الشعب السعودي لم يعد يقبل بالمال فقط , نريد إصلاح حقيقي وواضح ... 1- المرجعية الدستورية والسياسية والتشريعية والقضائية لكل شئون الدولة هي الشريعة الإسلامية بمصدريها الكتاب والسنة، كما قال تعالى{وأن احكم بينهم بما أنزل الله}، وقال{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}.
2- حق الأمة في اختيار الحكومة، اختيارا حرا مباشرا، كما قال تعالى{وأمرهم شورى بينهم}، وكما قال عمر رضي الله عنه (الإمارة شورى بين المسلمين)،
وأن تكون البيعة للسلطة بيعة على الرضا والاختيار بلا إكراه ولا إجبار، من
الأمة أو من يمثلها تمثيلا حقيقيا من نوابها وعرفائها، كما قال صلى الله
عليه وسلم (أيها الناس إنا لا ندري من رضي منكم ممن لم يرض فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم)، وكما قال عمر في خطبته - كما في البخاري - (من بايع رجلا دون شورى المسلمين فلا بيعة له ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا)، وكان ذلك بمحضر الصحابة جميعا فكان إجماعا قطعيا موافقا للكتاب والسنة.
3- حق الأمة في الشورى في كل شئونها، فلا تتصرف الحكومة بأمر عام في
الشئون الداخلية والخارجية إلا برضا الأمة وشوراها، من خلال من ينوب عنها
ويمثلها تمثيلا حقيقيا في مجلس الشورى المنتخب انتخابا حرا، كما قال تعالى{وشاورهم في الأمر}.
4- حق الأمة من خلال من يمثلها بالرقابة على الأموال العامة إيرادا
وإنفاقا، ولا يأخذ رئيس الحكومة ووزرائه إلا ما تفرضه لهم الأمة من رواتب
ومخصصات، فهم مؤتمنون على السلطة والثروة، وهي أمانة للأمة في أيديهم {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، وقال صلى الله عليه وسلم عن الإمارة والولاية (إنها أمانة)،
وليس لهم أن يشتغلوا بالتجارة أثناء قيامهم بمسئولياتهم في إدارة شئون
الدولة، كما فعل الصحابة مع أبي بكر في أول يوم تولى فيه الخلافة، فقالوا (نفرض لك من بيت المال ما يكفيك وأهل بيتك)، والعمل بسياسة عمر (من أين لك هذا) مع كل من تولى وظيفة عامة.
5- الفصل بين السلطات والمؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية
والمالية، كما فعل الخلفاء الراشدون، فكان أبو بكر أول من فصل بين السلطات،
فاختار عمر على القضاء، واختار أبا عبيدة على بيت المال، لضمان العدل على
أكمل وجه في القضاء والعطاء، والأمة من وراء الجميع من خلال نوابها تحاسبهم
وتراقبهم وتسددهم، كما في حديث البيعة (وأن نقوم بالحق لا نخاف في الله لومة لائم)، وكما قال أبو بكر (إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني).
6- ضمان استقلال القضاء وضمان شموليته ومرجعيته الشرعية، وعدم خضوعه
للسلطة التنفيذية إداريا أو ماليا، وإلحاق كل إدارات التحقيق والهيئات
العدلية للسلطة القضائية، وضمان حق التظلم والتقاضي للجميع أمام المحاكم في
كل قضية، ولا يضار مدع ولا شاهد ولا قاض في دعوى أو شهادة أو قضاء، كما
قال تعالى {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، وقال تعالى {ولا يضار كاتب ولا شهيد}، وتنفيذ الأحكام على الجميع، كما قال صلى الله عليه وسلم (أتشفع
في حد من حدود الله والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، إنما
أهلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف
أقاموا عليه الحد).
7- صيانة الحقوق والحريات العامة والخاصة، فللجميع الحق بالأمر
بالمعروف، والدعوة إلى الخير والبر، ورفض الظلم، والصدع بالحق، كما قال
تعالى{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}، وكما قال تعالى{لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم}، وكما في الحديث (إن لصاحب الحق مقالا)، وإبداء النصيحة للسلطة وللعامة على حد سواء كما في الحديث(الدين النصيحة .. ولأئمة المسلمين وعامتهم)،
والحق في الاجتماع في المساجد والأماكن العامة والخاصة للتشاور في شئون
الأمة، كما كان يفعل المسلمون في عهد الخلفاء الراشدين، فلا يحظر شيء مما
أباحه الله، ولا مما لا يتم الواجب الشرعي إلا به، كالأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر.
