برأة الأصحاب من دم الأحباب بدوى مطر 42 رابط الموضوع السابق
http://forum.te3p.com/470989.html
الفتنة في عهد الإمام علي رضي الله عنه 16
معركة صفين (37هـ) 7
وعن عمار يقول الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام:
وقال حارثة بن مضرب: قرئ علينا كتاب عمر: إني بعثت إليكم -يعني إلى الكوفة- عمار بن ياسر أميراً، وابن مسعود معلماً ووزيراً، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، من أهل بدر، فاسمعوا لهما، واقتدوا بهما، وقد آثرتكم بهما على نفسي.
وعن ابن عمر قال: رأيت عماراً يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون، أنا عمار بن ياسر، هلموا إلي، وأنا أنظر إلى أذنه وقد قطعت، فهي تذبذب، وهو يقاتل أشد القتال.
وعن عبد الله بن أبي الهذيل قال: رأيت عمار بن ياسر اشترى قتا بدرهم، فاستزاد حبلاً، فأبى، فجاذبه حتى قاسمه نصفين، وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة.
وقد روي أنهم قالوا لعمر: إن عمار غير عالم بالسياسة، فعزله.
قال الشعبي: قال عمر لعمار: أساءك عزلنا إياك؟ قال: لئن قلت ذاك، لقد ساءني حين استعملتني، وساءني حين عزلتني.
وقال نوفل بن أبي عقرب: كان عمار قليل الكلام، طويل السكوت، وكان عامة أن يقول: عائذ بالرحمن من فتنة، عائذ بالرحمن من فتنة، قال: فعرضت له فتنة عظيمة.
وعن ابن عمر قال: ما أعلم أحداً خرج في الفتنة يريد الله إلا عمار ابن ياسر، وما أدري ما صنع.
وقال أيوب، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ـ "قاتل عمار وسالبه في النار".
أخرج أبو نعيم في الحلية، وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن أبْزَى رضي الله عنه عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنه قال وهو يسير إلى صفين على شط الفرات: اللمَّ إنَّه لو أعلم أنه أرضى لك عن أن أرمي بنفسي من هذا الجبل فأتردّى فأسقط فعلت، ولو أعلم أنه أرضى لك عني أن أوقد ناراً عظيمة فأقع فيها فعلت. اللهم لو أعلم أنه أرضى لك عني أن أُلقي نفسي في الماء فأغرق نفسي فعلت، فإني لا أقاتل إلا أريد وجهك، وأنا أرجو أن لا تخيبني وأنا أريد وجهك.
عدد القتلى
تضاربت أقوال العلماء في عدد القتلى، فذكر ابن أبى خيثمة أن القتلى في صفين بلغ عددهم سبعين ألفًا، من أهل العراق خمسة وعشرون ألفًا، ومن أهل الشام خمسة وأربعون ألف مقاتل،
كما ذكر ابن القيم أن عدد القتلى في صفين بلغ سبعين ألفًا أو أكثر،
ولا شك أن هذه الأرقام غير دقيقة، بل أرقام خيالية، فالقتال الحقيقي والصدام الجماعي استمر ثلاثة أيام مع وقف القتال بالليل إلا مساء الجمعة فيكون مجموع القتال حوالي ثلاثين ساعة ومهما كان القتال عنيفًا، فلن يفوق شدة القادسية التي كان عدد الشهداء فيها ثمانية آلاف وخمسمائة، وبالتالي يصعب عقلاً أن نقبل تلك الروايات التي ذكرت الأرقام الكبيرة.
تفقد أمير المؤمنين على القتلى وترحمه عليهم
وقد وقف علىٌّ على قتلاه وقتلى معاوية فقال:غفر الله لكم، غفر الله لكم، للفريقين جميعًا,
وعن يزيد بن الأصم قال: لما وقع الصلح بين على ومعاوية، خرج على فمشى في قتلاه فقال: هؤلاء في الجنة، ثم خرج إلى قتلى معاوية فقال: هؤلاء في الجنة، ويصير الأمر إلىّ وإلى معاوية.
موقف لمعاوية مع ملك الروم
قال ابن كثير:
ـ "وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان أخشاه وأذله، وقهر جندهم ودحرهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب على تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لاصطلحن أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنك مع جميع بلادك ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت"
فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة وهذا يدل على عظمة نفس معاوية وحميته للدين.
قصة باطلة في حق عمرو بن العاص بصفين
قال نصر بن مزاحم الكوفي: وحمل أهل العراق وتلقَّاهم أهل الشام فاجتلدوا وحمل عمرو بن العاص.. فاعترضه على إلى أن يقول: ثم طعنه فصرعه واتقاه عمرو برجله، فبدت عورته، فصرف على وجهه عنه وارتُثَّ. فقال القوم: أفلت الرجل يا أمير المؤمنين. قال: وهل تدرون من هو؟ قالوا: لا. قال: فإنه عمرو بن العاص تلقاني بعورته فصرفت وجهي.
وذكر القصة – أيضًا – ابن الكلبي كما ذكر ذلك السهيلى في الروض الأنف. وقول على: إنه اتقاني بعورته فأذكرني الرحِمَ إلى أن قال:... ويروى مثل ذلك عن عمرو بن العاص مع على – رضي الله عنه – يوم صفين، وفي ذلك يقول الحارث بن النضر السهمي كما رواه ابن الكلبي وغيره:
والرد على هذا الافتراء والإفك المبين كالآتي: فراوي الرواية الأولى نصر بن مزاحم الكوفي صاحب وقعة صفين شيعي جلد لا يستغرب عنه كذبه وافتراؤه على الصحابة،
قال عنه الذهبي في الميزان: نصر بن مزاحم الكوفي رافضي جلد، تركوه، قال عنه العقيلى: شيعي في حديثه اضطراب وخطأ كثير.
وقال أبو خيثمة: كان كذابًا.
وقال عنه ابن حجر: كان رافضيًا غاليًا..ليس بثقة ولا مأمون.
وأما الكلبي؛ هشام بن محمد بن السائب الكلبي؛ فاتفقوا على غلوه في التشيع، قال الإمام أحمد: ـ "من يحدث عنه؟ ما ظننت أن أحدًا يحدث عنه."
وقال الدار قطني: متروك.
وعن طريق هذين الرافضين سارت هذه القصة في الآفاق وتلقفها من جاء بعدهم من مؤرخي الشيعة، وبعض أهل السنة ممن راجت عليهم أكاذيب الرافضة,
وتعد هذه القصة أنموذجًا لأكاذيب الشيعة الروافض وافتراءاتهم على صحابة رسول الله، فقد اختلق أعداء الصحابة من مؤرخي الرافضة مثالب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاغوها على هيئة حكايات وأشعار لكي يسهل انتشارها بين المسلمين، هادفين إلى الغض من جناب الصحابة الأبرار – رضي الله عنهم – في غفلة من أهل السنة .