ألامسية القرأنية - في حب النبي الهادي د - للنابلسي fسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة المؤمنون:
بعد أيام تمر ذكرى مولد سيدنا محمد بن عبد الله عليه صلوات الله، هذه الذكرى عزيزة على كل مسلم، يتلهف لها قلبُ كل مؤمن.
وقد جرت العادة أن يحتفل المسلمون بعيد المولد كل عام، فيقيمون الزينات، ويرفعون اللافتات، ويقرؤون الصلوات ويأكلون الطيبات.
أيها الإخوة المؤمنون:
جميل
بنا أن نعلن عن فرحتنا، ونعتز بإسلامنا، ونفخر بنبينا عليه الصلاة
والسلام، وجميل بنا أيضاً أن نعرفه حق المعرفة، وأن نقدره حق التقدير ولكن
الأجمل من هذا وذاك أن نهتدي بهديه، وأن نقتفي أثره وأن نسير على سنته، قال
تعالى:
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)﴾
[سورة آل عمران]
لقد كان صلى الله عليه وسلم رحيماً رقيق القلب لين العريكة فهو رحمة مهداة كما قال عن نفسه، فهل نحن رحماء، هل يرحم بعضنا بعضاً.
صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله... يا من كانت الرحمة مهجته والعدل شريعته، والحب فطرته، والسمو حرفته ومشكلات الناس عبادته.
وسأقصر
هذه الخطبة عن رحمته صلى الله عليه وسلم هذه بعض مواقفه الرحيمة فلعلنا
تهزنا وتدفعنا إلى التأسي بها، فهو رحمة مهداة فلعلنا نتأسى به ونجعل من
التراحم والتعاطف والتسامح وسائل نتعامل بها فيما بيننا.
فالراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
أيها الإخوة المؤمنون:
الرحمة
عند رسول الله تعدل العبادة والجهاد في سبيل الله.. جاء رجل يسعى إلى رسول
الله ويقول: يا رسول الله جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان،
فيجيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما ))
ويسأله رجل: يا رسول الله إني
أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه فيجيبه الرسول الكريم هل بقي من والديك أحد حي ؟
قال نعم، أمي، فيقول له محمد صلى الله عليه وسلم: قابل الله في برهما،
فإذا فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد ".
إن بسمة تعلو شفتي أب حنون، وتكسو وجه أم متلهفة لا تباع عند محمد صلى الله عليه وسلم بثمن حتى حين يكون الثمن جهاداً وعبادة.
أيها الإخوة المؤمنون:
في
المواطن التي تعظم فيها الحاجة إلى الرحمة نجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم يكثر من الدعوة إليها، فإذا حث على الرحمة بالطفل يركز بصورة أشد على
الرحمة بالطفل اليتيم، وإذا حث على الرحمة بالحيوان يركز بصورة أوفى على
الرحمة بالحيوان وهو يُذبح.
يقول أبو ذر رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجي العبد من النار ؟
قال الإيمان بالله.
قلت: يا نبي الله أمع الإيمان عمل ؟
قال: أن تعطي مما رزقك الله.
قلت: يا نبي الله فإن كان فقيراً لا يجد ما يعطي ؟
قل: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
قلت: إن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا يستطيع أن ينهى عن المنكر ؟
قال: فليعن الأخرق ( ضعيف الرأي(.
قلت: يا رسول الله، أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع.
قال: فليعن مظلوماً.
قلت: فإن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً.
قال: أما تريد أن تترك لصاحبك من خير... ليمسك أذاه عن الناس.
قلت: يا رسول الله أو إن فعل هذا يدخل الجنة ؟
قال: ما من عبد مؤمن يصيب خصلةً من هذه الخصال إلا أخذت بيده إلى الثانية حتى تدخله الجنة.
أيها الإخوة:
في
هذا الحديث ساق صلى الله عليه وسلم عدداً غير قليل من أعمال الرحمة والخير
ولم يجعل الثواب على من يفعلها جميعها، بل إن واحدة منها قادرةٌ على أن
تأخذ بيد صاحبها إلى قمة الثواب ألا وهي الجنة.
ومن
أولئك الذين يستحقون الرحمة من تسوقهم ضرورات العيش إلى الدَين ثم يعجزون
عن استرداده فيعانون هماً في الليل وذلاً في النهار لذلك يتقدم محمد صلى
الله عليه وسلم ليأسو جراحهم ويهب قلبه وحبَّه لمن يرجئ مدينه ويصبر عليه
حتى تحين ساعة فرج قريب، فقال:
(( عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نَفَّسَ عَنْ
مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً
مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ
اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا
سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ
الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ..))