8- احترام حقوق الإنسان وكرامته، كما قال تعالى{ولقد كرمنا بني آدم}، وصيانة حريته، كما قال الفاروق (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)، وكفالة حقوقه المالية، وتأمين حياته المعيشية كما في الحديث (من ترك كلا فإلي وعلي)، وضمان حقوقه العدلية، فلا جريمة ولا عقوبة بلا نص {تلك حدود الله فلا تعتدوها}، وتدفع العقوبة بالشبهة (ادرءوا الحدود بالشبهات)، والأصل في الإنسان براءة ذمته، ولا يحبس إنسان بلا وجه حق، ولا عبرة بالاعتراف تحت الإكراه، كما قال صلى الله عليه وسلم (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، وكما قال عمر (ليس الإنسان على نفسه بأمين إن حبسته أو ضربته أو أجعته أن يقر على نفسه بما لم يفعل)، ويحرم استخدام التعذيب، كما في الصحيح (إن دماءكم وأبشاركم حرام عليكم).
9- حماية حريات الأفراد وخصوصياتهم في مساكنهم، واجتماعاتهم، واتصالاتهم، وعدم التجسس عليهم، أو انتهاك حرماتهم، كما قال تعالى {ولا تجسسوا}.
10- إرجاع المظالم والحقوق المغصوبة لأصحابها، كما في الحديث (ليس لعرق ظالم حق)، ولا تسقط الحقوق بالتقادم، وإبطال الأحكام الجائرة ونقضها، وتعويض من تضرر بها بقدر ما لحقه من ضرر.
11- تحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع، في الوظائف العامة،
وأمام القضاء، وفي كل ما يشترك فيه الجميع، دون أي تمييز، كما قال تعالى{إنما المؤمنون أخوة}، وقال صلى الله عليه وسلم (المسلمون تتكافأ دماؤهم)، وقال صلى الله عليه وسلم (الناس سواسية لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى).
والنهوض بدور المرأة في المجتمع، وتعزيز دورها الإيجابي، وإقرار كافة
حقوقها الشرعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والمهنية، كما
جاء في الحديث (النساء شقائق الرجال).
12- العناية بالإنسان، كما قال تعالى {ولقد كرمنا بني آدم}،
وتنمية قدراته ومهاراته العلمية والجسدية والنفسية والروحية، وتهيئة الفرص
له بحسب مواهبه، من خلال جعل الأولوية للإنفاق على التعليم وتطوير مناهجه،
في كل المستويات، ورعاية الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث، ومن خلال
الاهتمام بالمساجد ودورها التربوي والأخلاقي والاجتماعي، والعناية
بالمستشفيات والرعاية الصحية.
13- حمل رسالة الإسلام إلى العالمين، والدعوة إليه، بكل وسيلة، قولا
وفعلا، وتعزيز مكانة الفقهاء والعلماء والدعاة، وتوفير كل ما يساعدهم على
القيام بمسئولياتهم، في بيان العلم ونشره، والدعوة وإبلاغها {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف}، وتعزيز القيم الأخلاقية (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)،
وحماية الأسرة والنشء، وإشاعة العلم والثقافة والمعرفة، والعناية باللغة
وآدابها، وربط الأمة بدينها وعقيدتها وهويتها وتاريخها وحضارتها.
14- تطوير الأوقاف والعناية بها، وعدم التعدي عليها، أو مصادرتها، أو
صرفها في غير مصارفها، لتقوم بدورها في خدمة المجتمع ومؤسساته الأهلية.
15- فتح المجال للمجتمع الأهلي للقيام بكل نشاط يحتاج إليه، سواء كان
سياسيا أو مهنيا أو ثقافيا أو حقوقيا، من خلال السماح بإقامة التجمعات
الدعوية، والجمعيات الخيرية، والنقابات المهنية، والتنظيمات السياسية، وكل
عمل يحتاج إلى الجماعة لتحقيقه، كما قال تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى} وقوله {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}.
