عندما ترتدين حجابك ماذا تحتسبين؟ اختي في الله...
**سـؤال: الفرح والحزن… تلك المشاعر أين تبدو؟
حـديث العيون وفتنتها… أين يـكمن؟
الاهتمام أو اللامبالاة… كيف نحس بهما؟
علامات الجمال والملاحة… مشاعر الحب أو الكراهية… كلها نقرأهــا في صفحات الوجه… فهل توافقينني الرأي؟
عزيزتي:
لو
قدمت لك سبع صور لأيدي نساء، وطلب منك أن تحددي المرأة الجميلة من الدميمة
من خلال صور أيديهن فقط! أظنك ستقولين بتعجب: بالتأكيد لن أستطيع تحديد
ذلك، فقد تكون اليد جميلة بينما صاحبتها دميمة، فمن الظلم أن أحكم على
جمال امرأة من خلال يديها! ولكن دعوني أرى وجهها لأصدر لكم الحكم العادل.
أحسنت يا موفقة..
فإنك
لو حكمت على جمال امرأة من خلال صورة يدها لخالفك الجميع في ذلك، بينما لو
قدمت لك سبع صور لوجوه نساء مختلفات، لحددت مباشرة الجميلة من الدميمة دون
أن تحتاجي لأن تطلبي رؤية يدها ولا قدمها! فالأمر واضح أمامك وسيؤيدك
الجميع إلى ما ذهبت إليه..
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه
الله: "ولا يخفى أن وجه المرأة هو أصل جمالها، ورؤيته من أعظم أسباب
الافتتان بها -كما هو معلوم- والجاري على قواعد الشرع الكريم هو تمام
المحافظة والابتعاد عن الوقوع فيما لا ينبغي" (أضواء البيان: 6/200).
أخيتي انتبهي! نعم انتبهي جيدًا..!
قفي
الآن أمام المرآة وتحسسي وجهك بيدك، وتأملي تلك النضارة، تأمليها بعمق، هل
هان عليك أن تلفحه النار؟ فيسقط الجلد وتبقى العظام! احفظي وجهك في الدنيا
من نظرات الرجال الحارقة ليحفظه الله من حرقة جهنم، واستريه عن غير محارمك
فإن الفتنة إن لم تكن في الوجه والعينين فأين تكون؟!
ماذا تحتسبين في لبس الحجاب الشرعي الكامل؟
1-
ثواب السمع والطاعة والرضا والتسليم لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه
وسلم، أي الفوز بالجنان التي تجري من تحتها الأنهار قال الله تعالى: {تِلْكَ
حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ} [النساء: 13].
2- عبادة تتقربين بها إلى الله محتسبة قوله تعالى في الحديث القدسي: «…وإن تقرَّب مني شبراً، تقرَّبت إليه ذراعاً، وإذا تقرَّب إلي ذراعاً، تقربَّت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة» (جزء من حديث رواه مسلم: 2675).
3- الله سبحانه يحب الحجاب فاحتسبي أن يحصل لك حب الله ورضاه لأنك تفعلين محابه، قال الله تعالى في الحديث القدسي: «وما
تقرَّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرَّب إلي
بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به
ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينَّه ولئن
استعاذني لأعيذنَّه..» (صحيح البخاري: 6021).
4- أجر
الصبرعلى طاعة الله تعالى والصبر عن معصية الله، السخرية من حثالة القوم
حرارة الطقس، وما أروع قطرات العرق تنحدر من جبينك لتملأ وجهك النقي عندما
تحتسبينها عند الله، ولن يزعجك وجودها أبداً فهي لا تعني لك شيئاً! لأن
المحب يصبر من أجل رضا محبوبه، ولن تكون شدة حرارة الطقس سبباً في تهاونك
بالحجاب أبداً لأنك تدركين جيداً معنى قول الله تعالى {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة: 81].
5- ثواب نصرة الإسلام عن طريق نصرة الحجاب الشرعي بتكثير سواده في المجتمع، فأبشري بالعز والظفر، قال الله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].
6-
ثواب الاقتداء بالصالحات والتشبه بهن، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف تقول في
رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المرء مع من أحب} (البخاري – الفتح 10/ 6169).
7- ثواب العفاف، فأنت مأمورة بصون عرضك وحفظ نفسك، وهي عبادة تؤجرين عليها، والحجاب يعينك على أداء هذه العبادة.
8-
أجر صون المجتمع من الاختلاط المؤدي إلى الرذيلة وتفشي الفاحشة، فإنك
بالتزامك بالحجاب الشرعي الكامل تقفين مع أخواتك المحجبات سداً منيعاً دون
تقدم الفساد في بلادك، أما إن كان عدد المحجبات قليلاً في بلدك فالسيل
يبدأ بقطرة واحدة، فارتدي الحجاب واحتسبي أن تكوني أنت تلك القطرة.
9-
ثواب إحياء الفضيلة ونشرها، فمجتمع نساؤه جميعهن محجبات أحرى بأن تسوده
الطهارة والعفة، وحجابك لبنة أساسية في بناء الفضيلة فتمسكي به بقوة لأن
العواصف حولك شديدة وإن لم تكوني قوية بإيمانك فسيطير حجابك مع الأوراق
والغبار.
10- احتسبي أن الحجاب مظهر من مظـاهر تميز الأمة الإسلامية، وفيه مخالفة لليهود والنصارى وغيرهم.
11- أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
ذلك
أنك بارتدائك الحجاب الإسلامي تتعاونين مع أخواتك المحجبات على معاونة
الشاب المسلم على حفظ نفسه حتى لا يفتتن بك وتفسدي عليه دينه وصفاء قلبه،
وما يتبع ذلك من فساد أخلاقه فتأثمي لأنك كنت السبب في ضلال شاب مسلم شعرت
أم لم تشعري، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (البخاري، الفتح 1/ 13). ولا أظنك تحبين أن يفتنك أحد في دينك لتخسري آخرتك فلا ترضيه لغيرك.
الحجاب صمام أمن للمجتمع، وغيابه يعني انفجار المجتمع!