[أخرجه مسلم والترمذي]
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَنْظَرَ
مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ (أي تنازل عن جزء من الدين ) أَظَلَّهُ اللَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْتَ ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ))
[أخرجه الترمذي وأحمد]
وقال أيضاً:
(( عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَرَادَ أَنْ
تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ فَلْيُفَرِّجْ عَنْ
مُعْسِرٍ ))
[أخرجه أحمد]
وعند نبينا صلى الله عليه وسلم
أن كل عمل رحيم يُعدُّ من أزكى العبادات بل إن أعمالنا الرحيمة إنما يراها
الله جل وعلا شكراً موجهاً إليه، فإذا زُرت مريضاً، فأنت إنما تزور الله،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:
(( عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ
مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ
رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ
فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي
عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ يَا
رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَمَا
عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا
عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يَا ابْنَ
آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ
وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ
تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ))
[أخرجه مسلم]
واليتيم والأرملة والمسكين أكثر الناس حاجة إلى الحنان والأمن والرحمة لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( عَنْ سَهْلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ
فِي الْجَنَّةِ وَقَرَنَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي
الإبْهَامَ ))
[أخرجه أبو داود وأحمد]
وقال أيضاً:
(( إن أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيم
مكرم، والذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم، وألان
له الكلام، ورحم يتمه وضعفه ))
وقال أيضاً:
(( عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ
يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي]
والجار ولا سيما إذا كان ضعيفاً، رقيق الحال أولى الناس بالرحمة لذلك ذكر صلى الله عليه وسلم أهم حقوق الجار فقال:
(( أتدرون ما حق الجار ؟ إذا استعانك
أعنته، وإذا استقرضك أقرضته وإذا وإذا افتقر عُدت عليه، وإذا مرض عدته،
وإذا أصابه خير هنأته وإذا أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات شيعته، ولا تستطل
عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فأهد له منها
فإن لم تفعل فأدخلها سراً، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده، ولا تؤذه بقتار
قدرك إلا أن تغرف له منها ))
وقال أيضاً:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ
يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ
كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ
لِيَصْمُتْ ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد]
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ
صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي
جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ
اللَّهِ فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا
وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ وَلَا
تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ ))
[أخرجه أحمد]
ومن فرط إحساسه صلى الله عليه وسلم بحاجة الحيوان إلى الرحمة كان كأنه يستمع إلى شكوى الحيوان المعذب، يقول عبد الله بن جعفر:
(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ
قَالَ أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لا أُحَدِّثُ بِهِ
أَحَدًا مِنَ النَّاسِ وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا أَوْ حَائِشَ
نَخْلٍ قَالَ فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ
فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ
وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ فَقَالَ مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ
لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لِي يَا
رَسُولَ اللَّهِ فـَقَالَ أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ
الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ
أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ ))
[أخرجه أبو داود وأحمد]
والرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، وإن الله ليعطي على الرفق مالا يعطي على العنف.
صلى الله عليك يا سيدي ريا رسول الله، فقد كنت رحمة مهداة وصدق ربنا جلى وعلى إذ قال:
﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)﴾
[سورة التوبة]
أيها الإخوة:
جميل بنا أن نحتفل بعيد المولد النبوي كل عام، فنقيم الزينات، ونرفع اللافتات، ونقرأ الصلوات، ونأكل الطيبات.
وجميل
بنا أيضاً أن نعرفه حق المعرفة، وأن نقدره حق التقدير ولكن الأجمل من هذا
وذاك أن نهتدي بهديه، ونقتفي أثره، ونسير على سننه وأن نكون فيما بيننا
رحماء يرحم كبيرنا صغيرنا، وغنينا فقيرنا، وقوينا ضعيفنا، فقد كان نبينا
صلى الله عليه وسلم مثلاً أعلى في الرحمة، إذا تراحمنا، كما أمرنا، فقد
احتفلنا حقاً بعيد المولد.
أيها الإخوة:
جاء في الحديث الشريف:
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ
أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لا تُنْزَعُ
الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ ))
[أخرجه الترمذي وأبو داود وأحمد]
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم
عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا
فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ
الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ فَقَالَ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي
بَلَغَ بِي فَمَلأ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى
الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ قـَالُوا يَا رَسُولَ
اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا قَالَ فِي كُلِّ كَبِدٍ
رَطْبَةٍ أَجْرٌ ))