16- تطوير الموارد الاقتصادية وتنميتها والحفاظ عليها، واستثمار
الثروات الطبيعية، وإعمار الأرض {أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}، وتنويع
مصادر الدخل، وتوزيع الثروة توزيعا عادلا لكل المناطق والفئات، وتعميم
مشاريع التنمية والطرق والمواصلات والخدمات في كل المناطق، كما قال عمر (والله لو عثرت دابة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لم لم أعبد لها الطريق).
17- حماية الملكية الخاصة، وصيانة الأموال العامة للأمة {أموالكم التي جعل الله لكم قياما}، وتمتع الجميع بالمرافق العامة، واشتراكهم في الثروات الطبيعية في الكلأ والماء والطرق والطاقة، كما في الحديث (الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار).
18- حماية الأرض السكنية والزراعية والرعوية، فلا حمى إلا لله ولرسوله، كما قال عمر (لا حمى إلا لله ولرسوله، والله إنها لأرضهم عليها قاتلوا في الجاهلية وعليها أسلموا، والله لولا إبل الصدقة ما حميت من أرضهم شبرا)،
وتأمين الرعاية السكنية لكل أسرة، وتوزيع الأرض على الجميع بالتساوي، وعدم
إقطاع أحد شيئا من الأرض دون وجه حق، وجعل الإحياء للأرض مشاعا للجميع،
كما قال صلى الله عليه وسلم (من أحيا أرضا مواتا فهي له)،
وإنما وظيفة السلطة تنظيم هذا الحق بالمساواة بين المستحقين، وإتاحة الفرص
للجميع في الاستثمار في الثروات الطبيعية، وفي كل الأنشطة الاقتصادية، وفق
قانون ينظم ذلك بين المستحقين، ومن قبل هيئات اختصاص تراقب ذلك.
19- توفير فرص العمل، وتشجيع القطاع الخاص على إيجادها، وتسهيل الاستثمار في الداخل.
20- العناية بالصناعة وتطويرها، ونقل التكنولوجيا وتوطينها، وتشجيع
الاستثمار المحلي والخارجي فيها، وتقديم التسهيلات لها، وإقامة مراكز
الدراسات والبحوث العلمية، والتدريب المهني، وكل ما من شأنه تحقيق القوة
للأمة علميا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، وفي الحديث (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)..
21- صيانة سيادة الأمة والدولة واستقلالها عن أي نفوذ خارجي، وإعداد
القوة، والاهتمام بالجيش، وتعزيز قدراته العسكرية، لمواجهة الأخطار
الخارجية، كما قال تعالى{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.
22- تعزيز الوحدة والاتحاد بين دول العالم الإسلامي، وتعزيز التكامل
والتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري معه، للوصول إلى الوحدة الكاملة
لقوله تعالى {وأن هذه أمتكم أمة واحدة} ، لقوله تعالى{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، وقوله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
23- مد يد العون لكل بلد إسلامي يتعرض لعدوان خارجي، والدفاع عنه، ومساعدة شعبه، وإغاثته لقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله).
24- رفض أي عدوان أجنبي على أي بلد إسلامي، وحق الأمة في مقاومته ورد عدوانه، وتحرير أرضها، كما قال تعالى {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا}،
ومقاطعة الكيان الصهيوني، ورفض التعامل معه، والعمل من أجل تحرير أرض
فلسطين، واسترجاع القدس والمسجد الأقصى، وضمان حق الشعب الفلسطيني المهجر
بالرجوع إلى أرضه، وإقامة دولته، ورفض أي اتفاقيات أو معاهدات يتم من
خلالها التنازل عن أي حق من حقوق الأمة أو شبر من أرضها أو مصالحها، وعدم
الاعتراف بتلك المعاهدات.
25- إقامة العلاقات مع دول العالم على أساس من قيم الإسلام ومبادئه،
وتحقيق العدل والمصلحة والتعاون معها على ما يحقق الخير للإنسانية، ورفض كل
أشكال الظلم والعدوان، كما قال تعالى {وقولوا للناس حسنا}، في الحديث (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)،
والاستفادة من الحضارة الإنسانية وتطورها وعلومها ومعارفها، وآلياتها
ووسائلها، كما استفاد عمر النظم الإدارية وتدوين الدواوين من فارس والروم،
عملا بالحديث الصحيح (أنتم أعلم بأمور دنياكم)..