رجل صلي 60 سنة ولم تقبل صلاته (اللَّهمَّ
إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كثِيراً ، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ إِلاَّ
أَنْتَ ، فَاغْفِر لي مغْفِرَةً مِن عِنْدِكَ ، وَارحَمْني ، إِنَّكَ
أَنْتَ الْغَفور الرَّحِيم)
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني ألى نفسي طرفة عين واصلح لي شأني كله
سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه :كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى,
فذهب إلى الرسول صلى الله عليه واله وسلم يبكي ويقول : (
يا رسول الله , إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت , فإني
أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله .. فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل
الله يغفر لي )
وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول :إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة ,
فقيل له : كيف ذلك؟
فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها
ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة
قيل : كيف يا أمير المؤمنين
قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها
ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون , وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان
فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا ؟؟
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله :إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى , ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا
سئل كيف ذلك ؟؟
فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه , وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا ..
فأي سجدة هذه ؟؟
وانظر إلى الرسول صلى الله عليه واله وسلم :... كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله : يا رسول الله أنت لا تنام؟؟
فيقول لها ( مضى زمن النوم )
ويقول الصحابة :كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء؟؟
وقالوا .. لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت : يموت الآن ( من كثرة خشوعه )؟؟
وهذا عروة بن الزبير:واستمع لهذه ( ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم .. )
أصاب رجله داء الأكلة السرطان
فقيل له : لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله
ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك .
فقال : أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله ؟؟ والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته . فقالوا : نسقيك المنقد ( مخدر)
فقال : لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم ,
فقالوا : نأتي بالرجال تمسكك ,
فقال : أنا أعينكم على نفسي .
قالوا : لا تطيق .
قال
: دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني
حتى أسجد , فإذا سجدت فما عدت في الدنيا , فافعلوا بي ما تشاؤون
فجاء
الطبيب وانتظر, فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان
يقول :.. لا إله إلا الله .. رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا
ورسولا .. حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة ,, فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر
إليها
وقال : أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام ,ويعلم الله , كم وقفت عليك بالليل قائما لله ..
فقال له أحد الصحابة : يا عروة .. أبشر .. جزء من جسدك سبقك إلى الجنة
فقال : والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء
وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما: إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه ..
فإذا سئل عن ذلك قال : أتدرون بين يدي من أقوم الآن ؟؟
وكان أبوه علي رضي الله عنه: إذا توضأ ارتجف
فإذا سئل عن ذلك قال : الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها .. وحملتها أنا
وسئل حاتم الأصم رحمه الله: كيف تخشع في صلاتك ؟؟
قال
: بأن أقوم فأكبر للصلاة .. وأتخيل الكعبة أمام عيني .. والصراط تحت قدمي
,, والجنة عن يميني والنار عن شمالي ,, وملك الموت ورائي ,, وأن رسول الله
يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة , فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع
بخشوع وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم
ولا أدري أقبلت أم لا؟؟
يقول سبحانه وتعالى : (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم
يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات , فعاتبنا الله تعالى
فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا .. فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول
ألم تسمع قول الله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
.. فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا ..
فهل شعرت أنت يا أختي وياأخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية؟
وقال سبحانةوتعالى : ((
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ
إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ
طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ))
وهذه قصة الصحابي الجليل عثمان رضي الله عنة:
قال للنبي صلى الله عليه وسلم ..( يا رسول الله ؛ إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي ، يلبسها عليَّ ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..ذلك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا ) رواه مسلم ..
قال عثمان بن العاص .. :ففعلت ذلك فأذهبه الله عني ..
وهذا قول أبن القيم الجوزية رحمه الله: إذا
استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله , وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح
أنت بالله , وإذا أنس الناس بأحبابهم فأنس أنت بالله , وإذا ذهب الناس إلى
ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله .
ويقول أيضا رحمه الله ( لا تسأم من الوقوف على باب ربك...ولو طردت )؟؟
بل ابك كثيرا وداوم الطرق فإنه ولا شك سيفتح لك ( فإذا فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين )
ورد فى الاثر عن الامام محمد بن واسع:
انه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص -- فجائه شيطان وقال له يا امام
أعاهدك انى لن أوسوس لك ابدا ولم آتيك ولن أمرك بمعصيه ولكن! بشرط ان
لاتدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لاحد فقال له الامام كلا -- ساعلمه
لكل من قابلت وافعل ما شئت :
كان يدعوا فيقول :
اللهم انك سلطت
علينا عدوا عليما بعيوبنا - يرانا هو وقبيله من حيث لانراهم -- اللهم آيسه
منا كما آيستـه من رحمتك وقنطه منا كما قنطـته من عـفوك -- وباعــد بيننا
وبينه كما باعـدت بينه وبين رحمتك وجنتك .
وفي النهاية بعض المواصفات لمقاومة السرحان في الصلاة
1- أدخل الخلاء بالقدم اليُسرى لتتوضأ وقل: ( أعوذ بالله من الخُبث والخبائث) ،وأنت حاضر الذهن والقلب، وحين تتوضأ فكر في انك مُقبل على الصلاة ولقاء رب العالمين.
2- ثم حين الخروج من الخلاء اخرج بالقدم اليمنى، وقل دعاء الفراغ من الوضوء :( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين) بذهن حاضر. فإن ذلك يعيننا على الخشوع وحضور الذِّهن في الصلاة.
3-
ومما يعين أيضاً "كما ذكرت السيدة الفاضلة" د.رقية المحارب" في كتابها"
كيف تخشعين في الصلاة": إذا فكَّرتَ في الآية التي سوف تقرؤها بعد الفاتحة
واخترتها بحيث تكون غير مُتقن لحفظها- حتى لا يشرد ذهنك وأنت تقرؤها بشكل
آلي -فإن ذلك يعينك في بقية الصلاة فلا يشرد ذهنك.
4-وإذا
جلست قبل الأذان تحفظ آية جديدة ، أو تراجع آية تحفظها بنية انتظار الصلاة
تدعو لك الملائكة، وبنية اختيار الآيات التي ستقرؤها بعد الفاتحة ، وتقرأ
تفسيرها ليتضح معناها في ذهنك ، فإنك ستكون حاضر الذِّهن في الصلاة فإذا
علِمت أنك قرأت في الركعة الأولى سورة (كذا)، وفي الركعة الثانية سورة
(كذا) فإنك نادرا ًما يختلط عليك الأمر بخصوص عدد الركعات التي صليتها .
5- فاختر
مكان دافىء في الشتاء، وبارد في الصيف،وإذا أحسنت اختيار المكان الذي تصلي
فيه، واتخذت امامك سُترة ، وكنت بعيدا ًعن الضوضاء قدر الإمكان ، ودهنت
عِطرا ًمُنعِشا ً( للنساء في البيوت فقط) ، فإن ذلك يعينك على صفاء الذّهن
والنفس ويُدخل على قلبك السرور .
اللَّهُمَّ يا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صرِّفْ قُلوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