صنائع المعروف ( صنائع المعروف)
للشيخ محمد بن مختار الشنقيطى
اخوانى فى الله ان الله اذا احب عبدا شرحا صدره لطاعته، فاذا اراد ان يتمم عليه نعمته، وان يكمل عليه منته، تمماها وكملها بمكارم الاخلاق.
يوم يصير الى الخيرات سباقا ،ولطاعه ربه ورحمته طواقا ومشتاقا ،يوم يصير مفتاحا من مفاتيح الخيرات، يوم يصير سببا من اسباب الرحمات ،يوم يفرج الله هموم المسلمين ،يوم يفرج الله به غموم المسلمين، يوم يفرج الله به كربات المكروبين، يوم يرحم الله به المعذبين ويغنى به الله الفقراء والبائسين.
يوم يجعله الله جل وعلا رحمه من رحماته، يوم يملا قلبه عطفا على المسلمين ورحمه بهم ومواساة للمحتاجين
انها صنائع المعروف التى اصطفى الله لها رجالا، واختار لها على مر العصور والدهور اجيالا ،يوم جعلهم الله مفاتيح الخيرات والرحمات،
فعاشوا فى هذه الحياه بالذكر الجميل ،والعمل الصالح الجليل، وخرجوا من الدنيا والله راض عنهم غير غضبان،
يوم اصبحوا نعمه على العباد لا نقمه عليهم، اصبح الواحد منهم مسلما، لله منقادا مطيعا مستسلما، ما ان يسمع رحمه من الرحمات، وبابا من ابواب الخيرات الا كان اليه سباقا طالبا له ومشتاقا ،انها الرحمه التى اسكنها الله قلوب الرحماء ،ولم تدخل الرحمه الى قلب عبد من عباد الله الا اهله الله لرحمته.
فالله يرحم من عباده الرحماء والله يحلم على الحلماء،وييسر على الذين ييسرون على عباده،ويرفق بمن رفق بخلقه وعبيده،انها ابواب الخيرات وابواب الطاعات والرحمات،التى يحقق بها المسلم اسلامه،التى يحقق بها المؤمن طاعته لربه والتزامه، انها الاستقامه الصالحه انها الاستقامه الصادقة،يوم يتفطر قلب العبد شوقا وحنينا الى رحمه من رحمات الله.
وما يدريك فلعل دمعه اليتيم التى كفكفتها يكفك الله بها دموعك فى الحشر ،وما يدريك فلعل هذه الكربة التى فرجتها على ارملة من ارامل المسلمين يفرج الله بها عنك كربه من كرب يوم الدين، فى يوم شديد الاهوال ،فى يوم تشيب به ذوائب الاطفال،فى يوم تضع فيه الاثقال ذوات الاحمال.
ايها الاحبه فى الله:
ما شرح الله صدر عبد من عباده لهذه الخيرات الاجعله احب الخلق اليه ،واقربهم واعظمهم زلفى لديه، لذلك
كان من اجل نعم الله بعد الهدايه،ان يشرح صدر الانسان الى صنائع المعروف،صنائع المعروف...... وما ادراك ما صنائع المعروف،التى يخط بها العبد الصالح فى دواوين الصالحات تلك الحسنات العظيمه.
صنائع المعروف ....وما ادراك ما صنائع المعروف،التى غفر الله بها الذنوب،وستر بها العيوب ،وفرج الله بها الهموم والكروب.
فيا لله من اقوام عاملوا الله جل وعلا بهذه الاعمال الصالحة،خرجوا وقد ملئت دواوين اعملهم بالحسنات الباقية،
انه الاجر الذى يتقدم الانسان به الى الدار الاخرة،انها مزارع الاخرة التى يحصدها الانسان،فى يوم لاينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
لذلك ايها الاحبه فى الله ،كل مؤمن صالح يقرأ فى كتاب الله او ينظر فى سيرة النبى (صلى الله عليه وسلم) يجد تلك الابواب مفتحه،ليجد امام عينيه تلك الابواب مفتحه،يجد امام عينيه تلك الخيرات،وتلك الرحمات ،التى أهل الله اليها الصالحين والصالحات،فقال فى كتابه الكريم (فاستبقوا الخيرات).
اول قاعده فى صنائع المعروف والتى هي اساسها واهمها واعظمها هو اخلاص العمل لله عز وجل ،اول ما ينبغى على العبد الذى يريد ان يجعله الله جل وعلا صانعا من صنائع المعروف ان يخلص العمل لله عز وجل ،فان الله طيب لا يقبل الا طيبا،ان ينفق الانسان وتسح يمينه بالخيرات اناء الليل واطراف النهار يشترى بذلك رحمه الله جل جلاله،لا ينفق رياء ،ولا سمعه ،ولا ثناء،ولكن يريد رحمه الله ،يريد ما عند الله ،كما قال الله جل جلاله (انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا) اللهم انا نسالك يا ربنا ان تجعلنا منهم.
ان تنفق يوم تنفق والاخرة امام عينيك،ان تنفق يوم تنفق ومزارع الجنه ناظرة بين يديك،ان تشترى رحمه الله بكل مال تعطيه وبكل فقير تواسيه،ان تشترى رحمه الله بقلب لا يريد الا ما عند الله جل جلاله.
فما كان لله دام وبقى،ما كان لله نفع العبد فى الدنيا وفى اخراه،فينبغى على الانسان اذا فتح بابا من ابواب الخير ،ان يفكر اول ما يفكر فى المتاجرة مع الله،ان المتاجرة مع الله باقية ،وهى الصدقة الطيبة الخالدة ،التى يثيب الله عليه صاحبها فى الدنيا والاخرة، وكم من عامل احبط الله عمله بالرياء،وكم من عامل احبط الله عمله بالثناء،فاشترى ما عند الله فان الثناء كل الثناء من الله،فان أعظم ما ينتظرة العبد هو رضوان الله جل جلاله.
اللهم حبب الينا فعل الخيرات،وترك المنكرات،وحب المساكين ، وان تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا،واذا اردت بقوم فتنه فاقبضنا اليك غير مفتونين، نسالك حبك،وحب من يحبك،وحب كل عمل يقربنا الى حبك..............اللهم اميييييييييييين
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين
الرئيسية 
الأحداث 
