ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ،
أما بعد...
قال الشيخ العثيمين : اللهم أجرنا .. هذه الآية خطيرة جدا !!
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ
قال الشيخ :
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
في شرح كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة
﴿ وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقيلَ اقْعُدوا مَعَ القاعِدينَ ﴾
اللهمَّ أجِرْنا ..
هذه الآية خطيرة جدًّا!
وميزان..﴿ كَرِهَ اللهُ انبِعاثَهُم ﴾ أي في الجهاد .
﴿ وَقيلَ اقْعُدوا مَعَ القاعِدينَ ﴾
فاحذر فتش إذا رأيت نفسك متكاسلاً عن الخير اخش أن يكون الله كره انبعاثك
في الخيرثُمَّ أعِد النظر مرةً ثانية وصَبِّر نفسك وأرْغِمْها على الطاعة،
واليوم تفعلها كارهًا وغدًا تفعلها طائعًا هيِّنةً عليك .
والمهم
أن هذا فيه تحذير شديد لمن رأى من نفسه أنه مُثبَّطٌ عن الطاعة، فلعل الله
تعالى كَرِه َأن يكونَ هذا الرَّجُل من عباده المُطيعين له فثبَّطَهُ عن
الطاعة.
.. نسأل الله أن يُعيننا على ذكرِهِ شكرِهِ وحسن عبادتِهِ ..
الشاهد من هذه الآية ..
قوله ﴿ كَرِهَ اللهُ انبِعاثَهُم فَثَبَّطَهُم وقيلَ اقْعُدوا مَعَ القاعِدينَ ﴾..لم يقل وقال لهم اقعدوا مع القاعدين لأن الله لا يأمر بالفحشاء، لكن قيل اقعدوا.
من القائل؟ النفس، لا ما هو الله، ( النفس )
النفس تُحَدِّث الإنسان تقول: اقعد ليس المرة هذه اذهب المرة الثانية..
الشيطان يثبّط عن الخير..
جليس السوء يثبّط عن الخير ..
ولهذا
حَذف الفاعل، أي القائل ليكون أشمل، فالذين يقولون اقعدوا مع القاعدين هم
عدة، ذكرنا ثلاثة منهم؛ النفس والشيطان والجليس السوء...