2011-02-26, 15:13 | المشاركة رقم: |
إحصائية العضو | الجنس : | المساهمات : 869 | نقاط : 1548 | السمعة : 0 |
| | موضوع: قوة القلب ونقاؤه من قوة التوحيد واخلاصه قوة القلب ونقاؤه من قوة التوحيد واخلاصه [size=25]بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن أشعة (لا إله إلا الله) تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فلها نور ، وتفاوت أهلها في ذلك النور ـ قوة وضعفاً لا يحصيها إلا الله تعالى فمن الناس : من نور هذه الكلمة في قلبه كالشمس ومنهم : من نورها في قلبه كالمشعل العظيم ، وأخر كالسراج المضيء وأخر كالسراج الضعيف . ولهذا تظهر الأنوار يوم القيامة بأيمانهم وبين أيديهم على هذا المقدار بحسب ما في قلوبهم من نور هذه الكلمة علما وعملاً ومعرفة وحالاً. وكلما عظم نور الكلمة واشتد أحرق الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى انه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة و لا شهوة ولا ذنباً إلا احرقه وهذا حال الصادق في توحيده الذي لم يشرك بالله شيئاً فأي ذنب أوشهوة أو شبهة دنت من هذا النور احرقها فسماء إيمانه قد حرست بالنجوم من كل سارق لحسناته فلا ينال منها سارق إلا على غرة وغفلة لابد منها للبشر , فإذا استيقظ وعلم ما سرق منه استنفذه من السارق أو حصل أضعافه بكسبه فهو هكذا أبداً مع لصوص الجن والأنس ليس كمن فتح لهم خزانته وولّى الباب ظهره . وليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق الا الله وأن الله رب كل شيء ومليكه كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون .. بل التوحيد يتضمن – من محبة الله والخضوع له والذل له وكمال الانقياد لطاعته وإخلاص العبادة له وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال والمتع والعطاء والحب والبغض : ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها . ومن عرف قول النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ( إن الله حرم على النار من قال : لا اله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ..رواه البخاري في الصلاة ومسلم في الإيمان. وما جاء من هذا الضرب من الأحاديث التي أُشكلت على كثير من الناس، حتى ظنها بعضهم منسوخة، وحملها بعضهم على نار المشركين والكفار، وأوّل بعضهم الدخول بالخلود، ونحو ذلك من التأويلات المستكرهة، والشارع صلوات الله عليه لم يجعل ذلك حاصلا بمجرد قول اللسان فقط ، فلا بد من قول القول وقيام هذا المعنى بالقلب - علماً ومعرفةً ويقيناً وحالاً - ما يوجب تحريم قائلها على النار”. ثم يقول رحمه الله: “فإن الأعمال لا تتفاضل بصورهاوعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض”. فهكذا الأعمال والعمال عند الله ، والغافل في غفلة من هذا الإكسير ، الذي إذا وضع منه مثقال ذرة على قناطير من نحاس الأعمال قلبها ذهبا .. والله المستعان من كتاب ابن القيم الجوزية
لكم كل الود [/size]
|
| |