زلفى إلى أرض الهوى وسمائه *** أهرقت قلبا جف لون ردائه
ولقد دعتني قبلُ أشباهُ الدمى *** ودمي جريح عائذ بحيائه
فسترت بالليل المجرد عثرتي *** ونهيت جفني أن يجود بمائه
ولّى وعاندني الكلام وعقّني *** قلم يهيم الشعر في أحشائه
تتمايل الكلمات ساعة خطها *** ويد النهار ترد كف مسائه
كحرارة الرهبان في صلواتهم *** تذكو إذا بدر علا بسمائه
سفر النهار وتحت برقعه غد *** جعل العهود تطوف حول وفائه
أسرجت هما بالمنى ثم استوى *** جرح عليه يحب طعم دمائه
جادت به أم البنين وهل أنا *** بدع الهوى لا يكتوي ببلائه
راعتك حتى خلت ثوب نفارها *** حاكته كف الغدر من أشيائه
وبعينه يسقي بنيه ولا أب *** إلا يرى التاريخ في أبنائه
وبزرقة الأشواق يبعث حظهم *** والميت أطوعنا لدى إحيائه
ضحك البكاء وليس عيبا إذ رأى *** نعم الكريم توحدت في لائه