بالكرات وتمنحه الكرات لإنهائها داخل الشباك في وجود الثنائي ثيو
والكوت وأليكس تشامبيرلين.
لا
يجب اغفال حقيقة أن ووجيتش تشيزني هو أفضل الحراس في البطولة الإنجليزية
هذا الموسم، حيث نجح الحارس البالغ من العمر 21 عامًا فقط النضوج بإستمرار
على مدار الموسم ليُصبح ركيزة أساسية في تشكيلة ىرسنال.
الحارس
البولندي قدم مردود رائع، الأمر الذي منح لاعبي المدفعجية الثقة في حارسهم
وهذا شيء مهم للغاية، فهو زعيم في الدفاع يوجه زملائه ويُنظم دفاعاته في
المواقف.
عانى تشيزني بداية صعبة مثل الكثير من الحارس كدافيد دي
خيا في مانشستر يونايتد، لكن بعد أن غرس فينجر فيه الثقة والإيمان بهر حارس
ليجا وارسو السابق الجميع بأدائه، ليُثبت أن فينجر هو بحق كشاف النجوم.
إذا
قلنا أن فان بيرسي هو من يصنع الانتصارات لآرسنال، فتشيزني كان هو من
يُحافظ عليها، فما الفائدة أن تُسجل أهداف لكن شباكك تستقبل الأهداف،
وتحديدًا مباراة ليفربول عندما نجح في التصدي لركلة جزاء من ديريك كَويت،
وأنقذ فرص محققة بالجملة.
ليس
فان بيرسي وحده هو صاحب الأهداف الحيوية والحاسمة لآرسنال، لكن المدافع
البلجيكي فيرمالين أثبت أيضًا أنه محوريًا للعملاق اللندني في آخر
مباراتين، فأحرز له هدف الفوز القاتل 2/1 على نيوكاسل، ثم عاد يوم الأربعاء
ليؤمن نقاط المباراة الثلاث لفريقه على ملعب الجوديسون بارك بالفوز على
إيفرتون.
كل فريق يحتاج إلى مثل هذا اللاعب
- الذي يمكن أن يكون له تأثير على طرفي الميدان - وفيرمالين هو بالتأكيد هذا الرجل لآرسنال، وهنا أريد أن أقف معكم عند هدفه الثمين في نيوكاسل يونايتد.
فالفيرمياناتور
قطع طول الملعب بأكملة بمجهود بدني ولا أروع في اللحظات الاخيرة بعد ان
كانت الهجمة لصالح نيوكاسل ليصل لمنطقة جزاء الماكبايس ويُتابع كرة عرضية
من والكوت داخل الشباك.
اللياقة البدنية للمدافع البالغ من العمر 26
عامًا كانت لها أهمية قصوى هذا الموسم بعد شفائه تمامًا من إصابته في وتر
إيخيليس التي أبعدته عن معظم مباريات الموسم الماضي، ليكون اللاعب أخيرًا
قادرًا على لعب كرة القدم بشكل منتظم حيث بدأ 17 مباراة من 18 مباراة حتى
الآن.
لاعبًا
آخر ساعدة عودته من الإصابة عودة انتصارات آرسنال، وهو الظهير الأيمن
بكاري سانيـا الذي يعتبر حاليًا هو الأفضل في مركزه في الدوري الإنجليزي
الممتاز.
اللاعب الفرنسي جعل الجبهة اليمنى هي اليد الطولى لآرسنال،
فنجح في مباراة توتنهام في تسجيل هدفًا برأسية نموذجية توضح تعدد مهارات
وإمكانيات هذا اللاعب، ثم أرسل تمريرة حاسمة لزميله روزيسكي.
وفي مباراة ليفربول، عاد سانيـا ليُنهي فاعلية خوسيه إنريكي تمامًا، وينجح في صناعة الهدف الأول لفان بيرسي بكرة عرضية متقنة.
روزيسكي
هو واحد من أبطال العودة التاريخية لآرسنال أمام توتنهام وقلب تأخره
بهدفين لفوز ساحق بخماسية، في البداية كان أداء لاعب الوسط في كثير من
الأحيان دون المتوسط، لكنه نجح أخيرًا في شق طريقه في صفوف الفريق ليتحول
بسرعة إلى جزء من سيمفونية الإيماريتس.
الدولي التشيكي البالغ من
العمر 31 عامًا أتم هذا الصيف ست سنوات في آرسنال، لكن وقته في العاصمة
الإنجليزية كان متناقضًا بين مردود باهـر، ومستوى متواضع، لكن لاعب بروسيا
دورتموند السابق أعاد اكتشاف نفسه واستغل فرصة غياب جاك ويلشير ليُعبر عن
نفسه هذا الموسم.
تألق روزيسكي الفترة الأخيرة بشكل كبير، فكان هو
ممول الهجوم بالكرات وحلقة الربط بين وسط آرسنال وهجومـه، يُقدم الشقين
الدفاعي والهجومي على أكمل وجه، وظهر ذلك جليًا في مباراتي توتنهام وميلان
في إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.
أيضًا لا يجب أن نغفل دور كلاً من ثيو والكوت على الأطراف، وبراعة أليكس سونج في وسط الميدان، وكلها عوامل أزاحت الضباب عن آرسنال.