أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
ما هي الحياة؟ وما هي الشروط التي تؤدي إلى نشوئها؟ وأين توفرت هذه الشروط؟ وهل ما زالت متوفرة؟ وما هو مقدار الاحتمال النظري لنشوء الحياة؟ وأين نشأت الحياة الأولى؟ أم أنها تطورت في عدة أماكن من الكون وكل مرة بشكل مستقل؟ كانت هذه الأسئلة هي التي تراود أذهان علماء البيولوجيا في الغرب في مطلع هذا القرن، وعلى أساس أن الحياة قد نشأت عفويًّا (بالمصادفة) عن طريق تحول المادة الميتة إلى مادة حية بدون تدخل أي قوة عظمى سامية غير مادية!! ولقد حاولوا إثبات ذلك. وفي عام 1938م قام العالِمَان الألمانيان جروت وزوس بإجراء تجارب ترمي إلى تحويل المادة الجامدة الميتة إلى مادة حية، وذلك بتسليط الأشعة فوق البنفسجية على خليط غازي يتألف من ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، ولاحظا بعد فترة من الزمن تشكل مادتي الفورمالين وجليوكسال، وهما جزئيان عضويان يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالمنظومات الحية. وفي عام 1953م أجرى العالم الأمريكي ميلر تجارب مماثلة في مدينة شيكاغو؛ حيث قام بتحضير جو مشابه للغلاف الجوي الأرضي في بداية تشكله (منذ مليارات السنين)، وذلك بأن خلط بخار الماء مع الأمونيا والميثان والهيدروجين، ووضع الخليط في وعاء مغلق، ثم عرض الوعاء لتفريغ شحنات كهربائية متلاحقة حاكى بها البرق الذي يحدث في الغلاف الجوي للأرض، وبعد أسبوع من بدء التجربة وجد ميلر في أسفل الوعاء أحماضاً أمينية. وفي وقت لاحق أجرى الكثير من العلماء تجارب مماثلة ، ونجح العديد منهم في جعل الأحماض الأمينية تشكل بروتينيات كبيرة الجزئيات، أي عناصر لا وجود لها إلا في الطبيعة الحية. ولقد حقق العالم الألماني أنفرد أيجن الحاصل على جائزة نوبل إنجازاً رائداً في القيام بتجارب أدت إلى إجراء تقديرات عن مدى احتمال نشوء البروتينيات تحت شروط معينة؛ ومن ثَمَّ إلى نشوء خلايا حية في المراحل الأولى من تشكلها، ولقد وجد أيجن أن بث المعلومات الجينية داخل المقومات العضوية للحياة تعتبر معضلة قوية وتأكد أن احتمال توفر الشروط اللازمة لحدوث العملية بالمصادفة ضعيف جدًّا إلى درجة غير قابلة للتصور. وفي عام 1972م وصف العالم الألماني كابلان احتمال اجتماع البروتينيات المناسبة بمحض الصدفة في جزيء إنزيمي محدد ، بأنه ضعيف جدًّا إلى درجة لا يتصورها العقل فإذا كانت هناك سلسلته تتألف مثلاً من مائة حلقة من الأحماض الأمينية، فإن احتمال اجتماعها بالصدفة - كما يرى كابلان - لا يزيد عن 1من 10 (130) (واحد إلى يمينه مائة وثلاثون صفرًا)، وإذا ما علمنا أن عدد الذرات الموجودة في الكون كله لا يزيد على 10 (80) (واحد إلى يمينه ثمانون صفرًا) ذرة، ندرك كم هو ضعيف احتمال نشوء الحياة بالمصادفة في أي مكان بالكون. وبناء على الحسابات الاحتمالية للعالم الألماني كابلان فإن عالِمَي الفلك البريطانيين المتخصصين في مادة ما بين النجوم [سير/ فريد هويل وزميله شاندرا ويكرامسينج] أعلنا أن نشوء الحياة بالمصادفة عملية معقدة جدًّا إلى درجة أنها لا يمكن أن تكون قد حدثت في منطقة صغيرة بحجم الأرض، وأن عمر الأرض القصير نسبيًّا (حوالي 4.5 مليارات سنة) مقارنة بعمر الكون الذي يزيد عن 14 مليار سنة لا يكفي لوقوع الاحتمال الذي يؤدي إلى نشوء الحياة بالمصادفة، واتخذا من الكون بكامله حقل تجارب لتحول المادة الجامدة عفويًّا إلى مادة حية، وكانت النتيجة هي نفس النتيجة التي توصل إليها العالِمَان الألمانيَّان أيجن وكابلان، وهي أن احتمالية نشأة الحياة في الكون بالمصادفة وتحول المادة الجامدة إلى مادة حية ضعيف جدًّا إلى درجة لا يتصورها العقل، وسلَّما في النهاية بأنه لا بد من وجود قوى سامية عظمى غير مادية وراء نشأة الحياة في الكون، هذه القوى السامية العظمى غير المادية هو الله سبحانه وتعالى، إله واحد، أحد لا شريك له في الملك ولا ولد - وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الكريم "وَيَسْأَلُوْنَكَ عَنِ الرُّوْحِ قُلِ الرُّوْحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّيْ وَمَا أُوْتِيْتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيْلاً" سورة الإسراء الآية 85
البذور الكونية !!
