Getty
بصراحة
ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذه المقالة، فقد خشيت وساورتني الشكوك بأن لا
أحد سيستمع خاصةً فى هذه الأوقات، ولكن عزمت على الكتابة عملاً بمبدأ (
يوضع سره ) !! وطبعا واضح من عنوان المقالة لماذا خشيت عدم الإنصات لأياً
من كلمات تلك المقالة نظراً لأنها موجهة لأهالي مدينة بورسعيد، الرافضين
حالياً أي كلمات غير كلمات نوابهم ومحركي جموعهم، حيث يعتبرون كل ما هو غير
بورسعيدي عدو!، وأن كل من في مصر يضمرون شراً بمدينتهم ممثلة في ناديهم –
حسب فكرهم .
والحقيقة
بالفعل أن هناك حالة عداء بين معظم الشعب المصري وأهالى مدينة بورسعيد خاصة
بعد محاولاتهم الأخيرة لإقتحام مبنى هيئة قناة السويس! وتعالي كلمات غبية
عن الإستقلال! وضرب سفن القناة!، وغيرها من الدعوات التي لا تصدر سوى من
عقل غيبه التعصب والفكر الجاهل .
أهالي بورسعيد بماذا كنتم تفكرون
عندما حاولتم إقتحام قناة السويس؟، وهي المصدر الحالي للدخل القومي لمصر في
ظل موت السياحة وإنعدام التصدير، أي أنكم تقتلون قوت المصريين بتلك
الأفعال الخرقاء!، هل دار بخلدكم أنكم بأفعالكم هذه تجتذبون سخط وعداوة
باقي محافظات وشعب مصر عليكم .! أم سترددون مقولة بورسعيد بريئة أيضاً
وأين
النواب المحترمون؟، أي فكرة جهنمية سيخرجون علينا بها ليبرروا تلك الأفعال
الحمقاء، طبعا سيقولون بأن القرارات أعمت الأولاد ولم نستطع السيطرة
عليهم!، وبورسعيد تحس بالقهر والظلم إلخ.
يا أهل بورسعيد مننتم على
شعب مصر بتصديكم للعدوان الثلاثي – فرنسا وإنجلترا وإسرائيل - بمفردكم وأنه
لولاكم لدخلت جحافل تلك الجيوش للقاهرة، وهذه مقوله سمعتها بأذني من
نائبكم فرغلي ، هل هذه فكرتكم عن الجسد الواحد، عن الشعب الواحد؟ !.
|
لو بهذا المنطق فسيخرج أهالي بلدتي المنصورة ليمنوا على الشعب المصري
ويعايروهم بأنهم لولاهم لكانت مصر ترزخ تحت الحكم الصليبي حتى الآن! لأننا
أسرنا الملك لويس ملك فرنسا !.
وهل يجب أن تعاير مصر الأمة الإسلامية لإيقافها الحروب الصليبية والمغول الذين كانوا سيمحوا الهوية الإسلامية !.
هل
يجب على أهل الدلتا بأن يعايروكم شخصياً على إستضافتهم لأسركم إبان الحروب
مع إسرائيل وعمليات التهجير المستمرة لكم! كما تحاولوا رد الجميل بطرد
العمالة الموجودة داخل بلدتكم – ومعظمهم من أهل الدلتا .
هى أسئلة
للفكر وليست لزيادة وتأجيج نار الفتنة والتعصب، أسئلة نريد أن نخلص منها
بأن البلد مثل العائلة الواحدة لا يجب أن يشذ أحد أفراد العائلة عن جمع
العائلة وكلمتها المتفق عليها بالغالبية ، وإلا سيكون منبوذ حتى وإن كان ما
زال يحمل إسم العائلة !.
لا نريد يوماً بعد سنوات .. يكون فيه
البورسعيدي يخجل من الإفصاح عن هوية بلدته! نعم قد تحدث، فلو زادت تلك
الأعمال الموتورة عن ذلك ستوصم تلك المدينة بأنها بلدة الشغب والعدوانية
بدلاً من كونها بلدة التصدى للعدوان ومقاومته !.
أهالي بورسعيد ما سبب نقمتكم على القرارات ؟ فلنفترض جدلاً بأن ما يسمى
إتحاد الكرة بدلاً من إتخاذه تلك القرارات الأخيرة أعلن أنه سيصعد القضية
للفيفا ليفصل ويحكم فيها لأنه لا تتوفر لديه اللوائح المناسبة لتلك الحالة
الشاذة، فهل في عرض الأمر على جهة محايدة أمر يسبب تلك الغضبة الهائلة ؟؟
بالعكس لو كنتم ترتضون بالحق وتوقنون ببراءة جماهير ناديكم كنتم سترحبون
بذلك، والآن لنعتبر أننا ما زلنا في بداية المشكلة وأعدوا ملف يشمل دفوعكم
ولتذهبوا للفيفا تشتكوا من القرار ، بس موضوع سهل وبسيط .
لكن
الكِبر والتهييج الجماهيرى من قبل النواب والألتراس سيقود الجميع لحالة
نربأ بمصرنا عنها ، نرجوكم ضبط النفس، فالأمر أصبح فى يد من لا يحب أو يكره
فصيل عن آخر ، يعني لا يعرفوا حسن حمدي ولا زاهر ولا غيرهم و يتأثروا ولا
يحكموا إلا بناءاً على المستندات .
الكرة في ملعبكم الآن – وآآآآة
لقد نسينا الكرة وتفرغنا للكره!، أرجوا من كل بورسعيدي مصري حر محترم عدم
الإنسياق لتلك الأفعال المشينة، والعودة رويداً لحضن العائلة الكبيرة مصر ،
منتظرينكم ..