يا ضيعة الحق لعبدالرحمن العشماوي لمن تسطر ما أمليه يا قلمي
ومن سيسمع ما أنشدت من نغم ؟؟
أأمتي سوف تصغي ،وهي غارقة
في لهوها ،أم ستصغي "هيئة الأمم؟
أم سوف تسمع آهاتي و تنقذني
من حرها دول موبوءة النظم ؟
تبدي المواساة لي حتى إذا وجدت
إلى دمي مسلكاً راحت تريق دمي
لمن أغني ؟ و آمالي محطمةً
في عالم قد بلاه الله بالصمم
يرى الحقيقة كالشمس التي برئت
من الغيوم فيرضى السير في الظلم
لمن أغني ومن حولي يعيش على
عزف الرصاص، ويخشى رقة النغم؟؟
يا بلبلا لم تزل تشدو وتطربنا
كأننا من صداك العذب في الحلم
عيناك نبعان من حب ومن أمل
ولم يزل قلبي الولهان جدّ ظمي
إني رأيت عيونا أتخمت نظرا
إليك، لكنها لم تشك من سأم
أنا وأنت نعاني من مشاعرنا
والناس مابين مبهور ومنسجم
قالوا:ركبت خيالا فاختفيت به
عن واقع مؤلم في عالم القيم
فكيف تهرب من وجه الزمان ،ولن
تهون أحداثه إلاّ لمقتحم ؟؟
وكيفت تبكي، وفي عينك أغنية
وكيف تستنهض الدنيا، ولم تقم؟
نبشت ذاكرة التاريخ فانكشف
عن وجه عمرو وإقدام معتصم
فهل أعدت إلى الأيام بهجتها
وهل محوت الأسى من قلب منهزم؟
وهل جعلت رياح الصيف باردة
وهل صعدت بما تشكو إلى القمم؟
وهل حملت شعار الحق ترفعه في
وجه مستهتر بالدين والقيم؟
يالائمي ،وجراح القلب نازفة
وبي من الحزن ما يغني عن "القسم"
قصيدتي قطعة من خاطر لعبت
به الهموم فلم يغرق ولم يعم
مازلت في هذه الدنيا كمغترب
يهفو إلى الدار،لم يرحل ولم يقم
يظل في حيرة تبريه لهفته
طريقه مظلم، والشوق في ضرم
حملت ذاكرتي ماكنت أحسبه
لولم أحملها يودي بذي الهمم
وصغت لحني، والأذهان تائهة
خلف السراب وآهاتي تسد فمي
ولم أزل أسأل النفس التي حملت
هم الزمان، ولم تغفل عن الشيم
يانفس ماذا ترين اليوم في بشر
يطاردون ركام العيش كالنعم؟!
بكيت لبنان حتى راح يهزأ بي
وتهت في عالم بالرعب مزدحم
وقبله كم بكينا القدس من ألم
فهل منعناه من حزن ومن ألم ؟
يا أمة لم أزل أشدو بعزتها
وإن تكن أصبحت ألعوبة الأمم
الشرق والغرب أعداء وإن وعدوا
وهل يصون دمي من يستبيح دمي ؟!ا