وبناء عليه فقد قام هذان العالمان الفلكيان البريطانيان سير فريد هويل وشاندرا ويكرا ما سينج بنشر كتاب عام 1981م سمياه Evolution from Space ترجم للعربية عام 1989م تحت مسمى (البذور الكونية)، وهذا الكتاب محاولة لإحياء وتعديل نظرية البذور الكونية التي اقترحها العالم السويدي أرهينيوس عام 1907م، وهي فكرة ترفض نظرية النشوء والارتقاء التي نادى بها تشارلس داروين خلال القرن التاسع عشر، وتقول بأن تطور النظم الحية على الأرض كان دائماً عرضة للتأثر بعوامل كونية، وأن تعقيد هذه النظم الحية إنما يشير - في التحليل الذي جرى في الربع الأخير للقرن العشرين - إلى قوة عظيمة مُوجِّهَة - إلى الله سبحانه وتعالى؛ حيث أثبت التحليل أن معظم التعقيدات البيوكيمياوية للحياة كانت بالفعل موجودة في وقت تَكَوُّن أقدم صخور على سطح الأرض. وبذا فإن أقدم الشواهد التي تعود إلى الأزمنة السحيقة ليس فيها ما يشير إلى الكيفية التي شُيِّد بها في البدء مستوى معلومات الحياة. وعلى هذا فإن نظرية التطور تفتقر إلى الأساس الصحيح حسب رأي سير/ فريد هويل وشاندا ويكراماسنيج. وعلى أساس أن الحياة بالفعل قد تطورت إلى مستوى من المعلومات يرتفع في الكون قبل أن تنشأ الأرض بوقت طويل.
الحياة في الفضاء !
وفي الثمانينيات تبين أن المادة الكونية الموجودة خارج المجموعة الشمسية، يوجد فيها كثير من الجزيئات العضوية والمعقدة جدًّا في بعض الأحيان؛ لذلك ركَّز علماء البيولوجيا الكونية (Bio-astronomy) اهتماماتهم، لدى البحث عن مكان أو أماكن نشوء الحياة، على تلك المواقع من الكون التي تتراوح فيها درجات الحرارة بين 25 تحت الصفر و60 درجة مئوية، والتي يكون الجو فيها خالياً من الأكسجين أو فقيراً جدًّا به. ولقد وجد أن توفر الماء أو بخار الماء في أي مكان في الكون هو شرط هام لنشوء الحياة، وصدق الله العظيم في قوله الكريم "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" و "وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ…". لقد كان علماء الأحياء يعتقدون أن البراكين الأرضية كانت تنفث غازاتها منذ 4 مليارات سنة، ومن بينها الأبخرة المائية التي تكثفت فوق سطح الأرض مكونة ما يسمى بالحساء الأولي، ثم تكونت جزيئات كربونية معقدة أخذت تتضاعف. وكانت فكرة نشوء الحياة عن طريق المذنبات تراود العلماء منذ عدة سنوات حتى أصبحت الآن فكرة مقبولة ولها حيثياتها، وهذا ما جعلهم يقولون إن أصل الحياة من الفضاء، حيث جاءت بذورها مع المذنبات التي ارتطمت بالأرض قديمًا وأمدتها بالماء أيضاً، حيث إن المذنبات هي عبارة عن جبال من الثلج بداخله مركبات كربونية فضائية، والسائد الآن بين علماء بيولوجيا الفضاء أن الماء والحياة في الأرض من أصل كوني نشأ عن طريق المذنبات. وصدق الله العظيم في قوله الكريم "وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوْرًا" سورة الفرقان - الآية 48. لقد زارنا المذنب الشهير هالي مرتين خلال هذا القرن، إحداهما عام 1910م والأخرى عام 1986م، حيث يأتي لزيارتنا من بعيد (من حافة المجموعة الشمسية) مرة كل 76عامًا. وقد اكتشف العلماء الألمان في إطار المهمة التي نفذتها مركبة الفضاء كيتو عام 1986م وجود مادة سيانيد الهيدروجين من نواة المذنب هالي، وتتطابق نسبتها مع نسبة وجودها في المادة الفضائية ما بين النجوم؛ لهذا كانت دراسة المذنب هالي عن كثب عام 1986م لها أهميتها العلمية في مرصد بجزيرة هاواي الأمريكية للأشعة تحت الحمراء، وأسفرت الأبحاث المعنية عن وجود غازات الميثان والإيثان والإسيتلين والكحول والفورمالدهايد وسيانيد الهيدروجين. واكتشف العلماء عن طريق الموجات الراديوية حامض الكربوكسيديك، مما أوحى للعلماء باحتمال وجود الأحماض الأمينية، وهي أساس تكوين الحياة والبروتينيات؛ لأن هذا الحامض يتحد مع مركبات النيتروجين مكونًا الأحماض الأمنية، ولا سيما الجليسرين الذي يعتبر أبسط أشكال الأمينيات. وهكذا تتطابق الحقائق العلمية الكونية المكتشفة حديثًا في عصر غزو الفضاء، وعلى مشارف القرن الحادي والعشرين مع ما جاء في القرآن الكريم، وصدق الله العظيم في قوله الكريم: "قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِيْ يَعْلَمُ السِّرَّ فِيْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ…" سورة الفرقان، الآية 6